قال الرواة: نظر رجل شامي الى فاطمة بنت علي فطلب من يزيد ان يهبها له لتخدمه ففزعت ابنة امير المؤمنين وتعلقت بأُختها العقيلة زينب وقالت: كيف اخدم؟ قالت العقيلة لا عليك انه لن يكون ابداً فقال يزيد: لو اردت لفعلت! فقالت له: إلا أن تخرج عن ديننا فرد عليها: إنما خرج عن الدين ابوك واخوك ! قالت زينب: بدين الله ودين جدي وأبي وأخي اهتديت انت وأبوك إن كنت مسلما قال: كذبت يا عدوة الله ! فرقت عليها السلام وقالت: أنت امير مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك وعاود الشامي الطلب فزجره يزيد ونهره وقال له: وهب الله لك حتفاً قاضياً.
وجاء في “موسوعة آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم” أن الرباب بنت امرئ القيس بن عدي زوجة الامام الحسين عليه السلام التي توفيت سنة 62 هـ، والتي كانت ضمن أسرى ركب سبايا الحسين الى الكوفة وفي الشام والمدينة: إنها أي الرباب قد أنشدت هذين البيتين عندما أخذت رأس الحسين وقبلته ووضعته في حجرها:
واحسينـا فلا نسيت حسيناً***أقـصــدته أسنـة الأعـداء
غــادروه بكـربلاء صريعاً ***لاسقى الله جانبي كربلاء
ثم جاءوا برأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووضعوه أمامه فأخذ يزيد عليه اللعنة يقلبه يمينا وشمالا ويردد ياحسين يوم بيوم وجعل ينكثه بقضيب كان في يده ويتمثل بقول الحصين بن حمام:
أبى قومنا أن ينصفونا فانصفت***قواضب في ايماننا تقطر الدما
نفلق هـاماً مـــن رجال اعــــزة***علينا وهم كانوا اعقَّ واظلما.