Search
Close this search box.

اقامة أمسيةً الشاعر الفارسي الكبير سعدي الشيرازي بلبنان

بمناسبة يوم الشاعر الفارسي الكبير سعدي الشيرازي وبحضور وزير الثقافة اللبنانی الدكتور عباس مرتضى والسفير الايراني محمد جلال فيروزنيا وشخصياتٌ ونخبٌ ثقافيةٌ من إيران ولبنان والدول العربية مع الالتزام بقوانين التباعد والوقاية، في زمن كورونا جرى تنظيم ندوة “في محفل الشيخ الأجل، سعدي الشيرازي”

كانت الكلمة الاولى للمستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور عباس خامه يار والذي رحب بالحضور بالحضور وتلا أبياتا من أشعار الشاعر سعدي:

الناس كالأعضاء في التساند لخلقهم كنه من طين واحد

إذا اشتكى عضو تداعى للسهر بقية الأعضاء حتى يستقر

واضاف : لقد استحقّ سعدي بهذه الأبيات أن ينال لقب الشيخ الأجل العارف والواعظ، حيث قدمَ قيمةً إنسانيةً سامية على شكلِ بيتٍ شعري، وهي التكاتف والتعاطف بين الناس، وما أحوجنا اليوم إلى مصداق هذا البيت في حياتنا السياسية، الاجتماعية وحتى حياتنا الأسرية الخاصة.

وشدد الدكتور عباس خامه يار على ان سعدي الشيرازي مزج في أعماله بين الفائدة والمتعة، وبين البلاغة والبساطة، وأضحى بذلك مدرسةً أدبيةً قائمةً بذاتها، إذ اعتبر أب النثر الفارسي، استطاع كذلك أن يمزج بين تجاربه، بعد ثلاثة عقود تنقل فيها بين الكثير من البلدان والثقافات والصحاري والقفار، وأصبح رمزًا للمحبة والإنسانية.

ثم تحدث سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور محمد جلال فيروزنيا فقال :

يسرُّني ويسعدُني أن نجتمعَ اليوم في هذا المحفل الثقافي بامتياز، وفي هذه المناسبة، لنحتفي في يوم الشاعر الكبير سعدي الشيرازي، بإطلاق السلسلة الجديدة من أعداد مجلة الدراسات الأدبية، التي لطالما كانت الرابط الثقافي وجسر التواصل بين الثقافتين العربية والفارسية؛ ذلك الرابط الذي ذلّلَ الاختلافات في اللغة والفكر، فأصبحت الثقافة بذلك هي الغاية وأصبح الفكرُ هو الهدف المشترك بين الطرفين.

وأضاف السفير محمد جلال فيروزنيا يشكّلُ سعدي صرحًا أدبياً أساسياً إلى جانب حافظ الشيرازي وشعراء آخرين في إيران، فهو قامةٌ كبيرةٌ في سماء الشعر والأدب، وقلّما تجدونَ إيرانياً لا يحفظُ أبيات سعدي وحافظ وگنجوی والأنصاري والسنائي والخيام وكثيرين ممن كانت لهم مؤلفاتٌ خالدة في تاريخ الأدب والشعر.

من جهته قال الدكتور حداد عادل رئيس مؤسسة سعدي في كلمة له في الندوة :

بمناسبة الأول من شهر أرديبهشت (21 نيسان) الذي أسمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بيوم سعدي، وبهمّة وجهود المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، تقام هذه الندوة الافتراضية عن سعدي وأشعاره العربية وتلاقح الثقافات، حيث تمت دعوتي من جانب الأعزاء في المستشارية لتكون لي فرصة الحديث عن أشعار سعدي العربية.

اللغة العربية التي استقت قوتها وانتشارها ببركة القرآن الكريم، منذ صدر الإسلام وحتى اليوم كانت اللغة العالمية بين الدول الإسلامية، وعلى امتداد التاريخ، كان كل العلماء من فقهاء وفلاسفة، أدباء ومؤرخين وكبار، شعراء وكل المثقفين كانوا يتقنون اللغة العربية. اللغة العربية كانت علامة الثقافة في العالم الإسلامي. لغة التواصل المشترك لدى كل المسلمين. وسعدي شاعر إيران الكبير الذي عاش في القرن السابع الهجري، لم يكن مستثنى من هذه القاعدة. لقد درسَ لسنواتٍ في المدرسة النظامية في بغداد. وطوال سنواتٍ كان سائحًا في البلدان العربية وكان ضليعاً بهذه اللغة ورموزها وظرائفها. كان على ارتباطٍ بكبار شعراء العرب. وهذا ما نراه حيث نجد عدداً من القصائد العربية في ديوانه.

أما أستاذة الأدب المقارن واللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية الدكتورة دلال عباس فتحدثت في مناسبة صدور مجلة الدراسات الأدبيّة” بحلة جديدة فقالت :

جاء يوم سعدي مناسَبةً مناسِبَةً لإطلاق مجلّة “الدراسات الأدبيّة” ، هذه المجلّةُ هي وليدة مِنبرِ اللغة الفارسيّة وآدابها في الجامعة اللبنانيّة، الذي تأسّس في بداية العام الجامعيّ 1956-1957م، من ضمن برنامج التعاون العلميّ بين جامعة طهران والجامعة اللبنانيّة، وتولّى الدكتور محمّد محمّدي أستاذُ الأدب العربيّ في جامعة طهران رئاسةَ هذا القسم، فضلًا عن تدريس اللغة الفارسيّة لطلّاب الأدب العربيّ والتاريخ فيها. بعد ثلاث سنوات، أصدرَ منبرُ اللغة الفارسيّة مجلّةَ “الدراسات الأدبيّة”، وجاء في افتتاحيّة العدد الأوّل بقلم رئيس التحرير الأستاذ الدكتور محمّد محمّدي، أنّ الهدف من إنشاء هذه المجلّة باللغتَين العربيّة والفارسيّة أن تكون واسطةً للتعارف ولتبادل المعلومات بين علماء اللغتَين.

في نهاية العام 1967م، ساءت العلاقاتُ بين إيران ولبنان، وعاد الدكتور محمّدي إلى إيران، وتوقّفتِ المجلّة عن الصدور.

اضافت الدكتورة دلال عباس حين بدأ الدكتور محمّدي تدريسَ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة، كان من بين تلاميذه طالبان في قسم اللغة العربيّة هما أحمد لواساني الإيرانيّ الذي انتقل إلى لبنان وهو في العاشرة مع والده العلّامة السيّد حسن لواساني، وفيكتور الكك، الذي أوفده قسمُ اللغة الفارسيّة في الجامعة اللبنانيّة في العام 1960م للتخصّص في اللغة الفارسيّة وآدابها في جامعة طهران…

استاذ اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية ومدير كلية الاداب سابقا الدكتور طوني الحاج ,اعتبر ان الشيخ الحكيم سعدي الشيرازي ، امضى سنوات من عمره في اكتساب العلم العميق واستمرت والدته في تلقينه المعرفه وذلك بعد وفات والده. وبعد اكماله تحصيله العلمي بدا السفر الي بلاد الشام والحجاز وغيرها من البلدان،كما جاء في گلستان ان سعدي قام بزياره تبريز وخلال زياراته المتعدده قام بسرد قصص كثره حول شخصيات التقاها وكانت معروفه في ذلك العهد، اقام سعدي سنوات طويله من بعد ترحاله في مدينه شيراز التي احبها كثيرا وصرف كل اهتمامه بالكتابه وتقديم النصائح والارشاد الى الرعايا والحكام والمريدين.اهد سعدي البشريه مجموعه كبيره من الاثار القيمه ومنها ماخصه بادب الرحله، هذا ماجعل اليوم العالم والامم المتحده تخصص يوما لتكريم سعدي وهو اليوم.

البروفسورة مها خيربك ناصر ,الأستاذة الجامعيّة واللغوية والناقدة والباحثة والروائية والشاعرة قدمت كلمة بعنوان “جمالية اللغة الصوفيّة في شعر سعدي الشيرازي ورشحها الدلاليّ” فقالت :

سعدي الشيرازي شاعر إيراني إنسانيّ عظيم أثبت في خلال منطوقه الشعريّ عمق علاقات التفاعل بين الأدبين العربيّ والفارسيّ، فجاء نتاجه الشعريّ انعكاسًا صادقًا ومعبرًا عن عظمة إنسان أنطقه الشعر فنطق بلذة ذات صهرتها تجاربُ البحث عن لذة روحيّة سعى إليها، ولذلك منحه شعره هويّة أدبيّة ومعرفيّة وإنسانيّة تقوله شاعرًا صوفيًّا.

كتب الشاعر سعدي الشيرازي في معظم أغراض الشعر باللغتبن الفارسيّة والعربيّة، وبنى بعض قصائده على لغة صوفيّة ترشح بالدلالات والقيم الأخلاقيّة والإيمانيّة والفكريّة والإنسانيّة، فتمايزت نصوصه الصوفيّة الشعريّة بلغة جماليّة ترشح بأبعاد ومقاصد يمكن القبض على بعضها من خلال الرموز والإشارات التي تزخر بها قصائده الصوفيةّ.

وشددت البروفسورة مها خيربك ناصرعلى ان قصائد سعدي الصوفيّة تُظهر حالات الوجد، ورغبته في الاتحاد بمعشوقه بعد بلغت روحه درجة الصفاء المعرفيّ والأخلاقيّ والمسلكيّ، فهو لا يجرؤ على البوح بلحظة الوصال إلا بعد الوقوف بباب المحب ليأذن له بعد أن انعتق من مادية الجسد وارتقى بسلوكه العرفانيّ، فصاغ تجربته الصوفيّة حوارًا بينه وبين المحبوب بلغة جزلة غنيّة بالإشارات والرموز والدلالات

من جهتها اعتبرت الدكتورة رنا جوني الاستاذة الجامعية في جامعة تشرين في اللاذقية ان الفكر الإنساني حقيقة لا يمكن حصرها في شعب دون آخر، والثقافة البشرية لاتخضع لمعايير الحدود المفروضة على الإنسان بسبب الأنظمة السياسية، وبحكم البيئة والجغرافيا فاللغة والفكر يتجاوزان الحدود والشعوب، ويسريان في عروق مايسمى اليوم بالقرية العالمية في ظل العولمة الحديثة. هذه الحقيقة في حركةدائمة للخروج من حدود لغتها والاتصال بالآخر لتؤثر فيه، أو لتستفيد من ثمراته.

