في السابع من شهر رمضان المبارك ذكری وفاة أبو طالب بن عبد المطلب(رضي الله عنهما) ، عم رسول الله (صلی الله علیه و آله) وأبو الإمام علي (عليه السلام)، وجدّ الإمامينِ الحسن والحسين (عليهما السلام).
اسمه وكنيته ونسبه:
أبو طالب، عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم، سيد قومه والمبرز ومن رؤساء قريش الذين ترجع إليهم في أمورها، وتتحاكم في منافراتها، ومواريثها، ومياهها، ودمائها، وكان على الشريعة الإبراهيمية الحنيفية. ولد حوالي عام ۸۸ قبل الهجرة، أي قبل ولادة النبي (ص) بـ ۳۵ عاماً. وأُمّه فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية.
زوجته وأولاده:
تزوج من ابنة عمّه، فاطمة بنت أسد بن هاشم و أولاده هم طالب، وعقيل، وجعفر، والإمام علي عليه السلام، وأُمّ هاني واسمها فاخته، وجمانة.
اسلامه وإيمانه:
لمّا بعث النبي محمّد (ص) إلى البشرية مبشّراً ومنذراً، صدّقه أبو طالب وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنّه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه ليتمكّن من القيام بنصرة الرسول (ص) ومَن أسلم معه.
یقول الشيخ المفيد عنه: اتّفقت الإمامية على أن آباء رسول الله (ص) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطّلب مؤمنون بالله عزّ وجل موحّدون له… . وأجمعوا على أنّ عمّه أبا طالب رحمه الله مات مؤمناً، وأنّ آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنّها تُحشر في جملة المؤمنين».
وكذلك قال الشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات: اعتقادنا في آباء النبي (ص) أنّهم مسلمون من آدم (ع) إلى أبيه عبد الله، وأنّ أبا طالب كان مسلماً، وأُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة».
قال العباس بن عبد المطّلب: قلت لرسول الله (ص): يا بن أخي، ما ترجو لأبي طالب عمّك؟ قال: أرجو له رحمة من ربّي وكلّ خير».
وأيضا قال الإمام علي (ع): ما مات أبو طالب حتّى أعطى رسول الله (ص) من نفسه الرضا».
تُوفّي أخوه عبد الله ـ والد النبي(ص) ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد(ص) تكفّله جدّه عبد المطّلب (رض)، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب (رض) بحفظ رسول الله (ص) وحياطته وكفالته، وكان عمره (ص) ثمانية سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
كان ابو طالب يحبّ النبي (ص) حبّاً شديداً، وفي بعض الأحيان إذا رآه كان يبكي ويقول: إذا رأيته ذكرت أخي»، وكان عبد الله أخاه لأبويه.
ولمّا أدخلت قريش بني هاشم الشعب (إلّا أبا لهب وأبا سفيان بن الحرث)، فبقي القوم بالشعب ثلاثة سنين، وكان رسول الله (ص) إذا أخذ مضجعه وعرف مكانه، جاءه أبو طالب فأنهضه عن فراشه وأضجع ابنه علي (ع) مكانه.
یقول الإمام الصادق (ع): هبط جبرئيل على رسول الله (ص)، فقال: يا محمّد، إنّ الله عزّ وجل قد شفّعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطّلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطّلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطّلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية».
ـ قال الإمام الصادق(ع): «إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين».
أشعاره:
من الشعر الذي ينبئ عن إسلام ابو طالب، نذكر هنا أحد عشر شاهداً من شعره، وهي:
۱ـ ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً *** نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتبِ
*************
۲ـ نبيّ أتاه الوحي من عند ربّه *** ومن قال لا يقرع بها سنّ نادمِ
*************
۳ـ يا شاهد الله عليّ فاشهدِ *** إنّي على دين النبيّ أحمدِ
**************
۴ـ يا شاهد الوحي من عند ربّه *** إنّي على دين النبيّ أحمد
**************
۵ـ أنت الرسول رسول الله نعلمه *** عليك نزل من ذي العزّة الكتب
**************
۶ـ بظلم نبيّ جاء يدعو إلى الهدى *** وأمر أتى من عند ذي العرش قيم
***************
۷ـ لقد أكرم الله النبيّ محمّداً *** فأكرم خلق الله في الناس أحمد
****************
۸ـ وخير بني هاشم أحمد *** رسول الإله على فترة
*************
۹ـ والله لا أخذل النبيّ ولا *** يخذله من بني ذو حسب
***************
۱۰ـ قال مخاطباً ملك الحبشة ويدعوه إلى الإسلام:
ليعلم خير الناس أنّ محمّداً *** رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به *** فكلّ بحمد الله يهدى ويعصم
وإنّكم تتلونه في كتابكم *** بصدق حديث لا حديث المجمجم
فلا تجعلوا لله ندّاً وأسلموا *** فإنّ طريق الحقّ ليس بمظلم
************
۱۱ـ قال مخاطباً أخاه حمزة(رضي الله عنهما):
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد *** وكن مظهراً للدين وفّقت صابرا
نبيّ أتى بالحقّ من عند ربّه *** بصدقٍ وعزم لا تكن حمزة كافرا
فقد سرّني أذ قلت لبيك مؤمنا *** فكن لرسول الله في الله ناصرا
وناد قريشاً بالذي قد أتيته *** جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا.
كفالته للنبي(ص):
تُوفّي أخوه عبد الله (رض) ـ والد النبي (ص) ـ والنبي حمل في بطن أُمّه، وحينما ولد (ص) تكفّله جدّه عبد المطّلب (رض)، ولمّا حضرت الوفاة لعبد المطّلب أوصى ولده أبا طالب (رض) بحفظ رسول الله (ص) وحياطته وكفالته، وكان عمره (ص) ثمانية سنين، فكفله أبو طالب وقام برعايته أحسن قيام.
وفاته (رض):
تُوفّی ابو طالب (رض) في اليوم السابع من شهر رمضان، السنة العاشرة للبعثة النبوية الشريفة في شعب أبي طالب بمكّة المكرّمة، وقيل: تُوفّي في ۲۶ رجب ۱۰ للبعثة النبوية الشريفة، ودُفن فيها.