سيرة الإمام علي الهادي عليه السلام
نسبه
هو: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بنمضر بن نزار بن معد بن عدنان.
• أمه أم ولد و اسمها سمانة، و يقال لها سمانة المغربية، و لها اسماء أخرى كسوسن و جمانة، و تكنى بأُم الفضل. و يروي أبو جعفر الطبري الامامي وغيره بالاسناد عن محمد بن الفرج بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر ، قال: دعاني أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، فأعلمني أن قافلة قد قدمت وفيها نخّاس معه جَوارٍ ، ودفع إلي سبعين ديناراً ، وأمرني بابتياع جارية وصفها لي ، فمضيت وعملت بما أمرني به ، فكانت تلك الجاريةُ أم أبي الحسن عليهالسلام.
زوجته
حديثة. كنيتها اُمّ الحسن ، وأُم أبي محمّد ، وتعرف بالجدّة ، أي جدّة الإمام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام.
أولاده
1- الحسن العسكري و هو الإمام من بعد والده الهادي.
2- علي
3- الحسين
4- محمد، و هو الإبن الأكبر للهادي، و الذي كان قد توفي في حياة والده.
5- جعفر
6- عالية
ولادته
ولد في صريا، قرية في نواحي المدينة المنورة، في منتصف ذي الحجة سنة 212. وقد اختلف المحدثون في تاريخ ولادته: فقيل: وُلد في شهر رجب، ويؤيد هذا القول، الدعاء المروي عن الإمام الثاني عشر (اللهم إني أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب..). وذكر عياش إن ولادته كانت في الثاني من شهر رجب، أو الخامس منه، وقيل: (في الليلة الثالثة عشرة منه، سنة 214هـ، وقيل: 212هـ. وقيل: كانت ولادته في النصف من ذي الحجة، أو السابع والعشرين منه.
إمامته
انتقل أمر الإمامة إلى الهادي بعد والده الجواد، وهو في المدينة آنذاك . و كان له يومئذٍ من العمر ثمان سنوات. و مدّة إمامته نحو أربع وثلاثين سنة.
سيرته
• نقش خاتمه اللهُ رَبِّي وَ هُوَ عِصْمَتِي مِنْ خَلْقِهِ.
• شعراؤه العوفي، الديلمي، محمد بن إسماعيل الصيمري، أبو تمام الطائي، أبو الغوث أسلم بن مهوز المنبجي، أبو هاشم الجعفري، الحماني.
• ملوك عصره المعتصم العباسي، الواثق، المتوكل، المنتصر، المستعين، المعتز. بقي الإمام الهادي في المدينة بقية خلافة المعتصم العباسي وأيام خلافة الواثق العباسي، حيث مضى على إمامته 12 عاماً، فلما تولى المتوكل الخلافة، خشي منه القيام ضده فاستقدمه إلى العراق ، ليكون قريباً منه يراقبه ويسهل الضغط عليه. ويبدو أنه لم يستقدمه إلا بعد أن توالت عليه الرسائل من الحجاز تخبره بأن الناس في الحرمين يميلون إليه، وكانت زوجة المتوكل التي يبدو أنه أرسلها لاستخبار الأمر ممن بعثوا الرسائل. ويبدو من طريقة استقدام الإمام أن المتوكل كان شديد الحذر في الأمر، حيث بعث بسرية كاملة من سامراء إلى المدينة لتحقيق هذا الأمر. وقد كتب المتوكل إلى الإمام رسالة جاء فيها: “فقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولى من الحرب والصلاة بمدينة الرسول إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك، واستخفافه بقدرك، وعندما قرنك به ونسبك إليه من الأمر الذي قد علم أمير المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك وبرّك وقولك وأنك لم تؤهل نفسك لما قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل وأمره بإكرامك وتبجليك والانتهاء إلى أمرك ورأيك، والتقرب إلى الله وإلى أمير المؤمنين بذلك. وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب إحداث العهد بك والنظر إلى وجهك”.
وعندما نزل الهادي مدينة سامراء أسكنه المتوكل في دار الصعاليك لمدة ثلاث أيام، قبل أن يدخل عليه. والمتوكل العباسي المعروف بشدَّة بطشه وبغضه لأهل البيت الفاطميين، أراد أن يبقى علي الهادي قريباً منه حتى يسهل عليه القضاء عليه أنى شاء. إلا أن الإمام أخذ ينفذ إلى عمق سلطته، ويمد نفوذه إلى المقربين من أنصار المتوكل. ولعل القصة التالية تعكس جانباً من تأثير الإمام في بلاط العباسيين: (مرض المتوكل من خراج خرج به، فأشرف منه على التلف، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة، فنذرت أمه إن عوفي أن يحمل إلى أبي الحسن علي بن محمد مالاً جليلاً من مالها). وقال له الفتح بن خاقان: لو بعثت إلى هذا الرجل يعني أبا الحسن فسألته فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله به عنك، قال: ابعثوا إليه فمضى الرسول ورجع، فقال: خذوا كسب الغنم فديفوه بماء ورد، وضعوه على الخراج فإنه نافع بإذن الله. فجعل من بحضرة المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: وما يضر من تجربة ما قال فوالله إني لأرجو الصلاح به، فأحضر الكسب، وديف بماء الورد ووضع على الخراج، فانفتح وخرج ما كان فيه، وبشرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلى أبي الحسن عشرة آلاف دينار تحت ختمها فاستقل المتوكل في علته.
وفاته
توفي يوم الإثنين الثالث من رجب سنة 254 هـ ودفن في داره بسر من رأى (سامراء) عن عمر يناهز 42 سنة. وذكر اليعقوبي: أنه اجتمع الناس في دار الهادي وخارجها ، و عندما لم تتسع الدار لإقامة الصلاة على جثمان الإمام، تقرر أن يخرجوا بالجثمان إلى الشارع المعروف بشارع أبي أحمد وهو من أطول شوارع سامراء وأعرضها، حتى يسع المكان لأداء الصلاة. وكان أبو أحمد بن هارون الرشيد، المبعوث من قبل المعتز العباسي للصلاة على جثمان الإمام لما رأى اجتماع الناس وضجتهم أمرَ بردِّ النعش إلى الدار حتى يدفن هناك.