Search
Close this search box.

الذكرى السنوية الأولى لعمليات ” طوفان الأقصى”

الذكرى السنوية الأولى لعمليات " طوفان الأقصى"

 بقلم : محمّد صادق الهاشميّ

أبرز الأسئلة التي طُرحت خلال المقابلات مع شخصيات النخبة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية

«طوفان الأقصى<:

أولاً: كيف تقيّمون تأثير عملية « طوفان الأقصى»  على الصحوة العالمية بخصوص الظلم التاريخي الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني على يد الكيان الصهيوني؟

  1. لطالما كانت القضية الفلسطينية مفقودة في طيات النسيان.
  2. سعى الغرب والدول العربية إلى تغيبها عن ساحة الجدل الدولي.
  3. وشاءت هذه القوى أنْ تبعد الأجيال الجديدة عن الاهتمام بها، ممـّا جعلها تجهل حقيقتها.
  4. كما أراد الغربيون خلق تسويات بمثابة تطبيع يثني العالم الإسلامي عن التفكير في القضية الفلسطينية.
  5. وجرى التلاعب بالمطالبات التي تطرحها المقاومة والجمهورية، قصد توجيهها بما يخدم مصالح إيران، إذ إنّ هذا الملفّ يعزز حضورها القوي في المنطقة.
  6. كان هناك مسعى جاد من قبل الغرب وبعض العرب لطمس حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وطمس ذاكرة الأجيال بكافة معاناته، بما في ذلك قتل الأطفال والتهجير وسائر أشكال الإبادة.
  7. سعت القوى الغربية والعربية إلى تحويل القضية الفلسطينية من قضية إسلامية إلى نزاع إقليمي من دون قيمة تُذكر.

وممـّا لا شكّ فيه، أنّ عملية >طوفان الأقصى< أعادت الوهج للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وأثّرت في الرأي العام لشعوب العالم كافة. فقد أصبح حتى طلبة الجامعات في الولايات المتحدة، وكذلك شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، يتفاعلون مع هذه القضية. ويكفي أنْ نشير إلى أنّ معظم دول العالم قد قاطعت خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الأخيرة، وهو ما يمثل شهادة حية على وعي الشعوب بشناعة الحركة الصهيونية وإدراك الضمير الإنساني لهذه المعاناة.

ثانياً: تداعيات التطبيع :

ما هي تداعيات مسيرة تطبيع الأنظمة الإسلامية والعربية لعلاقاتها السياسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، لو لم تحدث عملية «طوفان الأقصى»؟

يُعتبر التطبيع الهدف الاستراتيجي للكيان الغاصب، الذي يسعى إلى خلق بيئة آمنة له. ومع ذلك، أدركت الدول الخليجية وغيرها من الدول التي قامت بالتطبيع علناً وسراً، أنّ هذه الخطوة لا تضمن لها الاستقرار، إذ أنّ الكيان الغاصب عاجز عن تأمين نفسه بعد أنْ تجلّى ضعفه أمام الرأي العام العالمي. وبعد مرور عام، لم يتمكّن من تحقيق أهدافه في تحرير الأسرى أو القضاء على حركة حماس، حيث إنّ توسيع جبهاته لا يعدو كونه محاولات لفك الخناق الذي فرضته عليه المقاومة.

من هنا، يتضح أنّ الأنظمة العربية والإسلامية فقدت قوّتها وقدرتها على تأمين الأمن، ولم يعد أمامها سوى السعي لتحقيق ذلك من خلال التحالف الوثيق مع المقاومة، التي تمثل قوة توازن حقيقية في المنطقة. من المؤكّد أنّ المحور العربي والإسلامي لا يجد مصالحه الاقتصادية والسياسية مؤمنة في ظلّ التطبيع مع دولة مارقة، غير قادرة على الحفاظ على كيانها أمام حماس وحزب الله في لبنان، وصواريخ اليمن، واستراتيجيات الجمهورية التي لا تقبل بأقل من زوال الكيان الغاصب.

بعد «طوفان الأقصى»، من يلاحظ بدقَّة ووعي وتحليل عميق، سيجد أنّ أسس الكيان قد انهارت، كما أشار الإمام الخامنئي. لذا، فإنّ تعليق الدول الإسلامية والعربية مصالحها الاقتصادية والأمنية وحتى السياسية على هذا الكيان يعد ضرباً من الوهم، خصوصاً بعد أنْ فرضت المقاومة قوّتها في غرب آسيا.

ثالثاً: تقييم تأثير محور المقاومة على إضعاف الكيان الإسرائيليّ؟

كيف تقيّمون تأثير محور المقاومة على اضعاف الكيان الصهيونيّ، وتحجيم نهجه التوسعي، وتعزيز إرادة العالم الإسلامي؟ وكيف أفشلت العملية البطولية «طوفان الأقصى» مخططات العدو الاستراتيجية؟

بلا مبالغة، ومن خلال تحليل واقعي لمسرح الأحداث على مدار عام من الصراع، يتضح أن الكيان الصهيوني عاجز عن تحقيق أهدافه التي تتمثل في النقاط التالية:

  1. عدم القدرة على تحرير الأسرى.
  2. عجزه عن القضاء على حركة حماس أو إضعاف بنيتها العسكرية.
  3. فشله في وقف الهجمات على الداخل الإسرائيلي.
  4. عدم مقدرته في إقناع جمهوره بتوفير الأمن.
  5. عجزه عن إقناع الرأي العام بمشروعية وجوده.
  6. عدم قدرته على إزالة الصورة القاتمة عنه أمام العالم.
  7. فشله في تحقيق وجود استراتيجي يُعزِّز من أمانه، نتيجة لتعدد محاور ومجالات المقاومة ضده.
  8. عجزه عن حماية قواعده ومؤسساته الأمنية من الصواريخ الإيرانية وعناصر حزب الله.
  9. عجزه عن فرض واقع سياسيّ موافقاً لرؤته في غزّة .
  10. عدم قدرته على إقناع الشعب الإسرائيلي بوقف الهجرة خارج الكيان.
  11. عجزه عن إفهام سكان الكيان أنّ الصراع محدود بينه وبين حماس بعدما تحول إلى صراع أوسع بين محور المقاومة والكيان.
  12. عدم قدرته على الاندماج في غرب آسيا أو أنْ يكون سيّدا في هذه المنطقة.
  13. ضعف التحصينات الأمنية للكيان في حماية مؤسساته وسكانه.
  14. عدم قدرته على مواجهة مشروع المقاومة الذي يسعى إلى تغيير النظام الدولي وإنهاء الهيمنة الأحادية.
  15. عجزه عن خلق رؤية موحدة داخل أوروبا وأمريكا تدعم موقفه.
  16. عدم تمكنه من حماية المضائق التي تشكل شريان الاقتصاد والتجارة والسلاح بالنسبة له، الذي يعتمد عليها بنسبة 45%.
  17. عدم القدرة على تحييد أي من محاور المقاومة.
  18. عجزه في وضع حد للاستنزاف هذا الذي فرضه عليه محور المقاومة.

إنّ هذه العوامل تبرز بوضوح مدى التأثير العميق لمحور المقاومة في إضعاف الكيان الإسرائيلي، وتعكس فشل الكيان في تحقيق استراتيجيته التوسعية، مما يعزز في نهاية المطاف إرادة الأمة الإسلامية.

رابعاً: وفقاً لأي حسابات تم تصعيد مستوى الصراع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، وما كانت النتائج؟

إنّ الحسابات التي أدت إلى هذا التصعيد ضد الكيان تشمل:

  1. الموقف الشرعي الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
  2. أهمية إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي.
  3. الضرورة في منع العدو من تحقيق الاستقرار الأمني، وتعكير صفو حساباته من خلال إدخاله في أتون الصراع، مما يسهم في تفكيك نظامه السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي.
  4. إدراك المقاومة أنها أمام فرصة لتعزيز قوتها وتوحيد ميادينها، مما يؤهلها للانخراط في المعركة المصيرية.
  5. حدوث اختلال كبير في موازين قوة العدو عقب الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى تنامي طموحات الصين في مواجهة الهيمنة الأحادية.
  6. بروز منظمات عالمية تسعى إلى بلورة موقف مضاد للغرب وأمريكا، بما في ذلك مجموعة “بريكس” ومنظمة “شنغهاي”.
  7. التاريخ الجهادي العريق للمقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وإيران، التي خاضت على مر العقود الماضية حروباً مباشرة وغير مباشرة مع العدو، وحقق محور المقاومة فيها الحسم والنصر.

إن جميع هذه الحسابات أسهمت في جعل >طوفان الأقصى» يبرز كخيار استراتيجي مطلوباً في تفكير المقاومة، وفي توقيت مثالي.

ب- النتائج، فقد تم ذكرها ضمن النقاط السابقة، ونضيف ما يلي:

  1. ها هي إسرائيل عالقة في شباك المقاومة، تعاني من الحصار والحرب في ميادين متعددة، مما يرهقها اقتصادياً وأمنياً وفقاً للحسابات العسكرية.
  2. تشير معظم التقارير الدولية الرصينة إلى أنّ الكيان لم يواجه ظروفًا عصيبة كالتي يعيشها اليوم، خاصة وأن العدو تلقى الدعم من أمريكا وبعض الدول الأوروبية، لكنه عجز عن حسم المعركة ضد فصيل واحد، وهو “حماس”، فكيف يمكن له وللغرب مواجهة محاور متعددة من المقاومة؟
  3. النتيجة الأساسية تتمثل في وعي الشعوب وارتفاع مستويات الوعي لدى الأمم.
  4. برزت المقاومة كقوة مركزية في النظام الدولي، مع انكشاف كذب الغرب في دعواه احترام حقوق الإنسان، بعد الانتهاكات المروعة التي طالما قُتل فيها الأطفال والنساء، مما يعجز الأجيال عن مسامحتها.
  5. وجد الكيان نفسه محاطاً بأجواء طاردة بعد أنْ كان يظن أنه يعيش في محيط مضياف.
  6. يقف العدوّ اليوم بين دول مطبعة تفتقر إلى الإرادة للدفاع عنه، ودول وفصائل تمتلك القدرة والثروة البشرية والسلاح.
  7. تحولت الحرب من مواجهة بين حماس والكيان إلى حرب وجودية، ومع مرور العام تغذت المقاومة وارتفعت الموجات الإيديولوجية متحدثة عن حتمية وشرعية الصراع، وذلك استناداً إلى فتاوى المرجعية العليا في النجف الأشرف والإمام الخامنئي وعموم المراجع.
  8. إنهار البناء الكيان الغاصب الذي استغرق سبعة عقود من الزمن في شتى المجالات، نتيجة لتغيير المعادلات بوجود المقاومة.
  9. وجدت إسرائيل نفسها في عزلة أمام الشعوب، خصوصاً بعد تظاهرات طلبة الجامعات في أمريكا، والذين وصفهم الإمام الخامنئي بقوله: « أنتم في الجهة الصحيحة من التاريخ».

خامساً: هل ستؤدّي عملية « طوفان الأقصى» إلى تسريع سقوط إسرائيل وإزالتها، أم ستجعلها تماطل وتطلب الحماية والدعم الأقصى من نظام الهيمنة؟

يجمع الخبراء على أنّ عملية «طوفان الأقصى» قد هزّت كيان إسرائيل بشكل كبير. وإذا تُرك الكيان الغاصب بمفرده، لكان من المحتمل أنْ ينهار ويتفكك، ممّا يتيح للمقاومة الدخول إلى قلب الكيان. لكن أمريكا وأوروبا أدركتا هذه الحقيقة، فسخرتا طاقاتهما لحماية الكيان. ومع ذلك، نحتاج إلى مزيد من الوقت والموارد العسكرية والاقتصادية والمناورة لإسقاط هذا الكيان، لأننا بعد « طوفان الأقصى» لم نعد نواجه الكيان وحده، بل تخوض المقاومة حرباً عالمية.

سادساً: أين ترون القوة الحقيقية لجبهة المقاومة في أرض المعركة؟

تتمثل القوة الحقيقة لجبهة المقاومة في هذه المرحلة في العوامل التالية:

  1. وحدة جبهة المقاومة: التلاحم والترابط بين مختلف فصائل المقاومة.
  2. تعدد الميادين: السيطرة على مواقع استراتيجية ومنافذ جغرافية تؤهلها لمواجهة العدو.
  3. تطوّر أسلحتها: تحسين وتحديث العتاد العسكري بما يتناسب مع متطلبات المرحلة.
  4. العقيدة والإيديولوجيا: الثبات على الحق التاريخي والتمسك بالمبادئ السامية.
  5. قيادة الجمهورية الإسلامية: الدور الريادي للجمهورية الإسلامية في توجيه محور المقاومة.
  6. امتلاك الطاقة: القدرة على التحشيد والموازنة الفعال بين القوى الداعمة للمقاومة.

سابعا: هل تتناسب التكاليف التي دفعتها المقاومة الفلسطينية بعد « طوفان الأقصى» في حربها مع الكيان الصهيوني مع المكتسبات التي حققتها؟

نعم، إنّ التكاليف والتضحيات التي قدّمتها المقاومة تتماشى مع المكاسب التي حققتها، حيث أدّت إلى إرباك الكيان وخلق أزمات أمنية متعددة له. في الوقت نفسه، تمكنت المقاومة من فرض وجودها كقوة إقليمية في غرب آسيا، مما يعزز من مكانتها. أي نقطة ضعف في الكيان تُعتبر ربحاً للمحور المقاوم. وإذا تُرك الكيان دون مواجهة بدافع الخوف من التكاليف، فإننا سنخسر الكثير في المستقبل. لذا، ليس أمام المقاومة سوى الاستمرار في مسيرتها، كما أشار الإمام الخامنئي في خطابه في طهران: « لنّ نتأخّر ، ولن نتوانى، ولكن لا نستعجل».

ثامنا: نظراً لارتكاب الكيان الصهيوني لجرائم الإبادة في غزة بمساعدة الغرب والولايات المتحدة، وعدم تمييزه بين النساء والأطفال، ما الذي يجب أنْ تكون عليه مواقف الدول الإسلامية إزاء هذه المجازر الوحشية؟

ينبغي أنْ تكون مواقف الدول الإسلامية والعربية حاسمة، من خلال دعم المقاومة أو تقديم حلول سياسية، والضغط على الكيان لوقف الحرب. وهذا يشمل ترتيب أوضاع المهجرين والجرحى وتقديم المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الضغط على الأمم المتحدة لعقد مؤتمرات إسلامية لرفع مستوى الفعالية على الصعيدين العربي والإسلامي بجميع أنواعه.

تاسعاً: ما هي الآثار الإقليمية والدولية لعملية «طوفان الأقصى» على المنطقة؟

تتمثـّل أبرز الآثار الإقليمية والدولية لعملية « طوفان الأقصى»  في:

  1. تمكّن المحاور المقاومة من فرض قوتها ووجودها في المحور الإقليمي.
  2. تشكيل محور مقاوم في غرب آسيا قادر على دخول العالم الجديد وإحداث تغييرات في النظام الدولي.
  3. إثبات المقاومة لوجودها كوسيلة لدخول الصين وروسيا إلى المنطقة، وخلق تحالفات مع هذه القوى الدولية لمواجهة الغرب وأمريكا، بهدف تغيير النظام الدولي ومنع هيمنته.
  4. إظهار قدرات محور المقاومة في حماية مصالح المسلمين.
  5. تأكيد محور المقاومة على عقيدته الصادقة التي لا تقبل التنازلات السياسية.
  6. اعتباره محور الإسلام والمحور الذي يمهد لظهور الإمام المهدي (عج).
  7. إثبات قدرته على التحكم بمنافذ التجارة الدولية والإقليمية، بعد أنْ عزز هيبته في المنطقة.
  8. إنّ المنهج الثوري الذي أرساه الإمام الخميني أصبح ثقافة راسخة لدى الشعوب في المنطقة.
  9. كشف محور المقاومة للوجه القبيح والحقيقة الإرهابية العدوانية لكل من أمريكا والغرب والكيان.
  10. بعد سبعة عقود من الفكر العابر للزمان، أدرك الكيان أنـّه لم يعد قادراً على فرض وجوده، حيث تفاجأ بنمو الوعي العام ضده، مما يجعله غير قادر على العيش في المحيط الإسلامي والعربي بسبب هذا الوعي المضاد الذي نشأ عن الثورة الإسلامية.
  11. أدّى محور المقاومة إلى فقدان الدول لقناعة التطبيع، حيث أثبت أنّ الكيان غير قادر على حماية نفسه، وبالتالي فهو أضعف حظوظ المطبّعين.

عاشراً: تأثير المسيرات الاحتجاجية والمظاهرات :

ما تأثير المسيرات الاحتجاجية والمظاهرات التي نظمها طلبة الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها، احتجاجاً على جرائم الكيان الصهيوني بعد عملية «طوفان الأقصى»، على المسؤولين في هذه الدول، وما الدعم الذي ستقدمه لتحرير فلسطين؟

  1. تمثـّل المسيرات الاحتجاجية تعبيرًا طبيعيًا عن الوعي الثوري ضد الكيان.
  2. تعكس هذه المظاهرات رفض الشعوب الإنسانية للكيان وكشفت عن زيف الديمقراطية الغربية، في ظل الفظائع التي ارتكبها ضد الأطفال والنساء والعزل.
  3. عمقت هذه المسيرات الوعي العالمي ضد الكيان، حيث انتشرت ليس فقط في أوروبا وأمريكا، بل أيضًا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. ومن هنا، تعاني القيادات الأوروبية والأمريكية، بالإضافة إلى قيادات الكيان، من الاستنكار العالمي من قبل الأجيال الجديدة.

الحادي عشر: إلى أي مدى أخذت عمليات « طوفان الأقصى» بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني وسكان غَزّة (بشكل خاص)؟

كانت عملية «طوفان الأقصى» نتيجة للضغط والحصار والظروف القاسية التي يعيشها الشعب في غزة، ولم يكن أمامهم سوى التضحية لإضعاف الكيان، سعياً لتحقيق حياة أفضل تتمثل في تحرير أراضيهم. إنّ هذا الخيار يبدو أفضل من الموت البطيء، حيث تؤكّد جميع الاستطلاعات على تطلّع شعب غَزّة للثورة والطوفان.

الثاني عشر: بعد عام على عملية « طوفان الأقصى»، كيف تقيّمون مسألة فشل الكيان الصهيوني وعدم قدرته على التعويض عن هزيمته، كما أكد سماحة القائد؟

يمكننا تقييم فشل الكيان الغاصب، كما أكد الإمام الخامنئي، من خلال النقاط التالية:

  1. يتجلّى في رؤية الأجيال أنّ التكليف الشرعي الذي أشار إليه الإمام الخامنئي يمثّل الطريق نحو السيادة والخلاص من الهيمنة، ويدعو لتحقيق تحرير شعب فلسطين وإضعاف الكيان في العالم العربي والإسلامي.
  2. أدركت الأجيال، من خلال خطاب الإمام، إصرار المقاومة على التحرير وصد العدوان الصهيوني، مهما كانت التضحيات المطلوبة، حيث أصبح النصر الذي يعد به الإمام عقيدة تؤمن بها المقاومة، وهي مستعدة لخوض حرب طويلة ضد الكيان.
  3. شكل الإمام الخامنئي، من خلال قيادته ونشر الوعي والمعنويات وتوجيهاته، قائداً ملهمًا للأمة، كاشفًا لها عن حقيقة ضعف الكيان.
  4. تحولت كلمات الإمام الخامنئي إلى منهج للشعوب، حتى لدى تلك التي لا تنتمي للمقاومة، مما جعل كلماته منبرًا مؤثرًا لا يمكن تجاهله.
  5. أصبحت خطب الإمام ومفرداته موضوع حديث في جميع وسائل الإعلام، ودخلت في صلب الخطاب السياسي التحرري.

