الاستغلال الأمثل للعمر

الاستغلال الأمثل للعمر

عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت» (الخصال: ص253).
في هذا الحديث النّبوي الشريف يخبر النبي (صلى الله عليه وآله) أربعة أمور لا بدّ وأن يُسأل عنها العبد في يوم القيامة، وهي:
– عن عمره فيما أفناه.
– عن شبابه فيما أبلاه.
– عن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه.
– عن حب أهل البيت (عليهم السلام).
فأوّل هذه الأمور الأربعة التي يُسأل العبد عنها: (عن عمره فيما أمضاه وقضاه)، وعمر الإنسان هو المدّة التي يعيشها في هذه الحياة الدّنيا، من يوم ولادته وإلى يوم فاته، فإذا ما استثنينا مدّة ما قبل التكليف، وهي من يوم الولادة وإلى البلوغ الشرعي، فإنّ المدّة التي يُسأل العبد عنها من عمره هي تلك المدّة من يوم تكليفه بالأحكام الشرعية والفرائض الإلهية وإلى يوم الوفاة.
وعمر المرء رأس مال لديه، عليه أن يستغلّه استغلالاً أمثلاً، فعليه أن يقضي عمره في ممارسة كلِّ عمل صالح ومفيد، يعود عليه وعلى المجتمع بالفائدة، ويكسبه رضا الله سبحانه وتعالى، فمَن أمضى عمره كذلك، فيكون قد استغل عمره استغلالاً صحيحاً، أمّا من يقضي عمره في اللّهو واللّعب وممارسة الأعمال والأفعال غير المفيدة أو التي تعود عليه وعلى الآخرين بالضرر، وفي معصية الله سبحانه وتعالى، فإنّه يكون قد ضيّع رأس ماله (عمره) ولم يستغلّه استغلالاً صحيحاً أمثلاً.
وفي حديث عن الإمام الرّضا (عليه السلام) يقول فيه: «اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات، الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات» (بحار الأنوار: 75/321).
أيْ عليكم أن تبذلوا قصارى جهدكم لتقسِّموا وقتكم من اليوم والليلة إلى أربعة أقسام، قسم منها عليكم تخصيصه لممارسة العبادة (ساعة لمناجاة الله تعالى)؛ من صلاة واجبة ومستحبّة ودعاء وقراءة قرآن وغيرها من الأعمال التي تندرج تحت مفهوم العبادة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل