ذكريات أصحاب النبي(ص) من واقعة الغدير

ذكريات أصحاب النبي(ص) من واقعة الغدير

في الإمام عـلي /

أبو سعيد الخدري

1 – تاريخ دمشق عن عبد الله بن شريك عن سهم بن حصين الأسدي : قدمت إلى مكّة أنا وعبد الله بن علقمة – وكان عبد الله بن علقمة سبّابة لعليّ دهراً – قال : فقلت له : هل لك في هذا – يعني أبا سعيد الخدري – يحدِّث به عهداً ؟ قال : نعم ، قال : فأتيناه ، فقال : هل سمعت لعليّ رضوان الله عليه منقبة ؟ قال : نعم ، إذا حدّثتك فَسَلْ عنها المهاجرين والأنصار وقريشاً ( 1 ) :

إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام يوم غدير خُمّ فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى – قالها ثلاث مرّات – ثمّ قال : ادنُ يا عليّ . فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما ؛ قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه – ثلاث مرّات – .

قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال أبو سعيد : نعم ، وأشار إلى أُذنيه وصدره ؛ قال : سمعته أُذناي ووعاه قلبي .

قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلمّا صلّينا الهَجِير ( 2 ) ، قام عبد الله بن علقمة فقال : إنّي أتوب إلى الله وأستغفره من سبّ عليّ – ثلاث مرّات – ( 3 ) .
أبو هريرة

2 – أنساب الأشراف عن أبي هريرة : نظرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغدير خُمّ وهو قائم يخطب ، وعليّ إلى جنبه ، فأخذ بيده فأقامه وقال : من كنتُ مولاه فهذا مولاه ( 4 ) .

3 – المصنّف عن أبي يزيد الأودي عن أبيه : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شابّ فقال : أنشدك بالله ! أسمعتَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؟ فقال : نعم .

فقال الشابّ : أنا منك بريء ! أشهد أنّك قد عاديتَ من والاه وواليتَ من عاداه ! قال : فحصَبَه الناس بالحصَى ( 5 ) .
البراء بن عازب

4 – سنن ابن ماجة عن البراء بن عازب : أقبلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّته التي حجّ ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر : الصلاة جامعةً ، فأخذ بيد عليّ فقال : ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : ألستُ أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى .

قال : فهذا وليُّ من أنا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، اللهمّ عادِ من عاداه ( 6 ) .

5 – تاريخ دمشق عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم : كنّا مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خُمّ ، ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه ، فقال : . . . ألا وإنّ الله وليّي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن ، فمن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 7 ) .
جابر بن عبد الله

6 – المصنّف عن جابر بن عبد الله : كنّا بالجُحْفة بغدير خُمّ ، إذا خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخذ بيد عليّ فقال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 8 ) .

7 – سير أعلام النبلاء عن عبد الله بن محمّد بن عقيل : كنت عند جابر في بيته ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد ابن الحنفيّة ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلاّ حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !

فقال : كنّا بالجُحفة بغدير خُمّ ، وثَمّ ناس كثير من جُهينة ومُزينة وغفّار ، فخرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خِباء أو فُسطاط ، فأشار بيده ثلاثاً ، فأخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ( 9 ) .

8 – تاريخ دمشق عن جابر بن عبد الله : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى نزل بخُمّ ( 10 ) ، فتنحّى الناس عنه ، ونزل معه عليّ بن أبي طالب ، فشقّ على النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) تأخُّر الناس عنه ، فأمر عليّاً فجمعهم ، فلمّا اجتمعوا قام فيهم وهو متوسِّد على عليّ بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّي قد كرهت تخلُّفكم وتنحّيكم عنّي ، حتى خُيِّل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليّ من شجرة تليني .

ثمّ قال : لكنّ عليّ بن أبي طالب أنزله الله منّي بمنزلتي منه ، رضي الله عنه كما أنا عنه راض ! فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئاً .

ثمّ رفع يديه ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .

وابتدر الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكون ويتضرّعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله ، إنّما تنحّينا كراهية أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، فرضي عنهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند ذلك ( 11 ) .
جرير بن عبد الله

9 – المعجم الكبير عن جرير : شهدنا الموسم في حجّة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهي حجّة الوداع ، فبلغنا مكاناً يقال له غدير خُمّ ، فنادى : الصلاة جامعةً ، فاجتمعنا – المهاجرون والأنصار – فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسطنا فقال :

أيّها الناس ! بِمَ تشهدون ؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلاّ الله . قال : ثمّ مَهْ ؟ قالوا : وأنّ محمّداً عبده ورسوله . قال : فمن وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا . قال : من وليّكم ؟ ثمّ ضرب بيده على عضد عليّ ( رضي الله عنه ) فأقامه ، فنَزَع ( 12 ) عضدَه فأخذ بذراعيه ، فقال : من يكن الله ورسوله مولياه فإنّ هذا مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؛ اللهمّ من أحبّه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً ؛ اللهمّ إنّي لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدَين الصالحين غيرَك ، فاقضِ فيه بالحسنى ( 13 ) .
حبشي بن جنادة

10 – تاريخ دمشق عن حبشي بن جنادة : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعليّ يوم غدير خُمّ : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره ، وأعِن من أعانه ( 14 ) .
حذيفة بن أسيد

11 – المعجم الكبير عن حذيفة بن أسيد الغفاري : لمّا صدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ، نهى أصحابَه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهنّ ، ثمّ بعث إليهنّ فقُمَّ ما تحتهنّ من الشَّوْك ، وعمد إليهنّ فصلّى تحتهنّ ، ثمّ قام فقال :

يا أيّها الناس ! إنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يُعمَّر نبيّ إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله . وإنّي لأظنّ أنّي يوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي مسؤول ، وإنّكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنّك قد بلّغتَ وجهدتَ ونصحتَ ، فجزاك الله خيراً !

فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ وناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك . قال : اللهمّ اشهد ! ثمّ قال : أيّها الناس ! إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه – يعني عليّاً – اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .

ثمّ قال : يا أيّها الناس ! إنّي فَرَطُكم ، وإنّكم واردون عليَّ الحوض ؛ حوض أعرض ما بين بُصْرى وصنعاء ، فيه عددَ النجوم قِدْحانٌ من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثَّقَلَين ( 15 ) ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! الثَّقَل الأكبر كتاب الله عزّوجلّ ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ؛ وعترتي أهل بيتي ، فإنّه نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض ( 16 ) .

12 – الخصال عن حذيفة بن أسيد : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونحن معه ، أقبل حتى انتهى إلى الجُحْفة ، فأمر أصحابه بالنزول ، فنزل القوم منازلهم ، ثمّ نودي بالصلاة ، فصلّى بأصحابه ركعتين ، ثمّ أقبل بوجهه إليهم فقال لهم :

إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّي ميّت وأنّكم ميّتون . وكأنّي قد دُعيت فأجبت ، وإنّي مسؤول عمّا أُرسلت به إليكم ، وعمّا خَلّفت فيكم من كتاب الله وحجّته ، وإنّكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربّكم ؟

ثمّ قال لهم : ألستُم تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّي رسول الله إليكم ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ فقالوا : نشهد بذلك .

قال : اللهمّ اشهد على ما يقولون ! ألا وإنّي أُشهدكم أنّي أشهد أنّ الله مولاي ، وأنا مولى كلّ مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرّون لي بذلك وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك .

فقال : ألا من كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، وهو هذا . ثمّ أخذ بيد عليّ ( عليه السلام ) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما ، ثمّ قال : اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله ، ألا وإنّي فَرَطكم وأنتم واردون عليَّ الحوض ؛ حوضي غداً ، وهو حوض عرضه ما بين بُصرى وصنعاء ، فيه أقداح من فضّة عددَ نجوم السماء ، ألا وإنّي سائلكم غداً : ماذا صنعتم فيما أشهدتُ الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم عليَّ حوضي ؟ وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي ؟

فانظروا كيف تكونون خلفتُموني فيهما حين تلقوني !

قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟

قال : أمّا الثقل الأكبر فكتاب الله عزّ وجلّ ، سبب ممدود من الله ومنّي في أيديكم ، طرفه بيد الله ، والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ؛ وأمّا الثقل الأصغر فهو حليف ( 17 ) القرآن ، وهو عليّ بن أبي طالب وعترته . وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ( 18 ) .
زيد بن أرقم

13 – مسند ابن حنبل عن ميمون أبي عبد الله : قال زيد بن أرقم وأنا أسمع : نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بواد يقال له وادي خُمّ ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهَجِير ، قال : فخطبنا ، وظُلِّل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس ، فقال : ألستُم تعلمون ، أوَلستُم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى .

قال : فمن كنتُ مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عادِ من عاداه ووالِ من والاه ( 19 ) .

14 – المستدرك على الصحيحين عن زيد بن أرقم : خرجنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى انتهينا إلى غدير خُمّ ، فأمر بروح ( 20 ) فكُسِح ، في يوم ما أتى علينا يومٌ كان أشدّ حرّاً منه ! فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : يا أيّها الناس ! إنّه لم يُبعث نبيّ قطّ إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده ؛ كتاب الله عزّ وجلّ .

ثمّ قام فأخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : يا أيّها الناس ! من أولى بكم من أنفسكم ؟

قالوا : الله ورسوله أعلم !

قال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ( 21 ) .

15 – خصائص أمير المؤمنين عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم : لمّا دَفَع ( 22 ) النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ ، أمر بدَوحات فقُمِمْن ، ثمّ قال :

كأنّي دُعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض .

ثمّ قال : إنّ الله مولاي ، وأنا وليّ كلّ مؤمن .

ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنتُ وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه .

قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

قال : نعم ، وإنّه ما كان في الدَّوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنه ( 23 ) .

16 – المعجم الكبير عن زيد بن أرقم : نزل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يوم الجُحْفة ، ثمّ أقبل على الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّي لا أجد لنبيّ إلاّ نصف عمر الذي قبله ، وإنّي أُوشك أن أُدعى فأُجيب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحتَ . قال : أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ؟ قالوا : نشهد .

قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ، ثمّ قال : وأنا أشهد معكم .

ثمّ قال : ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم . قال : فإنّي فَرَطكم على الحوض ، وأنتم واردون عليَّ الحوض ، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبُصرى ، فيه أقداحٌ عددَ النجوم من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين !

فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟

قال : كتاب الله ، طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم ، فاستمسِكوا به لا تضلّوا ؛ والآخر عترتي . وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّي . فلا تَقَدَّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلِّموهم فإنّهم أعلم منكم .

ثمّ أخذ بيد عليّ ( رضي الله عنه ) فقال : من كنتُ أولى به من نفسي فعليّ وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ( 24 ) .

17 – فضائل الصحابة عن أبي ليلى الكندي : سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة ، فسأله رجل من القوم فقال : أبا عامر ! أسمعتَ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خُمّ لعليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ قال : نعم .

قال أبو ليلى : فقلت لزيد بن أرقم : قالها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم ، قد قالها له أربع مرّات ( 25 ) .
سعد بن أبي وقّاص

18 – تاريخ دمشق عن سعد بن أبي وقّاص : شهدت له [ عليِّ ( عليه السلام ) ] أربعاً . . . الرابعة : يوم غدير خُمّ ؛ قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأبلغ ، ثمّ قال : يا أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ – ثلاث مرّات – قالوا : بلى . قال : ادنُ يا عليّ . فرفع يده ورفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه – حتى قالها ثلاث مرّات – ( 26 ) .

19 – خصائص أمير المؤمنين عن سعد : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بطريق مكّة وهو متوجّه إليها ، فلمّا بلغ غدير خُمّ وقّف الناس ، ثمّ ردَّ من مضى ، ولحقه من تخلّف عنه ، فلمّا اجتمع الناس إليه قال : أيّها الناس ! هل بلّغتُ ؟ قالوا : نعم . قال : اللهمّ اشهد ! – ثلاث مرّات يقولها – .

ثمّ قال : أيّها الناس ! من وليّكم ؟ قالوا : الله ورسوله – ثلاثاً – .

ثمّ أخذ بيد عليّ فأقامه ، ثمّ قال : من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ( 27 ) .
عبد الله بن عمر

20 – شرح الأخبار عن عبد الله بن عمر : شهدتُ مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير ، فأمر بشجرات هنالك فكُسِح ما تحتهنّ ، وسمعته يقول : أيّها الناس ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فأجبناه كلّنا : بلى يا رسول الله .

فأخذ يده فوضعها على يد عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ رفعها حتى رأينا بياض إبطيهما ، ثمّ قال : من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصُر من نصره واخذُل من خذله ( 28 ) .
ذكريات الإمام

21 – الإمام عليّ ( عليه السلام ) : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خُمّ ، فأمر فأُصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدي حتى رُئي بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلا في محفله : من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه.

