دور الفلسفة الإسلامية في مجال الحوار بين الأديان

دور الفلسفة الإسلامية في مجال الحوار بين الأديان

قال الأكاديمي الايراني والأستاذ بالحوزة العلمية “السيد محمد حسين دعائي” إن الفلسفة الإسلامية، مع تأكيدها على المنهج البرهاني أو العقلانية الفطرية العالمية توفّر الأرضية اللازمة للتفاعل الفكري والثقافي مع الأديان الأخرى”.

وأشار إلى ذلك، حجة الإسلام “السيد محمد حسين دعائي”، مسؤول مقر مدرسة التوحيد وأستاذ الحوزة العلمیة والجامعة، في حديث لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية حول تفاعل الفلسفة الإسلامية مع الأديان الأخرى.
وفي معرض ردّه على سؤال بشأن المبادئ التي تعتمدها الفلسفة الإسلامية للحوار مع الأديان الأخرى؟، قال: “أول نقطة يجب الانتباه إليها هي أننا، كـ أتباع الدين الإسلامي، لا يمكننا أن نكون ناجحين وفعّالين في الحوارات الدولية والدينية بدون الاستفادة من الفلسفة الإسلامية؛ لأن الفلسفة الإسلامية، باعتبارها منظومة برمجية أصيلة ونموذجاً فكرياً قوياً، تحمل الفكر والأدب الإنساني الشامل، أو بعبارة أخرى، الذهنية واللغة المشتركة العالمية.”
وأضاف: “من خلال استخدام مثل هذه المنظومة والنموذج فقط يمكن الدخول في الحوارات الدينية الخارجية والوصول إلى نتائج مشتركة.”
وأردف مبيناً: “للإجابة على هذا السؤال، يجب القول إن الفلسفة الإسلامية، مع التركيز على المنهج البرهاني أو العقلانية الفطرية العالمية، وبالاعتماد على قواعد أساسية مثل “الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له”، وبتسليط الضوء على قضايا شاملة مثل المعرفة، الوجود، معرفة الله، معرفة الإنسان، معرفة الدين، معرفة النبي، والمعاد، وهي قضايا مشتركة بين جميع الأديان، بل بين جميع المجتمعات الإنسانية، توفر الأرضية اللازمة للتفاعل الفكري والثقافي مع الأديان الأخرى.”
واستطرد موضحاً: “أولاً: الفلسفة الإسلامية ليس لها هدف سوى البحث عن الحقيقة والوصول إليها. كما يقول المفسر والفيلسوف الايراني الكبير العلامة “الطباطبائي” في مقدمة كتاب “بداية الحكمة” فإن “غاية علم الفلسفة هي “معرفة الموجودات على وجه كلي وتمييزها عما ليس بموجود حقيقي” ووفقاً لهذا القول، فإن الفيلسوف يسعى أساساً لاكتشاف الحقيقة.”
وأكدّ: “نظراً لهذا الهدف يمكن أن يكون للفيلسوف حضور فعّال ومؤثر في الحوار مع الأديان الأخرى، لأن مثل هذا الحوار يقوم فقط على معيار الحقيقة ويبتعد عن الرجوع إلى الافتراضات الدينية الداخلية في تكوينه واستمراره”.
وقال الأستاذ في الحوزة العلمية: “ثانياً: الفلسفة الإسلامية تؤكد على وحدة الحق ولها حدود واضحة مع التعددية، لكنها تقبل بتعدد مظاهر الحق وتدافع عن إمكانية وجود تجليات للحق المطلق في الديانات الأخرى، ومن الطبيعي أنه لا يمكن فتح باب الحوارات الحقيقية مع الأديان الأخرى إلا من خلال هذا المنظور.”
دور الفلسفة الإسلامية في مجال الحوار بين الأديان
وأضاف: “ثالثاً: بما أن الفلسفة الإسلامية تعتبر أساس الحق واحداً، فإنها تؤكد على أن أي من تجليات الحق الحقيقية، حتى وإن كانت في تقاليد دينية مختلفة، ليست متعارضة فيما بينها، بل تؤيد بعضها البعض أو حتى تكمل بعضها في بعض الأحيان”.
وأردف مبيناً: “رابعاً: في مجال المعرفة، تدافع الفلسفة الإسلامية عن تعدد الوسائل الإنسانية لاكتشاف الحقيقة، وتؤكد على شمولية وقبول العقل بين جميع البشر من جهة، ويقينيته من جهة أخرى، وتلتزم باستخدام (المنهج البرهاني)”.
وتابع قائلاً: “بالإضافة إلى ذلك، فإن الفيلسوف بطبيعته صاحب نظرة شمولية وجامعة، لأن موضوع الفلسفة، كما عبر عنه العلامة “الطباطبائي” في كتابه “بداية الحكمة”، هو “الموجود بما هو موجود”، وغايته “معرفة الموجودات على وجه كلي”، ولهذا فإن القضايا الفلسفية عالمية ولا تقتصر على تاريخ أو جغرافيا أو دين معين”.
واكدّ: “من الواضح أن الفيلسوف يمكن أن يكون له دور مؤثر، بل وحصري، في الحوار مع الأديان الأخرى، لأنه فقط بالاعتماد على المشتركات المنهجية والمضمونية يمكن الدخول في المناقشات بين الأديان.”
واختتم بالقول: “فإن الفلسفة الإسلامية، بسبب ما تتمتع به من خصائص ذكرت في النقاط الأربع السابقة، تولد لدى الفيلسوف مستوى عالياً من السعة الأخلاقية والاستعدادات النفسية اللازمة.”

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل