في العشرين من شهر ذي الحجة عام 128هـ ذكرى ولادة الإمام السابع من أئمة أهل البيت، الامام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، وفي هذه المناسبة المباركة نهنئ الامام المهدي الموعود (عجل الله فرجه الشريف) ووقائد الثورة الاسلامية والعالم الاسلامي، ونبتهل الى الله تعالى أن يجعلنا من السائرين على نهجه، أنه ولي التوفيق .
كرم الإمام الكاظم(ع)
من أبرز خصائص أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) البر والإحسان إلى الناس كافّة، وبصورة خاصّة الطبقة الضعيفة ، فكانوا يخصّونهم بجزيل فضلهم ، ونبل عطاياهم، حتّى كان من منهجهم في الليالي المظلمة ، هو الطواف على بيوت الفقراء والمساكين بالأغذية والمال ، وهم لا يعرفونهم .
قال ابن الصبّاغ المالكي: كان موسى الكاظم (ع) أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، وأسخاهم كفّاً، وأكرمهم نفساً، وكان يتفقّد فقراء المدينة، ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات، ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته .
وقال محمّد بن عبد الله البكري: قدمت المدينة أطلب ديناً فأعياني، فقلت: لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى فشكوت إليه، فأتيته في ضيعته، فذكرت له قضيّتي، فدخل ولم يقم إلاّ يسيراً حتّى خرج إليّ، فقال لغلامه: (إذهب)، ثمّ مدّ يده إليّ، فرفع إليّ صرّة فيها ثلاثمائة دينار، فركبت دابتي وانصرفت .
كما رووا عن عيسى بن محمّد بن مغيث القرطبي، قال: زرعت بطّيخاً وقثاءاً وقرعاً في موضع بالجوانية، على بئر يقال لها: أم عظام، فلمّا قرب الخير، واستوى الزرع، بغتني الجراد، فأتى على الزرع كلّه، وكنت غرمت على الزرع، وفي ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً، فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمّد، فسلّم، ثمّ قال: ( أي شيء حالك ؟ )
فقلت: أصبحت كالصريم، بغتني الجراد فأكل زرعي، قال (ع) : ( وكم غرمت فيه ؟ ) فقلت: مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين، فقال (ع) : ( يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين ديناراً ، فربحك ثلاثون ديناراً والجملان ) .
فقلت: يا مبارك ادخل وادع لي فيها بالبركة، فدخل ودعا، وحدّثني عن رسول الله (ص) أنّه قال: ( تمسّكوا ببقايا المصائب )، ثمّ علقت عليه الجملين وسقيت، فجعل الله فيها البركة وزكت ، فبعت منها بعشرة آلاف .
وقال علي بن عيسى الأربلي: مناقب الكاظم وفضائله ومعجزاته الظاهرة، ودلائله وصفاته الباهرة ، تشهد أنّه افترع قبّة الشرف وعلاها ، وسماها إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها ، وذلّلت له كواهل السيادة فركبها وامتطاها ، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها .