الدعاء عبادة تقرب الانسان الى الله سبحانه وتعالى… وهو رياضة تربوية للروح… وتتحقق اهداف الدعاء بالتمعن و التفكر بمضامينه…
هناك من یقلّل من شأن الدعاء وقدرها دون أن یعرف آثار الدعاء النفسیة والإجتماعیة ودون أن یعرف أن الله أوصی بالدعاء.
وفي إطار تنظیم مشروع 1455 الوطني للقرآن الکریم في الجمهورية الاسلامية الايرانية، تمّ تسلیط الضوء علی الآیة 186 من سورة البقرة “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” حیث تمّ تفسیرها والتمعن فیها وجاء في تفسیرها:
“هناك من یزدرئ بالدعاء ویقلل من شأنها زاعماً أن الدعاء نوع من التخدیر؛ تحول دون الحثّ علی العمل والجهد وتجعلهم یقومون بالتضرع والطلب.
وهناك من یزدرئ بالدعاء قائلاً: إن الدعاء تدخل سافر في إرادة الله سبحانه وتعالی فإن الله یفعل ما یشاء ولایجوز للعبد أن یطلب منه فعل ما یقدره البارئ ولایریده.
دون شك أن هؤلاء لاعلم لهم بالأبعاد التربویة والإجتماعیة والمعنویة والنفسیة للدعاء وأن الإنسان بحاجة إلی مسند یتکئ علیه لتعزیز إرادته وبالدعاء یحی الأمل في نفس الإنسان.
ویقول البارئ عزوجل لرسوله الکریم “وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ” لیعلم الإنسان إن الله قریب إلیه ویقول في الآیة 16 من سورة “ق” المباركة “ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” لیعلم العبد مدی قرب الله منه، ثم تقول الآیة الکریمة “أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ” لیقطع البارئ وعداً بالإجابة.
ومن الملفت في الآیة الکریمة أن الله یشیر إلی ذاته الکریمة سبع مرات ویشیر إلی عباده سبع مرات أخر لیعبر عن مدی قربه من عباده ومدی حبّه لهم.
یقول “عبدالله بن سنان” عن الإمام الصادق(ع) أنه سمعه یوصي بالدعاء لأنها وسیلة لقضاء الحاجة وأن هناك نعم لن یبلغها الإنسان الا بالدعاء.
ویقول الله في قربه من عباده فی الآیة 24 من سورة الأنفال “وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ”.
وهناك برکات في الدعاء منها القرب من الله والوصول إلی مرحلة من الهدوء والإطمئنان القلبي والراحة النفسیة.
جدير بالذكر أن مشروع “1455” الوطني للقرآن الكريم في إیران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. يقام هذا المشروع تحت شعار “القرآن والأمل والحیاة” وبدعم و مشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.