Search
Close this search box.

ثمرات عقد المجالس الحسينية ومشروعية البكاء عليه

ثمرات عقد المجالس الحسينية ومشروعية البكاء عليه

إن عقد المجالس على الحسين عليه السلام أو البكاء عليه تترتب عليه ثمرات متعددة من أهمها:
• اعلاناً منا عن الولاء والمحبة والنصرة للحسين عليه السلام ابن بنت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وهو اعلان عن نصرة الإسلام ونصرة نبي الإسلام وهو جد الحسين عليهما السلام.
• اعلاناً منا على السير على دينه ودين أبيه وجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مهما كلفنا من ثمن، والسير على هذا هو سير على مبادئ الإسلام الحق.
• بيان ما جرى عليه عليه السلام وعلى أهل بيته وصحبه وعياله وأطفاله من انتهاكات وجرائم مأساوية تتنافى مع كل المبادئ الإنسانية والدينية وإدانتها بأشد إدانة وإيصالها إلى كل الأجيال جيلاً بعد جيل.
• رفض الخنوع والذل والخضوع للظلم والإضطهاد مهما عظمت قوته واشتد ساعده.
• التمسك بمبادئ الدين والتضحية من أجله بالغالي والنفيس.
• التبري من النظام الأموي وممن يسير على دربه ونهجه، لأنّه نظام جاهلي بلباس الإسلام.
• اظهار دجل الأمويين وانحرافهم ونفاقهم وكيفية وحشيتهم وعدائهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل فتح مكة وبعد استسلامهم بعد فتح مكة.
• كشف مؤمرات الأمويين ضد الإسلام والمسلمين.
• محاربة الظلم والظالمين وكل الأنظمة الطاغوتية والدكتاتورية مهما عظمت شوكتها واستحكمت همينتها وسطوتها تأسياً واقتداء بالحسين عليه السلام، لأنّه ثار ضد الحكم الأموي وكان الحكم الأموي دولة امبراطورية كبيرة يمتد سلطانها عبر قارتين (آسيا وإفريقيا) ولها هيمنة مستحكمة وسطوة غاشمة تسحق كل من يعارضها بكلمة، وعقد المجالس على الحسين عليه السلام تجعله حيا في القلوب ومبادئه التي ثار من أجلها وشعاراته التي هتف بها يوم عاشوراء كشعاره الذي هتف به يوم عاشوراء “وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة…”، كل هذا يكون مشعلاً وهاجاً في قلوب وضمائر أهل الإيمان بل في قلب كل إنسان يريد أن يتنفس عبير الحرية كما هتف به الحسين عليه السلام كونوا أحراراً في دنياكم.

مشروعية البكاء على الحسين عليه السلام:
لو قال لنا قائل كما قالوا: إن الإسلام لا يجوّز البكاء على الميت، وان البكاء على الميت يؤذيه فإن بكائكم على الحسين يؤذيه ويبعدكم عن رضا الله تعالى، فما هو جوابنا على هذه الشبهة أو على هذا الإشكال؟

والجواب على ذلك هو الآتي:
أولاً: نقول من قال لكم ان الإسلام لا يجوّز البكاء على الميت، فإنّه لا دليل على ذلك.
ثانياً: لدينا أدلة كثيرة على إباحة البكاء وجوازه، بل على رجحانه واستحبابه لا على اباحته وجوازه فقط.

وأحب أن أنبه أن البكاء حال غريزية في الإنسان متأصلة، وليست حالاً عارضة وهي تعبير عن صفة الرحمة، ولهذا نقرأ عند علماء النفس والأخلاق أنهم لم يجدوا بين الصفات الإنسانية كلها صفة أفضل واشرف من الرحمة ورقّة القلب على الآخرين.

ولذا نجد القرآن الكريم يبين منة الله سبحانه ولطفه ونعمته على الذين اتبعوا عيسى عليه السلام ان جعل في قلوبهم الرأفة والرحمة، فهذا قرآننا الكريم ينطق عن الحكيم جل وعلا: ﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً…﴾، ولذا استدعى هذا الأمر بعض الفلاسفة ان يعدلوا عن تعريف الإنسان بالحيوان الناطق إلى أنه (حيوان ذو عطف) وعليه فلا إنسانية مطلقاً بدون العطف على مصائب الآخرين وبدون الرحمة والرقة على آهات وأنات المظلومين. إذاً البكاء على المظلومين والشهداء وعلى رأسهم الحسين عليه السلام أمر طبيعي وعقلائي وظاهرة فطرية في مقابل قسوة القلب والغلظة وموت الضمير. وهي أخطر الأمراض النفسية المعبر عنها بموت القلب وقسوته. وهذا ما ينطق به القرآن الكريم كذلك، إذ هو يصف الأنبياء وذراريهم وأتباعهم أصحاب القلوب الحية المتنورة بالإيمان والتقوى بأنهم إذا سمعوا آيات القرآن الكريم يخرون ساجدين باكين، يقول سبحانه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّ﴾.

فالبكاء إذاً حال طبيعية غريزية في الإنسان تعبر عن صفة الرحمة والرقة وعن حياة القلب دون قسوته وغلظته، ولذا نجد القرآن الكريم ينكل باليهود ويعبر عن تنكيله وذمه لهم بأنهم قساة القلوب يقول سبحانه: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾.

المصدر: مجلة العقيدة – بتصرّف يسير

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل