(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً…) ” سورة الفرقان المباركة: آية 63″.
عباد الرحمن
(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ) بما تعنيه الصفة الإِلهية من معنى الرحمة التي تمثل عمق المعنى في ذاته المقدّسة، وما توحي به من لطف الله بالإنسان في روحيته وفي حركة حياته ووعيه لوجوده وفي عمق المسؤولية التي تربطه بالله، وتجعله يتطلّع إلى آفاق الرحمة الإلهية آملاً أن تحتويه بالخير والبركة والتوازن والانضباط في السلوك العملي بين يدي الله.
(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَْرْضِ هَوْناً ) فلا يرون المشي حركةً استعراضيّةً، ولا تنفيساً عن عقدةٍ ذاتيةٍ في انفتاح الذات على شعور العظمة، على طريقة الخيلاء والتكبّر، ولكنهم يرونه مجرّد وسيلةٍ طبيعيةٍ للانتقال، ولذا فإنهم يتحركون فيها بالطريقة الطبيعية التي تحقق الهدف، من دون زيادةٍ ولا نقصان، فلا يثقلون الأرض بضربات أقدام…