فكانت على ولايتي ولاية الله ، وعلى عداوتي عداوة الله .

وأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك اليوم: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِْسْلَامَ دِينًا) (29).

فكانت ولايتي كمال الدين ، ورضى الربّ جلّ ذكره ( 30 ) .

22 – عنه ( عليه السلام ) : عمَّمني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خُمّ بعمامة سدَلَها خلفي ، ثمّ قال : إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العِمّة ( 31 ) .

ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) في المصدر : ” وقريش ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في الأمالي .
( 2 ) أرادَ صلاةَ الهَجِير ؛ يعني الظُّهْر ، فحذَف المضاف . والهَجِير : اشتِداد الحَرّ نصفَ النهار ( النهاية : 5 / 246 ) .
( 3 ) تاريخ دمشق : 42 / 228 و 229 ؛ الأمالي للطوسي : 247 / 433 وراجع المناقب للكوفي : 2 / 449 / 937 .
( 4 ) أنساب الأشراف : 2 / 356 .
( 5 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 499 / 29 ، تاريخ دمشق : 42 / 232 / 8737 وص 231 / 8734 وليس فيهما ” فقال الشاب . . . ” ؛ المناقب للكوفي : 2 / 394 / 870 ، الأمالي للشجري : 1 / 146 نحوه .
( 6 ) سنن ابن ماجة : 1 / 43 / 116 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 610 / 1042 وفيه ” بالمؤمنين من أنفسهم ” بدل ” بكلّ مؤمن من نفسه ” وزاد في آخره ” فلقيه عمر فقال ” هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ” ، أنساب الأشراف : 2 / 356 ، تاريخ دمشق : 42 / 222 كلاهما نحوه ، البداية والنهاية : 5 / 209 .
( 7 ) تاريخ دمشق : 42 / 222 / 8719 .
( 8 ) المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 495 / 9 ، المناقب للكوفي : 2 / 406 / 886 .
( 9 ) سير أعلام النبلاء : 8 / 334 / 86 وذكر في آخره ” هذا حديثٌ حسن عال جدّاً ، ومتنه فمتواتر ” ، البداية والنهاية : 5 / 213 نحوه ، كنز العمّال : 13 / 137 / 36433 نقلا عن مسند البزّاز .
( 10 ) في المصدر : ” خمّ ” ، والصحيح ما أثبتناه كما في المناقب .
( 11 ) تاريخ دمشق : 42 / 226 / 8726 وص 227 ، المناقب لابن المغازلي : 25 / 37 وراجع بحار الأنوار : 37 / 133 .
( 12 ) النَّزْع : الجَذْب ( النهاية : 5 / 41 ) .
( 13 ) المعجم الكبير : 2 / 357 / 2505 ، تاريخ دمشق : 42 / 236 / 8743 ، كنز العمّال : 13 / 138 / 36437 .
( 14 ) تاريخ دمشق : 42 / 230 / 8730 و ح 8731 ، البداية والنهاية : 5 / 213 عن حبش بن جنادة وليس فيهما ” وانصر من نصره وأعن من أعانه ” ، المعجم الكبير : 4 / 17 / 3514 ؛ بحار الأنوار : 37 / 201 / 85 .
( 15 ) سَمّاهُما ثَقَلَيْن لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل . ويقال لكلّ خطير نفيس : ثَقَل ، فسَمّاهُما ثَقَلَيْن إعظاماً لِقَدْرهما ، وتَفْخيماً لشَأنهما ( النهاية : 1 / 216 ) .
( 16 ) المعجم الكبير : 3 / 180 / 3052 وص 67 / 2683 ، تاريخ دمشق : 42 / 219 / 8714 ، البداية والنهاية : 7 / 349 ، الفصول المهمّة : 40 وفيه إلى ” عاداه ” ؛ تفسير العيّاشي : 1 / 4 / 3 عن المفضّل بن صالح عن بعض أصحابه وراجع أُسد الغابة : 3 / 136 / 2729 .
( 17 ) كُلّ شيء لَزمَ شيئاً فلم يُفارِقه فهو حَلِيفُه ( لسان العرب : 9 / 54 ) .
( 18 ) الخصال : 65 / 98 .
( 19 ) مسند ابن حنبل : 7 / 86 / 19344 ، فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 597 / 1017 ، المعجم الكبير : 5 / 202 / 5092 ، البداية والنهاية : 5 / 212 وج 7 / 349 .
( 20 ) ولعلّها مصحَّفة عن ” بِدَوْح ” . والدَّوْح : جمع دَوْحَة ؛ وهي الشجرة العظيمة المتَّسعة من أيّ الشَّجَر كانت . والدَّوْحَة : المِظَلَّة العظيمة ( لسان العرب : 2 / 436 ) .
( 21 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 613 / 6272 ، المعجم الكبير : 5 / 171 / 4986 وفيه ” بدوح ” بدل ” بروح ” ، كنز العمّال : 13 / 104 / 36342 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 440 / 925 ، دعائم الإسلام : 1 / 19 عن الإمام عليّ ( عليه السلام ) نحوه .
( 22 ) أي ابتدأ السَّيْر ودَفَع نفسه منها ونَحّاها ، أو دَفَع ناقتَه وحَمَلها على السَّيْر ( النهاية : 2 / 124 ) .
( 23 ) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 150 / 79 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4576 وفيه
إلى ” عاداه ” ، المعجم الكبير : 5 / 166 / 4969 ، السنّة لابن أبي عاصم : 630 / 1555 ، أنساب الأشراف : 2 / 357 ، البداية والنهاية : 5 / 209 ، المناقب للخوارزمي : 154 / 182 ، سلسلة الأحاديث الصحيحة : 4 / 330 / 1750 ، كنز العمّال : 13 / 104 / 36340 ؛ كمال الدين : 234 / 45 وص 238 / 55 ، المناقب للكوفي : 2 / 435 / 919 .
( 24 ) المعجم الكبير : 5 / 167 / 4971 وج 3 / 66 / 2681 وفيه من ” إنّي فرطكم ” إلى ” أعلم منكم ” ، السيرة الحلبيّة : 3 / 274 ، الفصول المهمّة : 39 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 375 / 849 كلّها نحوه .
( 25 ) فضائل الصحابة لابن حنبل : 2 / 613 / 1048 وراجع ص 586 / 992 ومسند ابن حنبل : 7 / 78 / 19299 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي : 155 / 84 والمستدرك على الصحيحين : 3 / 118 / 4577 والمعجم الكبير : 5 / 194 / 5065 وص 195 / 5070 وص 212 / 5128 وتاريخ دمشق : 42 / 216 / 8702 وص 217 / 8706 والمصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 499 / 29 والمناقب لابن المغازلي : 18 / 23 وص 24 / 34 والأمالي للشجري : 1 / 145 والمناقب للكوفي : 2 / 400 / 877 .
( 26 ) تاريخ دمشق : 42 / 117 ، كفاية الطالب : 286 ؛ بشارة المصطفى : 205 ، الخصال : 311 / 87 نحوه وراجع المصنّف لابن أبي شيبة : 7 / 496 / 10 .
( 27 ) خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 177 / 96 ، تاريخ دمشق : 42 / 223 / 8720 ، فرائد السمطين : 1 / 70 / 37 ؛ المناقب للكوفي : 1 / 444 / 344 .
( 28 ) شرح الأخبار : 1 / 101 / 24 وراجع تاريخ دمشق : 42 / 236 .
( 29 ) المائدة : 3 .
( 30 ) الكافي : 8 / 27 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
( 31 ) السنن الكبرى : 10 / 24 / 19736 ، مسند الطيالسي : 23 / 154 ، فرائد السمطين : 1 / 76 / 43 وص 75 / 41 وفيه ذيله ، الفصول المهمّة : 41 وفيه ” فسدل يمرقها على منكبي ” بدل ” سدلها خلفي ” ، كنز العمّال : 15 / 482 / 41909 ؛ المناقب للكوفي : 2 / 42 / 529 كلّها عن أبي راشد ، شرح الأخبار : 1 / 321 / 288 .

المصدر: موسوعة الإمام علي(ع) في الكتاب والسنة والتاريخ / الشيخ محمد الريشهري

للمشاركة:

روابط ذات صلة

20150601033450
الإمام الخميني نور لبقية اللَّه
يا روح الله الخالد في أنفاس المستضعفين
يا روح الله الخالد في أنفاس المستضعفين
تعرّف على الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)
تعرّف على الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)
اليوم الذي قبلت فيه استلام زمام أمور القيادة
اليوم الذي قبلت فيه استلام زمام أمور القيادة
وصايا الامام الخميني للشباب
وصايا الامام الخميني للشباب

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل