ثلاث قصائد في ذكرى ميلاد أنيس النفوس الإمام الثامن نزيل مدينة مشهد الإيرانية الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) . تهنئة للعالم الاسلامي بهذه المناسبة السعيدة وكل عام والامة الاسلامية بألف خير وصفاء..
القصيدة الاولى
يا إمامِي الرِّضا ونبعَ النَّقاءِ
يومُ ميلادِك الجميلُ هنائي
يا إمامِي الرِّضا ونبعَ النَّقاءِ
خذْ بقَلبي الى رِحابِكَ نوراً
يتلالا في مشهدٍ وَضّاءِ
ضامِنَ الخيرِ يا صريخَ البرايا
يا شفيعَ الأنامِ يومَ الجزاءِ
أيها الطاهِرُ المبجّلُ عَفواً
أنني إذْ أبوحُ بالإنتماءِ
أنا مِنْ شيعةِ الوَصيِّ عليٍّ
فهو نورٌ يحُفُّ بالأَضواءِ
وهو حدٌّ مُميِّزٌ بين هَدْيٍ
وضَلالٍ وسيدُ الأوصياءِ
ولهذا قَضيتُ عُمْريَ أشكُو
من بلاءٍ ومِحنةٍ واعتداءِ
إنها غُربةُ المودَّةِ أجراً
يا لَأجرٍ !! يُفضِي الى الإقصاءِ
ما لِقَومٍ يستنكِرُونَ وَصِيلاً
أَتُرى القَطعُ جاءَ في الأَنباءِ؟
أو ليس القرآنُ يطلُبُ وُدَّاً
وصَلاةً على نَبيِّ السَّماءِ
وعلى آلِهِ الهُداةِ مَلاذاً
للبرايا وهُمْ شذا الزهراءِ
إيهِ يا سيدي أزُفُّ سلاماً
مِنْ فؤادٍ يرنُو إلى المعطاءِ
فإلى (مَشهدٍ) رَمقُتُ بعَينِي
والى ماجدٍ عرَضتُ رَجائي
لا يلُمْني المعانِدُونَ مِراءً
فلقدْ طالَ عهدُهُمْ بالمِراءِ
فهُمُ اليومَ “داعِشٌ” واضطهادٌ
يومُهُمْ مِثلُ أَمسِهِم في العِداءِ
أيها الطاهرُ الوَليُّ إماماً
رمسُهُ فخرُ دولةِ العُلماءِ
إنّ إيرانَ بِ(الرضا) في سُمُوِّ
وثَراها فَيضٌ منَ الإحياءِ
فعلى الرضا الامامِ سلامٌ
مِن نَدا جُودهِ يطيبُ رُوائي
القصيدة الثانية
هو ذا أبو الحسنِ الرؤوفُ إمامُنا
يا طوسُ هلْ أجِدُ العطِـيّةَ في الغدِ
مِـنْ مُكْـرِمٍ مِن آلِ بيتِ محمدِ
من نَسلِ فاطمةَ البتولِ وحيدرٍ
وأبي كراماتٍ بأبعد مرقـدِ
وهو الذي جمعَ المعالي سُـؤدَداً
وقضى غريباً قائداً لم يُحمَدِ
فهو الوريثُ الحقُّ نَصَّ إمـامةٍ
وشهيدُ قمعِ حُكومَـةٍ لَـم ترشُدِ
قبِلَ الولايَةَ وهو يعلمُ أنّـها
نُذُرُ المَنُـونِ بغـربةٍ وتفَـرُّدِ
واختار أن يبقى يذودُ عن الهدى
إذْ لا مناص لدى افتقادِ المُهتدي
تركَ المدينةَ وهو مأمـنُ أهلِها
وضريحَ خيرِ الأنبياءِ الشُهَّدِ
ترك البقيعَ مراقداً ومعالِماً
ومزارَ اُمِّ أَئمـةٍ لـم يبعُـدِ
هو ذا إمامُ المُسلمين جميعهِم
شمسُ الحقيقةِ والسبيلِ المُسْعِدِ
رحلتْ اليه قوافلٌ تحفو به
رَغَبـاً على رغمِ اغترابٍ مُجهِدِ
كتبوا لهُ وهُمُ جميعاً مُنصِـتٌ
خيرَ الكلامِ عن النبيِّ الأمجدِ
فتلا حديثَ الأطهرينَ تسلسلاً
ورسا أخيراً عندَ ربِّ العُبَّدِ
قالَ اكتبوا عني ولا تترددوا
فأنا المحدِّثُ بالحديثِ الأرفَدِ
صلّى عليه الله مِنْ عَلَـمٍ وَفَى
في غَمرةِ المتآمرينِ الحُسَّـدِ
هذا هو الفضلُ الكبيرُ لأمَّـةٍ
تروي منابعَ فِكرِها المتوقّدِ
هو ذا ابو الحسنِ الرؤوفُ إمامُنـا
وهو الرضّـا يومَ الجهـادِ المُنْـجِدِ
في يوم مولدهِ الشريفِ تحيَّةٌ
تغدو إليهِ وصالحاتُ توددّي
أهلاً بميلادِ الإمامِ المرتضى
بابُ النجاةِ بروضةٍ في مشهدِ
سَعْداً بآلِ محمدٍ فهُمُ هُدىً
للعالمينَ وهُمْ مكارمُ أحمدِ
القصيدة الثالثة
هو نورُ الهُدى يَشُعُّ ضياءً
خُذْ ولائي ولاتؤاخِذْ قصِيدي
إنْ تراخى شِعرٌ بيومٍ سعيدِ
فلَمِيلادُكَ الشريفُ حُرُوفي
ولَأفراحُ عاشِقيكَ نشيدِي
ولَأحبابُكَ الكرامُ وَفاءٌ
لاعتصامٍ برايةِ التوحيدِ
وانسجامٌ ورأفةٌ وامتثالٌ
لنداءٍ يدعو الى التعضيدِ
يا إماماً زانَ الزمانَ شُمُوخاً
ومَقاماً يأوي إليه وُجودي
إنّ مِيلادَكَ الشريفَ حُبُورٌ
ينشرُ الخيرَ بانطلاقٍ مُشيدِ
إنهُ اليُمْنُ عامِراً بالتهاني
وهو الغيثُ للمَوَاتِ البعيدِ
وهو الفخرُ في بلادٍ اقامتْ
دولةَ الدينِ بالفقيهِ السديدِ
أَلخُمينيُّ سيدُ العزمِ طُهْرٌ
مِن بَنِي الكاظمِ الامامِ المجيدِ
قامَ بالثورةِ العظيمةِ شأناً
فارتقى الشعبُ للعُلا والصُعُودِ
إنها نفحةُ الإمامِ المُوارَى
في ثرَى مشهدٍ وبيتِ الخلُودِ
شعبُ إيرانَ عِزَّةٌ واقتدارٌ
وحبيبُ (الرضا) الامامِ الودُودِ
أنجَبَ الصّيدَ والعزائمَ طُرَّاً
وعظِيماً فذّاً أَصيلَ الجُدُودِ
فالحسينُ الشهيدُ جادَ بشبلٍ
شَبَّ في دَوحةِ التقى والسُجُودِ
في خُراسانَ في جِوارِ ضريحٍ
لِلامام الرضا الرؤوفِ الشهيدِ
هو نبراسُ دولةِ الخيرِ فِينا
والوليُّ الفقيهُ رمْزُ الصُمُودِ
وإليهِ العُيُونُ ترنُو مُهاباً
قائدا حازماً بعزمٍ شديدِ
ذائِبٌ في (الرِّضا) يُميطُ غُبارَاً
عن ضَريحِ لهُ بدمعٍ وديدِ
فَالإمام الرضا الحبيبُ مَلاذٌ
للمُعانِي والقائدِ الصنديدِ
فسلام على إمامٍ غريبٍ
ضمَّهُ اللِّحدُ في مكان بعيدِ
ولقد صارَ قبرُهُ صرحَ نورٍ
يستقي من سناهُ كلُّ مُريدِ
هو نورُ الهُدى يَشُعُّ ضياءً
وعطاءً يُفضي الى خَيرِ جُودِ
الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي