على أعتاب الذكرى السنويّة لرحيل الإمام الخميني (قده) نعرض لكم صفحة من دفتر مذكّرات الإمام الخامنئي يروي فيها أحداث زيارته للإمام الخميني الرّاحل في شهر نيسان من العام ١٩٨٦ بخطّ يده.
فيما يلي نرفق النّص الكامل وصورة الورقة التي تحمل خطّ يد قائد الثورة الإسلاميّة:
لقد زرت الإمام [الخميني] اليوم؛ أخبرت الشيخ هاشمي رفسنجاني وذهبنا سوية. كان الإمام العزيز لا يزال راقداً في السرير ولم يُسمح له بعد بتركه. كانوا قد وصلوا بكلتا يديه مصلاً وأشرطة موصولة ببطارية. قبّلت بشوق وحنين يد الإمام اليُسرى التي كانت مغطّاة بقفّاز أبيض بسبب تشقّق رؤوس أصابعها. تلوح في وجهه البشوش والعطوف علامات الإرهاق والمرض، لكنّه يحاول أن لا تظهر فيه علامات الاكتئاب. سارع في مخاطبتي قائلاً: أنا أقلّدك (التسليم باليد اليُسرى)! قلت له: الشّكر لله أنّكم بحال جيّدة جدّاً. أجابني بلهجة غير المكترث بهذه الأمور: أنا في حال جيّدة طالما أنت في حال جيّدة.
ثمّ التفت إلى الشيخ هاشمي مجيباً على سؤاله “هل هناك ما يدعو للقلق؟” بلهجة الراضي بقضاء الله وبصلابة: لا شيء سوى العجز، وأنا في حال جيّدة مقارنة مع من هم في عمري؛ بعضهم تحت التراب والبعض نائمون في بيوتهم. يسألنا عن أخبار الحرب المستجدّة بشعور بالمسؤوليّة وينصت بدقّة إلى أجوبتنا.
أخبرته عن مؤتمر البارحة. اتّضح أنّه سمع أخباره عبر المذياع وهو مطّلع عليها. هذه الروح العظيمة، هذا الإنسان الاستثنائي، هذا القلب المطمئنّ والمتوكّل وهذا العقل القويّ والراسخ في الأحوال كلّها حتّى عندما يكون نصف قلبه معطّلاً عن عمله، يعيش الحياة بكلّ وجوده: “رُهبان الليل وأسود النهار”.