نظم الشعراء الكبار منذ عصر صدر الإسلام إلی الآن مدائح كثيرة بحقّ مولانا أمير المؤمنين لتصدّقه بخاتمه .
ننقل لقرأئنا الاعزاء مختارات من ابداعات الشعراء في منقبة التصدق بالخاتم من قبل أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام):
قال خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِت الانصاري:
فَدَيْتُ علياً إمامَ الْوَرَي سِرَاجَ الْبَرِيَّةِ مَأْوَي التُّقَى
وَصِيَّ الرَّسُولِ وَزَوْجَ الْبَتُولِ إمَامَ الْبَرِيَّةِ شَمْسَ الضُّحَى
تَصَدَّقَ خَاتَمَهُ رَاكِعاً فَأحْسِنْ بِفِعْلٍ أَمَامَ الْوَرَى
فَفَضَّلَهُ اللهُ رَبُّ الْعِبَادِ وَأَنْزَلَ فِي شَأنِهِ هَلْ أَتَى
وأنشد خُزَيْمَة أَيضَاً:
أبَا حَسَنٍ تَفْدِيكَ نَفْسِي وَأُسْرَتِي وَكُلُّ بَطيءٍ فِي الْهُدَي وَمُسَارِعِ
أَيَذْهَبُ مَدْحٌ مِنْ مُحِبِّكَ ضَايِعاً وَمَا الْمَدْحُ فِي جَنْبِ الإلَهِ بِضَايِعِ
فَأَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ إذْ كُنْتَ رَاكِعاً علي ُّ فَدَتْكَ النَّفْسُ يَا خَيْرَ رَاكِعِ
فَأَنْزَلَ فِيكَ اللهُ خَيْرَ وَلاَيَةٍ وَبَيَّنَها فِي مُحْكَمَاتِ الشَّرَايِعِ
وقال حَسَّانُ بْنُ ثَابِتْ :
علي ٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَخُو الْهُدَى وَأفْضَلُ ذِي نَعْلٍ وَمَنْ كَانَ حَافِيا
وَأَوَّلُ مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ بِكَفِّهِ وَأَوَّلُ مَنْ صَلَّى وَمَنْ صَامَ طَاوِيَا
فَلَمَّا أَتَاهُ سَائِلٌ مَدَّ كَفَّهُ إلیهِ وَلَمْ يَبْخَلْ وَلَمْ يَكُ جَافِيَا
فَدَسَّ إلیهِ خَاتَماً وَهْوَ رَاكِعٌ وَمَا زَالَ أوَّاهاً إلی الْخَيْرِ داعِياً
فَبَشَّرَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ مُحَمَّداً بِذَلِكَ وَجَاءَ الْوَحْيُ فِي ذَاكَ ضَاحِيَا
وقال السيد الْحَمْيَرِيّ شاعر أهل البيت ع:
مَنْ كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَصَدَّقَ رَاكِعَاً يَوْماً بِخَاتَمِهِ وَكَانَ مُشِيرا
مَنْ ذَاكَ قَوْلُ اللهِ إنَّ وَليَّكُمْ بَعْدَ الرَّسُولِ لِيُعْلِمَ الْجُمْهُورا
وله أيضاً:
نَفْسِي الْفِدَاءُ لِرَاكِعٍ مُتَصَدِّقِ يَوْماً بِخَاتَمِهِ فَآبَ سَعِيدا
أَعْنِي الْمُوَحِّدَ قَبْلَ كُلِّ مُوَحِّدٍ لاَ عَابِدَاً صَنَماً وَلاَ جُلْمُودَا
أَعْنِي الَّذِي نَصَرَ النَّبِيَّ مُحَمَّداً وَوَقَاهُ كَيْدَ مَعَاشِرٍ وَمَكِيدَا
سَبَقَ الاْنَامَ إلی الْفَضَائِل كُلِّهَا سَبْقَ الْجَوَادِ إلی الرِّهَانِ بَلِيدَا
وله كذلك:
مَنْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِيهِمْ هَلْ أَتَى لَمَّا تَحُدُّوا لِلنُّذُورِ وَفَاءَا
مَنْ خَمْسَةٌ جِبْرِيلُ سَادِسُهُمْ وَقَدْ مَدَّ النَّبِيُّ علی الْجَمِيعِ عَبَاءَا
مَنْ ذَا بِخَاتَمِهِ تَصَدَّقَ رَاكِعَاً فَأَثَابَهُ ذُو الْعَرْشِ مِنْهُ وَلإا
وأنشد الشريف الرَضِيّ قائلاً:
وَمَنْ سَمِحَتْ بِخَاتَمِهِ يَمِينٌ تَضِنُّ بِكُلِّ عَإلیةِ الْكِعَابِ
أَهَذَا الْبَدْرُ يُكْسَفُ بِالدَّيَاجِي وَهَذَا الشَّمْسُ تُطْمَسُ بِالْضُّبَابِ
وأنشد شاعر أهل البيت (ع) دِعْبِل الْخُزَاعِيّ قائلاً:
نَطَقَ الْقُرْآنُ بِفَضْلِ آلِ مُحَمَّدٍ وَوَلايَةٌ لِعليّهم لَمْ تُجْحَدِ
بِوَلاَيَةِ الْمُخْتَارِ مِنْ خَيْرِ الَّذي بَعْدَ النَّبِيِّ الصَّادِقِ الْمُتَوَدِّدِ
إذْ جَاءَه الْمِسْكِينُ حَالَ صَلاَتِهِ فَامْتَدَّ طَوْعاً بِالذِّرَاعِ وَبِإلیدِ
فَتَنَاوَلَ الْمِسْكِينُ مِنْهُ خَاتَماً هَبَطَ الْكَريمُ الاْجْوَدِيُّ الاْجْوَدِ
فَاخْتَصَّهُ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ مَنْ حَازَ مِثْلَ فِخَارِهِ فَلْيُعْدَدِ
إنَّ الإلَهَ وَلِيُّكُمْ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤمِنينَ فَمَنْ يَشَأْ فَلْيَجْحَدِ
يَكُنِ الإلَهُ خَصِيمَهُ فِيها غَدَاً وَاللَّهُ لَيْسَ بمُخْلفٍ فِي الْمَوْعِدِ
وأنشد الصَاحِب بْنُ عَبَّاد يقول:
أَلَمْ تَعْلَمُوا أنَّ الْوَصِيَّ هُوَ الَّذِي آتَى الزَّكَاةَ وَكَانَ فِي الْمِحْرَابِ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ الْوَصِيَّ هُوَ الَّذِي حُكْمُ الْغَدِيرِ لَهُ علی الاْصْحَابِ
وأنشد بعض الاُدباء:
لَيْسَ كَالْمُصْطَفَى وَلاَ كَعلي ٍّ سَيِّدُ الاْوْصِيَاءِ مَنْ يَدَّعِيهِ
مَنْ يُوَالی غَيْرَ الإمَامِ علي ٍّ رَغْبَةً مِنْهُ فَالتُّرَابُ بِفِيهِ
هَذِهِ إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ أَتَتْ بِالْوَلاَيَةِ مِنَ اللهِ فِيهِ
فَإذَا مَا اقْتَضَى بِهِ اللَّفْظُ مَعْنَى الْجَمْعِ كَانَتْ مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِيهِ
هذا نزر يسير نقلناه عن كتاب « المناقب » لابن شهرآشوب رضوان الله عليه.