عندما يقال لكم ان أمريكا قد أنتجت النواة الأولى لفرق الإرهاب من حضانات الأطفال، فذلك يعني أنهم قد انتقوا أطفالا بلا قيّم ثم صنعوا منهم طلبة منحرفين يقتلون كشرب الماء. وهذا ما يحكي عن مدى تأثير فقدان الأسرة في تربية الإرهابيّين.
إذا أرادت الأسرة أن تكون متديّنة، فما الذي يجب أن يحصل فيها؟ هل إذا كان كلّ فرد من الأسرة إنسانا صالحا، تصبح الأسرة صالحة متديّنة؟ فلو كان كذلك فما معنى هذه الآية الكريمة في القرآن التي تقول: ﴿يا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَ رابِطُوا﴾([1]) فلا فائدة في أن يكون كلّ واحد منّا صالحا، بل يجب أن نصلح معا.
»الصلاح الجماعي وإصلاح الأنفس معا» من المضامين الغريبة علينا، إذ أن الأخلاق التي درسناها هي أخلاق علمانية. إحدى خصائص الأخلاق العلمانيّة، هي الصلاح الفردي. والحال أن ثمرات الصلاح الفردي قليلة. يجب أن نصلح أنفسنا في إطار الأسرة. فإن إصلاح النفس في الإسلام هو نشاط أسري.
لقد انطلق ديننا من أسرة وحفظ بأسرة
هناك أسرة هزّت العالم بأسره. فعندما نريد أن نسلّم على أفراد هذه الأسرة لا ننظر إليهم كأفراد بل ننظر إليهم كأسرة واحدة ونقول: (السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة). أساسا إن أفراد هذه الأسرة قد بنوا كيان ديننا معا وفي ضمن علاقاتهم الأسرية. يعني قد تعاهد أفراد هذه الأسرة مع بعض على التضحية والفداء. الأب والأم والصهر والابن والبنت كلّهم قد ضحّوا بأنفسهم في سبيل الدين. لذلك نقول: لقد انطلق ديننا من أسرة وحفظ بأسرة.
السؤال الذي لا يزال صعبا ولا يمكن الإجابة عنه بسهولة، هو هذا السؤال الذي قد واجهه الحسين (عليه السلام)، إذ قالوا له: يا أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)! لقد عزمت على هذا السفر الخطر الذي تشمّ منه رائحة الحرب والدماء، فلماذا قد استصحبت عائلتك في سفرك هذا؟ لماذا تستصحب أختك وبناتك الصغار؟…
سماحة الشيخ علي رضا بناهيان
([1]) آل عمران/100