الثالث عشر: ما مدى توافق التحليلات قبل وبعد العملية مع الواقع؟

غالبية التحليلات السابقة كانت تنتهي إلى أنّ الكيان يمتلك القوّة الرادعة والقبة الحديدة” وجيوشًا لا تقهر. لكن الإمام الخميني والإمام الخامنئي أكدا على ضرورة مواجهة الكيان، وأنه سريع الانهيار. فعدم مواجهته سيجعله قوة مدمرة للشعوب الإسلامية. لقد أصبح هذا الوعي واقعاً مع عملية «طوفان الأقصى»، التي كشفت عن صدق خطاب الثورة الإسلامية، فقد أدركت الشعوب أن الكيان قد فشل عسكريًا في استرداد الأسرى أو إنهاء وجود “حماس”، كما هو مذكور سابقاً.

الرابع عشر: ما تأثير اغتيال الشهيد هنية والسيد حسن نصر الله خلال هذه السنة من بدء عملية « طوفان الأقصى»  على ديمومة المواجهة مع الكيان الغاصب للقدس؟ وما الرسالة التي يتضمنها استشهاد هذين المناضلين لأحرار العالم؟

أهم الرسائل هي كما يلي:

  1. تواصل المقاومة دون تراجع رغم اغتيال القادة.
  2. قيادة الجمهورية الإسلامية لمحور المقاومة قادرة على معالجة الفراغ الذي يحدثه اغتيال القيادات.
  3. كما ذكر الإمام الخامنئي، فإن اغتيال القيادة لا يؤثر على بنية المقاومة.
  4. ارتفعت معنويات الشعوب إلى أقصى درجاتها تأييدًا للمقاومة، وأحدث اغتيالهم رد فعل ثوري عالمي.
  5. أثبت اغتيال القائدين هنية ونصر الله أنّ المقاومة مستعدة لتقديم التضحيات مهما كان الثمن.
  6. أدرك العدو أن المقاومة لن تتأثر سلبًا أو تتراجع.
  7. كان الرد الإيراني على اغتيال هنية ونصر الله دليلاً على أنّ إيران لا تفرق بين الدفاع عن المقاومة بين السنة والشيعة، مما أوجد وحدة في العقيدة.

الخامس عشر: ماذا يدل اغتيال الكيان الصهيوني للزعماء والقادة الميدانيين لحماس وحزب الله طيلة هذه السنة من الصراع، وما الرسالة من ورائها؟

  1. رسالة العدو من اغتيال القيادات عبر تاريخ وجوده في المنطقة هي أنه يسعى لإفراغ المقاومة من قادتها، من أجل تركيع الأجيال وإضعاف المقاومة، لكنه فشل في ذلك.
  2. أثبتت الاغتيالات عجز العدو عن المواجهة الميدانية البرية، مما دفعه للاعتماد على أساليب استخباراتية خبيثة، لأن جنوده يفتقرون إلى الشجاعة.
  3. لم تؤدِ اغتيالات القادة إلا إلى تعزيز المقاومة وتوسيع نطاقها، مما فشل في تحقيق أهداف العدو المتمثلة في بث الرعب والخوف. كما أشار الإمام الخامنئي في خطابه الأخير بتاريخ 5-10-2024: « يجب علينا أنْ نربط الأحزمة للدفاع والسعي نحو الاستقلال ولتحقيق العزة، من أفغانستان إلى اليمن، ومن إيران إلى غزة ولبنان، وفي جميع الشعوب الإسلامية».

الاحد : 6 / 10 / 2024 م

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل