تأملات في بعض آيات سورة التحريم .. أكثر من زوجة نبي إلى النار!! ليس هناك أكثر حظاً وحظوة من أجواء بيت نبي من أنبياء الله (على نبينا وآله وعليهم السلام)، فزوجة النبي هي أقرب الناس له كما يفترض، وتعيش في قلب جو الإيمان والوحي الإلهي والعلم والسكينة والعلو، وتستنشق عبق النبوة وترى آثار الملائكة.
يفترض على زوجات انبياء الله (ع) أن يستعذبن المزايا الرفيعة، إلا إن النفس المنحرفة والفاسدة حتى لو حظت بتلك الميزة الفريدة فلن تستفيد من تلك النعمة الكبرى بل تتذمر وتعصي الله وتخالف النبي وتشاكسه وتكدر حياته، ولا تستفيد من كل تلك النعم الربانية بوجودها مع إنسان رباني نبيل الخُلق عظيم المنزلة.
هذا ما كان من زوجتي النبيين نوح ولوط (على نبينا وآله وعليهما السلام) اللتين أصبحتا مثلاً للكافرين، فقال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) (التحريم: ١٠.(
فقامتا بمخالفة زوجيهما النبيين والإنحياز للكافرين في مواقفهم في حين تتوجب عليهما الطاعة لهما، فبسبب ذلك خانتا زوجيهما بالعصيان، وهما تعلمان عظمتهما ونبوتهما.
اختارتا هاتان الزوجتان أن تكونا ممن يؤثر الدنيا ومظاهرها على طاعة الله، ولم يشفع لهما أنهما زوجتا نبيين أن تسلما من سطوات الله وغضبه، ولذا قال الله عنهما: (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ.(
ولم يطل بهما العمر فحل بزوجة نوح (ع) عذاب الغرق وبالثانية خسف عاليها سافلها، وكان عاقبتهما أن دخلتا النار مع الكفار.
إن الدرس الأكبر هو أن علينا أن نكون في غاية الحذر، فلا نغتر بإنتمائنا الديني او قربنا من هذا الولي او ذاك بقدر ما أن النجاة الوحيدة هي في طاعة الله ورسوله.
جعفر العلوي