من بوابة عصرنا الحاضر اضافت الدكتورة رنا جوني أريد الدخول إلى عالم سعدي الشيرازي، من الإنسان الجديد الغريب الذي استنسخته العولمة عن قزم، وآذته الحضارة أكثر مما أفادته ، من إنسان يتفنن في إلغاء وجود اخيه الإنسان باستغلاله أو ذبحه أو حرقه أو قتله إلى إنسان مسلم من الشرق القديم جسد نزوع الإنسان نحو الكمال من خلال تكامل شخصيته بين زرع المعرفة الإنسانية لتعلن الأساس الذي يتبنى عليه معتقداته وهو اقتران العلم بالأخلاق للتوصل إلى معرفة كيفية تنظيم الكون لابل الغوص فيه ، والحفاظ على الإنسان عبر طموحاته الأكثر حريّة وخلاصاً ونبلاً.

الكلمة التالية كانت للكاتب والباحث والروائي والمدير السابق لكلية الاداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية للدكتور علي حجازي فقال :

جميلة هذه الساعة التي نجتمع فيها في حديقة الزيتون المباركة لتكريم قامة ادبية استثنائية عالية. لايزال عبير ورود روضتها و أزاهيرها يتضوع من شيراز. مدينة الورد والبلابل وللاحتفاء باحياء مجلة الدراسات الادبية واطلاق عددها الاول بعد المئة. مباركة هذه الاصوات الادبية المرتفعة تخترق اصوات المدافع والبارود في هذا الزمن الصعب.

اجل في محفل الشيخ الجليل سعدي الشيزاري تشرع الدراسات الادبية ابوابها امام طلاب العشق الصوفي، بغية الغوص في نتاج هذا الشاعر العالمي الذي حمل ورود ايران و ازاهيرها ونثرها حكما و مواعظ، قصصا و حكايات تربوية هادفة في بقاع الارض فنمت حيث حلت، بعدما تعرف فرادة رائحة عبيرها الادباء و الشعراء والمترجمون الذين نقلوها الي لغاتهم، فسرت في ابداعاتهم العالمية، ثم عادت الينا معربة فسرت. وهذا ما فعله الدكتور طه حسين عندما نقل رواية صادق لفيكتور هيغو الى العربية بعدما كان صاحبها متاثرًا بشاعرنا الكبير. والرواية تحمل اسم زادج اي صادق، وهي تتحدث عن القضاء والقدر.

الدكتور حسن حيدر مدير مركز اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية قال في كلمته “كنا نتمنى لوان هذا في المستقبل سعادة السفير يكون هذا اللقاء في مدينه بعلبك، لست لاني ابن مدينه بعلبك ولكن لان في كتاب سعدي ” گلستان سعدي” الباب الثاني في الحكايه 11 ورد اسم جامع بعلبك في كتاب سعدي و في سفراته و ترحاله مكث في هذه المدينة و حاضر فيها وكان من الواعظين المؤثرين في مدينه بعلبك وبالتالي نحن ما نشهده، من خاصة لسعدي الشيرازي من التي كنا نقيمها في الجامعة من غير الملمعات الكتب الادبيه التي كنا نقوم بتدريسها ، هناك شي مميز في أدب سعدي خارج إطار، نركز كثيرا علي جانب العرفاني والصوفي، لكن هنالك الجانب التعليمي فهو شيء أساسي وواضح في أدب سعدي نحن كنا نعرف انه في قرن الرابع والخامس والسادس للهجرة ، يعني أيام السامانيين والغزناويين كان هناك الأدب المدحي رائج جدا في رودكي و منوچهري خاص عندما بدا معهم هذا الشعر وبالتالي وصولا الى سعدي ان تصل في المدح الى مكان ما الى سعدي الشيرازي قد سبقه هذا الكم الهائل من الشعراء ومن المدح ومن الوصف فيقوم بابتكار أشياء جديدة.

ما ابتكره و خاص في مجال الأدب التعليمي وهو الوصف التعليمي عندما كنا نشاهد الوصف عند رودكي كان هذا الوصف بشكل عام هو وصف لأشياء طبيعيه ان كان للحبيب، ان كان لشعر الخمريات، ان كان لأشعار أخرى موجودة، لكن عند سعدي شيرازي تنمي الوصف ووصل الى مرحلة أساسية في التعليم وبالتالي اصبح هذا الوصف وخاص في وصف الربيع او “در وصف بهار” عندما كان يصف الربيع وكافه مكونات هذا الربيع من الطبيعة والليل والنهار وحتى أزهار الرمان الموجودة كان هذا الوصف ليس للوصف فقط، كان يريد ان يقول ان هذا الجمال كله نتيجة للخالق ، وكان هذا هو الوصف التعليمي الديني الذي أضافه سعدي الشيرازي .

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل