قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (يوسف:30).
سؤال يطرح نفسه: لماذا في سورة يوسف (على نبينا وآله وعليه السلام) لم يقل الله تعالى زوجة العزيز وقال امرأة العزيز !!!
كلام جداً جميل …هل تقول عن زوجتك امرأتي .. ؟ أو زوجتي ..أم صاحبتي ..؟؟
السؤال: مالفرق ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮأة ﻭﺍﻟﺰﻭجة ﻭﺍﻟﺼﺎﺣﺒﺔ ؟
الإجابة:
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : إﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴدية ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ، ولا يوجد بينهما انسجام وتوافق فكري ومحبة ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫﻨﺎ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ).
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴدية وﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ مع اﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻜﺮﻱ وتوافق ومحبة ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ هنا ( ﺯﻭﺟﺔ).
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :(ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﻮﺡ … ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻮﻁ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺯﻭﺟﺔ نوح ولا زوجة لوط بسبب الخلاف الايماني بينهما!!!
فهما نبيان مؤمنان وانثى كل منهما غير مؤمنة !!! فسمى الله كلا منهما امرأة وليست زوجة.
وكذلك قال الله تعالى ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ) .. ﻷﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ آﻣﻨﺖ فلم يتفقا في الايمان فكانت امرأة وليست زوجة .
بينما أنظر إلى مواضع استخدام القرآن الكريم للفظ (زوجة )
ﻗﺎﻝ تعالى في شأن آدم وزوجه : (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ..(البقرة:35)
وقال في شأن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ..)
وذلك ليدلل الحق جل جلاله على التوافق الفكري بين النبي (ص) وبين ازواجه وبضعته الزهراء (ع) ونساء المؤمنين.
ﻭﻟﻜﻦ .. ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻃﺮﻳﻒ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ استخدم القرآن الكريم لفظ (امرأة) على لسان سيدنا زكريا (ع) على الرغم من أن هناك توافق فكري وانسجام بينهما؟؟
ﻳﻘﻮﻝ الله تعالى على لسان زكريا (ع) : ( قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا (… (مريم:8)
لعل ذلك ﺃﻥ يشكو زكريا (ع) همه الى الله تعالى ﺑﺴﺒﺐ عدم إﻧﺠﺎﺏ زوجته (كانت عاقر).
ولكن بعد أن رزقه الله ولدا وهو سيدنا يحيى (ع) اختلف التعبير القرآني، فقال الله تعالى:
( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ.. (الأنبياء:90)
فاسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة بعد اصلاح خلل عدم الانجاب !!!
ﻭ ﻓﻀﺢ الله تعالى بيت ﺃبي ﻟﻬﺐ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (المسد:4)
ليدلل القرآن الكريم أنه لم يكن بينهما انسجام وتوافق!!!
الصاحبة: يستخدم القرآن الكريم لفظ (صاحبة) عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين، لذلك فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن الكريم لفظ (صاحبة (قال تعالى :( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) (عبس) سورة عبس المباركة. لأن ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة.!!!
ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﺍﺣﺔ: (أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ ) (الانعام:101)، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ( ﺯﻭﺟﺔ ) ﺃﻭ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ) ؟؟
قال الله تعالى ذلك لينفي ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ الآخر نفياً قاطعاً …ﺟﻤﻠﺔَ ﻭﺗﻔﺼﻴلاً…
ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ الذي أنزل هذا الكتاب المعجز والذي قال فيه في سورة (الإسراء – الآية 88) (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا).
اللهم جعلنا جميعاً ممن يقولون :((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما (.. صدق الله العلي العظيم