أخذ بيعة سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين عليه السلام ليزيد بن معاوية ابن آكلة الأكباد .
لما توفى معاوية بن أبي سفيان أبن آكلة الأكباد (لعنه الله) وذلك في رجب سنة ستين من الهجرة، كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة حاكم المدينة يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة وعلى الامام الحسين (عليه السلام) خاصة، ويقول له إن أبى عليك فاضرب عنقه وأبعث إلى برأسه.
احضر الوليد مروان بن الحكم (اللعين طريد رسول الله (ص)) واستشاره في أمر الحسين (ع) فقال إنه لا يقبل ولو كنت مكانك لضربت عنقه، فقال الوليد: ليتني لم أك شيئا مذكورا، ثم بعث إلى الحسين (ع) فجائه في ثلاثين رجلا من أهل بيته ومواليه، فنعى الوليد إليه موت معاوية وعرض عليه البيعة ليزيد، فقال الامام الحسين (ع) : أيها الأمير إن البيعة لا تكون سرا ولكن إذا دعوت الناس غدا فادعنا معهم ، فقال مروان : لا تقبل أيها الأمير عذره ومتى لم يبايع فاضرب عنقه، فغضب الحسين (ع) ثم قال : ويل لك يا بن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي، كذبت والله ولؤمت، ثم أقبل على الوليد فقال: ((أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة بنا فتح الله وبنا ختم الله ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة)) .
ثم خرج الامام (ع) فقال مروان للوليد عصيتني ! فقال :
ويحك إنك أشرت إليّ بذهاب ديني ودنياي، والله ما أحب أن أملك الدنيا بأسرها وإنني قتلت حسينا، والله ما أظن أحدا يلقى الله بدم الحسين (ع) إلا وهو خفيف الميزان لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم .
خرج الامام الحسين (ع) من منزله صباحا ليستمع الاخبار، فلقيه مروان بن الحكم فقال له: يا أبا عبد الله إني لك ناصح فأطعني ترشد، فقال الامام الحسين (ع) وما ذاك قل حتى أسمع ! فقال مروان: إني آمرك ببيعة يزيد بن معاوية فإنه خير لك في دينك ودنياك.
فقال الامام الحسين (ع): ((إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد، ولقد سمعت جدي رسول الله (ص) يقول الخلافة محرمة على أبى سفيان)) وطال الحديث بينه وبين مروان حتى انصرف مروان وهو غضبان.
عن الامام الصادق (ع) عن أبيه عن جده (عليهم السلام) أن الامام الحسين (ع) دخل يوما على أخيه الامام الحسن (ع) فلما نظر إليه بكى، فقال: ما يبكيك ؟ قال الامام الحسين (ع): أبكى لما يصنع بك. فقال الامام الحسن (ع) (إن الذي يؤتي إلي سم يدس إلي فأقتل به، ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون الف رجل يدعون إنهم من أمة جدنا محمد (ص) وينتحلون الاسلام، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبى ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها يحل الله ببني أمية اللعنة وتمطر السماء دما ورمادا، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش والحيتان في البحار) .