Search
Close this search box.

لماذا كني العباس بن علي عليه السلام بأبي الفضل؟

لماذا كني العباس بن علي عليه السلام بأبي الفضل؟

اشتهر أبو الفضل العبّاس عليه‌السلام بكُنى وألقاب، وُصف ببعضها في يوم الطَّفِّ، والبعض الآخر كان ثابتاً له من قبل؛ فمِن كناه: أبو قَربة[1] لحمله الماء في مشهد الطَّفِّ غير مرّة، وقد سُدّت الشرائع ومُنع الورود على ابن المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله وعياله، وتناصرت على ذلك أجلاف الكوفة، وأخذوا الاحتياط اللازم، ولكن أبا الفضلِ لم يرعهُ جمعُهم المُتكاثف، ولا أوقفه عن الإقدام تلك الرِّماح المُشرَعة، ولا السّيوف المُجرَّدة، فجاء بالماء وسقى عيال أخيه وصحبه.

ولم ينصّ المؤرّخون وأهلُ النّسب على كُنيته بأبي القاسم; إذ لم يذكر أحدٌ أنّ له ولداً اسمه القاسم.

نعم خاطبه جابر الأنصاري في زيارة الأربعين بها، قال: السّلام عليك يا أبا القاسم، السّلام عليك يا عباس بن علي[2].

وبما أنّ هذا الصحابي الكبير المُتربّي في بيت النّبوّة والإمامة خبيرٌ بالسّبب الموجب لهذا الخطاب، فهو أدرى بما يقول.

وقد اشتهر بكُنيتهِ الثالثة (أبي الفضل) ؛ من جهة أنّ له ولداً اسمه الفضل[3]، وكان حريّاً بها؛ فإنّ فضله لا يخفى، ونورَه لا يطفى.

ومن فضائله الجسام نعرف أنّه ممّن حُبس الفضل عليه ووقف لديه ؛ فهو رضيع لبانه، وركنٌ من أركانه، وإليه يُشير شارح ميمية أبي فراس:
بذلتَ أيا عباسُ نفساً نفيسةً ***لنصرِ حُسينٍ عزَّ بالنّصر مِنْ مثلِ
أبيْتَ الْتِذاذَ المَاءِ قَبلَ الْتِذاذِهِ ***فَحُسنُ فِعالِ المرْءِ فرعٌ عَنِ الأصلِ
فأنتَ أخُو السّبطينِ في يومِ مَفْخرٍ ***وفي يومِ بذلِ الماءِ أنْتَ أبو الفضْلِ[4]

* المصدر: العبّاس عليه السلام

[1] تهذيب الكمال للمزي ٢٠ / ٤٧٩، شرح إحقاق الحقّ ٣٢ / ٦٧٩.
[2] بحار الأنوار ٩٨ / ٣٣٠.
[3] الجريدة في اُصول أنساب العلويّين / ٣١٨.
[4] أعيان الشيعة ٩ / ٢٥٩.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل