إن من مؤلفات الإمام الرضا ( عليه السلام ) هذه الرسالة الغراء التي سُمِّيت بـ ( صحيفة الرضا ) ، وسمّاها فريق من الرواة بـ ( مُسنَد الإمام الرضا ) .
وهذه التسمية أقرب إلى وضع الكتاب ، لأنه حوى بعض ما يرويه من الأخبار عن جَدِّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن آبائه الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) .
وقد نص جَمْهَرَة من المحققين على أن هذه الرسالة من مؤلفات الإمام ( عليه السلام ) .
وعلى أي حال فإن هذه الرسالة من ذخائر النبوة ، وكنوز أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومواريث الأئمة التي بلغت من عُلوِّ الأسناد ذروة الشرف .
ونحن ننقل بعض هذه الرسالة عن نسخة طبعت في القاهرة بمطبعة المعاهد بجوار الأزهر سنة ( ۱۳۴۰ هـ ) ، وقد طبعها العلاَّمة عبد الواسع بن يحيى الواسمي ورتَّبها على عشرة أبواب .
ونذكر هنا بعض الروايات التي جاءت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) :
الرواية الأولى : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : من أنعم الله عليه بنعمَة فليَحمد الله عليها ، ومن استبطأَ الرزقَ فليستغفر الله ، ومن أحزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
الرواية الثانية: قال(عليه السلام): (قال رسول الله: الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان).
الرواية الثالثة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : يقولُ الله : مَا من مخلوق يعتصم بمخلوقٍ دوني إلا قطعتُ أسباب السماوات والأرض من دونه ، فان سألني لم أعطِه ، وإن دعاني لم أجبه .
وما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي إلا ضمنتُ السماوات والأرض برزقه ، فإن سألني أعطيتُه ، وإن دعاني أجبتُه ، وإن استغفرني غفرتُ له ) .
الرواية الرابعة : قال ( عليه السلام ) : ( حدَّثني علي بن الحسين ( عليه السلام ) أنَّ يهوديا سأل علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : أخبرني عمَّا ليس لله ، وعمَّا ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله ؟
فقال علي ( عليه السلام ) : أمَّا مالا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود : عُزَير ابن الله ، والله لا يعلم له ولداً .
وأمَّا ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعبيد ، وأما ما ليس لله فليسَ لله شريك .
قال اليهودي : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمَّداً رسول الله ) .
الرواية الخامسة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : أفضل الأعمال عند الله إيمان لا شكَّ فيه ، وغزو لا غلول فيه ، وحَج مبرور .
وأول من يدخل الجنَّة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادةَ ربِّه ، ونصح لسيده ورجل عفيف متعفف ذو عيال .
وأول من يدخل النار إمام مسلَّط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يقضِ حقه ، وفقيرٌ فخور ) .
الرواية السادسة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : من حفظ على أمَّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها بعثَهُ الله يوم القيامة فقيهاً عالماً ) .
الرواية السابعة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : مَن أفتَى الناس بغيرِ علم لَعَنتْهُ السَّماواتُ والأرض ) .
الرواية الثامنة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : التوكل والتوحيد نصفُ الدين ، واستنزِلُوا الرزقَ من عند الله بالصدقة ) .
الرواية التاسعة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : إن موسى بن عمران سألَ ربَّه فقال : بعيدٌ أنتَ يا رب فأناديك ، أم قريبٌ فأناجيك ؟ فأوحى الله إليه : يا مُوسَى ، أنا جَلِيس من ذَكَرني ) .
الرواية العاشرة : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : دعاء أطفالِ أمَّتي مُستَجاب ، مَا لم يقارِفوا الذنوب ) .
الرواية الحادية عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : مَن مَرَّ على المقابر وقرأ : ( قُلْ هُوَ اللهُ ) إِحدَى عشرة مرَّة ، ثمَّ وَهبَ أجره للأموات ، أُعطِي لهُ من الأجر بِعدَد الأموات ) .
الرواية الثانية عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : الدّعاء سلاحُ المؤمن ، وعِمَاد الدين ، ونُور السَّماوات والأرض ، فَعَليكم بالدّعاء ، وأخلِصوا النية ) .
الرواية الثالثة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : إذا أرادَ أحدكم حاجَة فَليُبَاكر في طَلبِهَا يَوم الخميس ، وليقرأ إذا خرج من منزلِه آخر آل عمران ، وآيةَ الكرسي ، و ( إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) ، وأمّ الكتاب ، فإنَّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة ) .
الرواية الرابعة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : سِتَّة من المُروءة ، ثلاثة منها في الحَضَر ، وثلاثة في السَّفَر ، أمَّا التي في الحضر : فتلاوة القرآن ، وعِمَارة المَساجد ، واتِّخاذ الإخوان في الله ، وأما التي في السفر : فبَذل الزَّاد ، وحُسن الخلق ، والمِزَاح في غير معاصي الله ) .
الرواية الخامسة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : ( اللَّهُمَّ ارحَمْ خُلفَائي ) ثلاث مرات .
قيل : يا رسول الله ، من خُلَفاؤك ؟ قال : الذين يأتون من بعدي ويَروُون أحاديثي وسُنَّتي ، ويُعَلِّمونها النَّاس من بعدي ) .
الرواية السادسة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : إنَّ هذا العلم خَزائن الله ، ومفاتيحُه السؤال ، فاسألوا يَرحمُكُم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السَّائل والمُعلِّم ، والمُستَمِعُ ، والمُجِيب ) .
الرواية السابعة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : مَن قرأ ( إِذَا زُلزِلَتِ الأَرْضُ ) أربع مَرَّات ، كان كَمَن قَرَأ القرآن كُله ) .
الرواية الثامنة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( حدَّثني أبي محمد بن علي ( عليهما السلام ) قال : خَمسة لو دخلتُم فيهنَّ ما قدرتم على مِثلهنَّ :
لا يَخافُ عَبد إلا ذَنبَّه ولا يَرجو إلا ربَّه .
ولا يستحي الجاهلُ إذا سُئِل عما لم يعلم أن يقول : الله ورسوله أعلم .
ولا يستحي الذي لا يعلم أن يتعلَّم .
والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لِمَن لا صَبر لَه ) .
الرواية التاسعة عشر : قال ( عليه السلام ) : ( حدَّثني الحسين بن علي ( عليهما السلام ) قال : وُجِد لوحٌ تحت حائطِ مدينة من المدائن مكتوبٌ فيه :
أنا الله لا إله إلا أنا ، ومُحمَّدٌ نَبيِّي ، عجبتُ لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟!! ، وعجبتُ لِمَن اختبر الدنيا كيف يطمئن إليها ؟!! ، وعجبتُ لمن أيقَنَ بالحِسَابِ كيفَ يُذنِب ؟!! ) .
الرواية العشرون : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله : أتاني مَلَك فقال : يا مُحمَّد ، إن رَبَّك يُقرئُك السَّلام ويقول لك : إن شِئتَ جَعلتُ لكَ بطحاءَ مكَّة ذَهباً .
قال : فرفعَ رأسُه إلى السماء فقال : يا رَبِّ ، أشبعُ يوماً فأحمُدُك ، وأجوعُ يوماً فأسألُكَ ) .