قال الأكاديمي والباحث الفني الايراني حجّة الإسلام والمسلمين “السيد علي آتش زر”: “إنّ السينما، بما تملكه من قدرة عالية على السرد وبناء الشخصيات، تتيح إمكانية تجسيد الأخلاق ورسائل النبي محمد (ص)، ويمكنها أن تعرّف الجمهور اليوم بالقيم الإنسانية والأخلاقية التي يحملها النبي(ص)”.
وأشار إلى ذلك، الأكاديمي الايراني والباحث في مجال السينما حجة الإسلام والمسلمين “السيد علي آتش زر”، في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية حول دور السينما وأفلام الرسوم المتحركة في التعريف بالسيرة النبوية.
وقال: “يتمتع فنّ السينما بقدرة عالية على تجسيد صورة نبي الرحمة (ص)، ويمكنه أن يعرّف الجمهور العالمي المعاصر برسائله الأخلاقية”.
وأضاف: “إذا أردنا دراسة إمكانيات السينما، فعلينا النظر إليها من زاويتين؛ أولاً: اللغة السينمائية والتجارب المنجزة حتى الآن، والتي تُظهر أن هناك أدوات واسعة متاحة لصانعي الأفلام لعرض الشخصية الأخلاقية للنبي (ص) وأسلوب حياته؛ وثانياً: شخصية النبي(ص) نفسه بسبب عالمية رسائله وتعاليمه، لديها قدرة كبيرة على نقل الأخلاق والرحمة للجمهور”.
وأردف مبيناً: “رسالة النبي (ص) تستند إلى الفطرة الإنسانية ونظرة شامل، وهي تتجاوز حدود مذهب أو دين أو جغرافيا معينة، وقد وصفه القرآن الكريم بأنه “رحمة للعالمين”، وهذه الرسالة الرحيمة موجهة إلى جميع البشر”.
واستطرد السيد علي آتش زر قائلاً: “في الظروف الراهنة، حيث الجمهور ينتمي إلى ثقافات وديانات متنوعة، فإن تجسيد الرسائل الأخلاقية للنبي (ص) يمكن أن يسهم في تعزيز اللطف والعلاقات الإنسانية الرفيعة في العالم”.
وأكدّ: “تشير النظرة إلى النماذج العالمية إلى أنه حتى الأعمال غير الدينية يمكنها الاستفادة من سمات شخصية النبي (ص)، ففي السينما المسيحية، على سبيل المثال، هناك بعض الأعمال المستوحاة من تعاليم السيد المسيح (ع)، مثل أفلام “إنغمار برغمان”، التي نقلت الرسائل الأخلاقية من خلال السرد القصصي وبناء الشخصيات”.
وأشار إلى أسباب ضعف السينما في مجال تجسيد السيرة النبوية، قائلاً: “إنّ الضعف في السينما الحالية ناتج عن عاملين؛ الأول: هو نقص الخبرة وعدم الإلمام الكافي بلغة السينما، والثاني: هو الفجوة بين نظرتنا الثقافية والتاريخية وما تم تجربته في الغرب”.
وأضاف: “على الرغم من وجود بعض الأعمال القليلة في إيران التي تُعدّ ذات قيمة، مثل بعض أعمال المخرج الإيراني “مجيد مجيدي” التي تُظهر من خلال تصوير فترة من حياة النبي(ص) تعاليم القرآن وعالمية رسالته، إلا أن الطاقة الهائلة للأخلاق النبوية لم تُستغل بالكامل بعد للتأثير على الجمهور وتربية الإنسان”.
وفيما يتعلق بدور الرسوم المتحركة في سدّ مثل هذه الثغرة في السينما الإيرانية، قال: “يمكن للرسوم المتحركة، نظراً لإمكاناتها، أن تعوض عن القيود الموجودة في الأفلام الواقعية. ويمكن للتلفزيون، بفضل مرونته في العرض أن يقدّم شخصية النبي (ص) وتعاليمه بطريقة تتناسب مع إدراك الأطفال وتصوراتهم، دون أن يكون مقيداً بالوقت القصير أو شكل الفيلم السينمائي”.
وأكدّ: “هذه الإمكانية تمثّل فرصة مميزة لنقل الرسائل الأخلاقية والإنسانية للنبي (ص) إلى نطاق أوسع وأكثر سهولة للوصول بالنسبة للأجيال الجديدة”.