شارك مؤمن قريش وسيد البطحاء “أبو طالب” في يوم الطف وهو متوفى قبل الهجرة النبوية بثلاثة سنين وقبل يوم عاشوراء باكثر من (68) سنة، وقد يتساءل البعض كيف شارك في عاشوراء كربلاء وقدم 28 شهيدا ؟
أن جميع شهداء أهل البيت (عليهم السلام) في كربلاء وعددهم 28 شهيداً من بني هاشم هم من نسل رجل واحد فقط وهو أبو طالب (رض) ، وهو واحد من عشرة إخوة أولدهم عبد المطلب (رض) وهم : ( أبوطالب ، عبدالله ، الحارث ، الحمزة ، العباس ، الزبير ، الحجل ، المقرم ، ضرار ، أبو لهب ) ، وللبعض من هؤلاء الأخوة التسعة أعمام النبي (صلى الله عليه وآله) عشرات الأبناء ومئات الأحفاد كالعباس ، إلا أنه لم يشارك أحد من أبنائهم على الإطلاق مع الإمام الحسين (ع) في كربلاء ، مضافٱ إليهم أختهم صفية (رض) بنت عبد المطلب عمة النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) وزوجة “العوام بن خويلد” أخو السيدة خديجة (رض) وأم الزبير بن العوام والد الزبيريين والذي لم يشارك أيضا منهم فردٱ واحدٱ ٫ فهل الصدفة ساقت إلى ذلك أم هو التخطيط والحكمة الإلهية أرادت ذلك أن يتفرد هذا البيت بكل المناقب ، فأي منقبة هذه التي نالها أبو طالب سلام الله عليه .
فبهذا يكون مؤمن قريش (أبو طالب) وكأنه الحاضر الغائب يوم عاشوراء في كربلاء ، وبمعنى آخر أن كربلاء تجسدت في شخص واحد وهو شيخ البطحاء أبو طالب (رض) ، وأن أبا طالب قد مثّل كربلاء بأجمعها ، فأصبحت كربلاء منه وهو منها ، وهذه خصيصة لم ينلها أحد غيره من بني هاشم .
كما أنه لا يخفى على البصير اللبيب أن أبا طالب هو من تكفل بتربية وحماية النبي (ص) حتى إظهار دينه ، كذلك يكون بذلك النسل المشارك في كربلاء قد حفظ الدين من الاندثار في كربلاء ، فيكون بذلك نال الحُسنيين في حفظ الدين في بدايته وحين ثلمه من قِبَلْ الطغاة والظالمين يوم كربلاء ، فمن مثله وقد استشهد جميع أحفاده في أفضل معركة حصلت على وجه الأرض ، وشهداؤها أفضل الشهداء لم يسبقهم سابق لا قبلهم ولا بعدهم ، حينما وسمهم الإمام الحسين (ع) بهذا الوسام العالي والرفيع : ( إني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي ) .
ألم يقل النبي محمد (ص): ( لو ولد أبو طالب الناس كلهم لولدهم شجعاناً )، فأي ملحمة وشجاعة قدمها أحفاده في كربلاء، فكأنه هو من أعدَّ هؤلاء الفتية لمثل هذا اليوم ليحفظ الدين من طمس معالمه , كذلك قوله (ص) في عقيل (رض): إني أحب عقيل حبين حبٱ له وحبٱ لحب أبي طالب إياه وأن ولده مقتول في نصرة الحسين) .
فهذا الرجل الشامخ لا نسمع له ذكر في أيام عاشوراء، والذي قدم كل ما يملك من مال وحماية وولد لله ثم للنبي الخاتم، ولو من باب رد بعض الجميل له نظير ما قدمه نصرة للدين ولصاحب الدين ولحافظ الدين، فهذا المربي يستحق منا مراجعة أنفسنا وتخصيص بعض مجالسنا للخوض في سيرته العطرة، كما سمى النبي (ص) العام الذي توفي فيه هو والسيدة خديجة (رض)عام الحزن لما يكنه له من معزة .
فالمعروف أن أبا طالب (رض) قد أنجب أربعة أولاد من زوجته السيدة فاطمة بنت أسد (رض) هم : ( طالب ، عقيل ، جعفر ، علي ) والأول مات في حياة أبيه ولم يعقب، أما الثلاثة فمن نسلهم أمتد نسل أبو طالب (رض)، وهذا النسل هو المقصود هنا وهو من شارك في معركة كربلاء (28 شهيداً ) كلهم من صلب أولاده الثلاثة ، وقد جاؤوا على النحو التالي :
أولاً: عدد 16 شهيداً هم مجموع أولاد الإمام علي بن أبي طالب :
1 ــ الحسين بن علي بن أبي طالب .
2 ــ علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
3 ــ عبد الله الرضيع بن الحسين بن علي بن أبي طالب .
4 ــ العباس بن علي بن أبي طالب .
5 ــ عمرو بن علي بن أبي طالب .
6 ــ إبراهيم بن علي بن أبي طالب .
7 ــ عبد الله بن علي بن أبي طالب .
8 ــ جعفر بن علي بن أبي طالب .
9 ــ عثمان بن علي بن أبي طالب .
10 ــ محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب .
11 ــ أبو بكر بن علي بن أبي طالب .
12 ــ القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
13 ــ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
14 ــ بشر بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
15 ــ أحمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
16 ــ عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
ثانــياً: عدد 9 شهداء هم مجموع أولاد عقيل بن أبي طالب :
1 ــ مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
2 ــ عون بن عقيل بن أبي طالب .
3 ـ عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب .
4 ــ جعفر بن عقيل بن أبي طالب .
5 ــ عبد الله الأكبر بن عقيل بن أبي طالب .
6 ــ محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب .
7 ــ جعفر بن محمد بن عقيل بن أبي طالب .
8 ــ محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
9 ــ عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .
ثــالــثـاً: عدد 3 شهداء هم مجموع أولاد جعفر بن أبي طالب :
1 ــ عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
2 ــ محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
3 ــ القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب