هناك آراء ثلاثة في تاريخ دفن الإمام الحسين (عليه السلام), ذهب بعضهم إلى أنه (عليه السلام) دفن في اليوم (11) من محرم, وآخرون في اليوم (12), وآخرون في اليوم (13), والأخير هو المشهور.
وإليكم الجواب التفصيلي:
اختلف المؤرخون في يوم مدفنه على ثلاثة أقوال:
ا – اليوم الحادي عشر:
وهو مختار جملة من المؤرخين منهم ابن شهر آشوب، والمسعودي والبلاذري وابن كثير والطبري وابن الأثير. وهو الظاهر من الشيخ المفيد في إرشاده ومن تبنى رأيه كما سيأتي في النقطة الثانية, حيث قال: «وأقام – يعني ابن سعد – بقية يومه – يعني اليوم العاشر – واليوم الثاني – يعني اليوم الحادي عشر – إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين وأخواته، ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى» . وكذلك العلامة الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى.
والمعروف … أن بني أسد إنما دفنوا الشهداء يوم رحيل ابن سعد بأهل البيت إلى ابن زياد, أي في اليوم الحادي عشر.
2 – اليوم الثاني عشر, وهو مختار ابن طاووس.
3 – اليوم الثالث عشر, وهو مختار السيد المقرم «ت 1391هـ» في كتاب مقتل الحسين, ولم يذكر مصدر ذلك ومن يتبناه.
قال: «وفي اليوم الثالث عشر من المحرم أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد, لأن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله».
قال الشيخ عباس القمي في ذلك: «ومن المعروف «!» أن الأجساد الطاهرة بقيت ثلاثة أيام مرمية على الأرض دون دفن، ونقل عن بعض الكتب أنها دفنت بعد عاشوراء بيوم واحد، وهذا مستبعد؛ ذلك أن عمر بن سعد كان لا يزال في اليوم الحادي عشر لدفن القتلى من عسكره؛ وكان أهل الغاضرية قد ارتحلوا من نواحي الفرات خوفاً من ابن سعد، وبهذا الاعتبار فهم لا يجرؤون على العودة بهذه السرعة».
ونفى الشيخ الطبسي في كتاب مع الركب الحسيني أن يكون الدفن في اليوم الحادي عشر لأن المسألة بالنسبة إليه إعجازية في حركة الإمام زين العابدين من الكوفة إلى كربلاء انطلاقاً من محاججة الواقفة مع الإمام الرضا … وجاء في كلامه: «إذن خروجه إلى كربلاء بالأمر المعجز لم يكن في اليوم الحادي عشر حتماً، ذلك لأنه لم يدخل المجلس إلا في اليوم الثاني عشر، إذ لم يكن عمر بن سعد قد دخل بعسكره وبالسبايا مدينة الكوفة إلا في نهار اليوم الثاني عشر كما قدمنا قبل ذلك في سياق الأحداث».
ولعل الملاحظ والمشهور هذه الأيام هو الرأي الثالث وهو أنه دفن في اليوم الثالث عشر … ومن هنا قال الطبسي في كتابه مع الركب الحسيني «لكن ظاهر بعض الآثار يدل على أن عملية دفن الأجساد المقدسة حصلت في اليوم الثالث عشر من المحرم…».
الخلاصة:
إنّ المشهور بين الأعلام -بعد فقد النصوص الدالة على تاريخ يوم دفن الإمام الحسين (عليه السلام) – إنّ يوم الدفن كان في اليوم الثالث عشر من شهر محرم, أي بعد ثلاثة ايام من استشهاده (ع).
_______________________
1- من مقالة (دفن الإمام الحسين… بين شهرة المتقدمين وعقيدة المتأخرين), للشيخ عباس الموسى, بتصرف.
2- انظر مناقب آل أبي طالب ج4 – ص 112، أنساب الأشراف للبلاذري ج3 – ص 411، مروج الذهب ج3 – ص 63، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان – ص 97، البداية والنهاية ج8 – ص 191، وتاريخ الطبري ج 3 – ص 335، الكامل في التاريخ – ابن الاثير ج 3 – 433- الإرشاد – الشيخ المفيد – ج 2 – ص 114 3
4- إعلام الورى بأعلام الهدى – ص 290.
5- اللهوف في قتلى الطفوف – 85، بحار الأنوار ج45 – ص 107 .
6 – مقتل الحسين – المقرم – ص 319 طبعة الخامسة طبع بيروت ونشر دار الكتاب الإسلامي 1399 هـ وقد ذكر هامش «إثبات الوصية للمسعودي» ولم أعرف مقصده هل يريد التاريخ أم ما جاء بعد التاريخ لأن المسعودي يتبنى الرأي الأول.
7- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل – ج1 – ص 565.
8 – مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 – ص 143
9 – مع الركب الحسيني «وقائع الطريق من كربلاء إلى الشام» محمد جعفر الطبسي ج5 – ص 144
المصدر: العتبة الحسينية المقدسة