تعرف على تاريخ مراسيم عزاء بني أسد (دفن الأجساد الطاهرة) في كربلاء في الثالث عشر من المحرم الحرام

تعرف على تاريخ مراسيم عزاء بني أسد (دفن الأجساد الطاهرة) في كربلاء في الثالث عشر من المحرم الحرام

في مدينة كربلاء المقدسة، تُحيى مراسيم عزاء دفن الأجساد الطاهرة في الثالث عشر من المحرم ذكرى الألم والفاجعة التي عاشها أهل البيت (عليهم السلام) بعد واقعة الطف. هذه الشعائر، التي أسسها السيد جودة القزويني أوائل القرن العشرين، تحوّلت إلى تقليد ديني عريق يجسّد إخلاص العشائر العراقية، خاصة بني أسد، لثورة الإمام الحسين (ع).

تمثل مراسيم عزاء دفن الأجساد الطاهرة في مدينة كربلاء المقدسة، في اليوم الثالث عشر من المحرم الحرام، أحد أبرز الطقوس الدينية التي تخلد ذكرى الحزن والفقد الذي عاشه أهل بيت النبوة (عليهم السلام) في واقعة الطف.

هذه المراسيم التي انطلقت في مطلع القرن العشرين على يد السيد جودة القزويني، أحد أعيان كربلاء، وأصبحت رمزا للوفاء حيث تشهد مشاركة واسعة من العشائر العراقية وفي مقدمتها عشيرة بني اسد، ورغم الظروف السياسية التي حاولت إيقافها، فإن هذه المواكب عادت بقوة بعد سقوط النظام البائد في عام 2003، لتصبح جزءا مهما الشعائر والطقوس الدينية في المدينة.

ويقول المؤرخ الكربلائي سعيد زميزم: إن “تاريخ هذه المواكب الخاصة بدفن الاجساد الطاهرة في الثالث عشر من المحرم الحرام، يعود إلى مطلع القرن العشرين، حيث بادر السيد جودة القزويني، أحد أعيان مدينة كربلاء المعروف قبره فيها، إلى تأسيس هذه المراسيم، وقد جمع العشائر الكربلائية للسير في مواكب عزائية نحو مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، تتقدمها عشيرة بني أسد”.

ويضيف زميزم أن “هذه المراسيم استمرت حتى عام 1970، حين بدأ النظام البائد بالتضييق عليها، لتتوقف بشكل كامل لاحقا، وبعد سقوط النظام الصدامي عام 2003، عادت هذه المواكب لإحياء مراسيم يوم الثالث عشر من المحرم، ولكن بشكل أوسع وبمشاركة جميع العشائر العراقية”.

وتجسد مراسيم عزاء بني أسد في الثالث عشر من المحرم الحرام، ليس فقط استذكارا لحدث دفن الأجساد الطاهرة بعد واقعة الطف، بل أيضا نموذجا راسخا لولاء العشائر العراقية وارتباطها العميق بتاريخ كربلاء ومبادئ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومع كل عام، تتجدد هذه الطقوس لتؤكد أن الوفاء لدماء الشهداء باق، وأن كربلاء ما زالت تنبض بالحزن والولاء والكرامة، مهما تقلبت الظروف السياسية وتغيرت الأحوال.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل