تصادف اليوم 28 صفر ذكرى وفاة الرسول الاكرم محمد (ص) وبهذه المناسبة الاليمة نتقدم بالتعازي لأمام العصر والزمان ولقائد الثورة الاسلامية ولمراجع الدين ولجميع المسلمين وننقل رواية الصحابي الجليل ابن عباس (رض) عن هذا الحادث الجلل .
روي في المناقب عن الصحابي الجليل ابن عباس (رض): إنه أغمي على النبي صلى الله عليه وآله في مرضه، فدق بابه، فقالت فاطمة (عليها السلام): من ذا ؟ قال: أنا رجل غريب أتيت أسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتأذنون لي في الدخول عليه ؟ فأجابت: إمض رحمك الله [ لحاجتك ]، فرسول الله عنك مشغول . فمضى ثم رجع، فدق الباب، وقال: غريب يستأذن على رسول الله (ص) أتأذنون للغرباء ؟ فأفاق رسول الله (ص) من غشيته وقال: يا فاطمة أتدرين من هذا ؟ قالت: لا يا رسول الله، قال: هذا مفرق الجماعات، ومنغص اللذات، هذا ملك الموت، ما استأذن والله على أحد قبلي، ولا يستأذن على أحد بعدي، استأذن علي لكرامتي على الله ائذني له، فقالت: ادخل رحمك الله، فدخل كريح هفافة وقال: السلام على أهل بيت رسول الله فردوا عليه السلام، فأوصى النبي (ص) الى علي (ع) بالصبر عن الدنيا، وبحفظ فاطمة (ع)، وبجمع القرآن، وبقضاء دينه وبغسله، وأن يعمل حول قبره حائطا، ويحفظ الحسن والحسين عليهما السلام.
الامام علي (ع) يصف المصيبة التي حلت به وبأهل بيته بوفاة النبي (ص)
قال أمير المؤمنين (ع): (فنزل بي من وفاة رسول الله (ص) ما لم أكن أظن الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به، فرأيت الناس من أهل بيتي ما بين جازع لا يملك جزعه، ولا يضبط نفسه، ولا يقوى على حمل فادح ما نزل به قد أذهب الجزع صبره، وأذهل عقله، وحال بينه وبين الفهم والإفهام والقول والاستماع، وسائر الناس من غير بني عبد المطلب بين معز يأمر بالصبر، وبين مساعد باك لبكائهم، جازع لجزعهم. وحملت نفسي على الصبر عند وفاته، بلزوم الصمت والاشتغال بما أمرني به من تجهيزه، وتغسيله وتحنيطه، وتكفينه، والصلاة عليه، ووضعه في حفرته، وجمع كتاب الله وعهده الى خلقه، لا يشغلني عن ذلك بادر دمعة، ولا هائج زفرة ولا جزيل مصيبة حتى أديت في ذلك الحق الواجب لله عزوجل ولرسوله (ص) علي، وبلغت منه الذي أمرني به، واحتملته صابرا محتسبا”.
السلام عليك يا نبي الله ورسوله، السلام عليك يا صفوة الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا أمين الله وحجته، السلام عليك يا خاتم النبيين وسيد المرسلين السلام عليك أيها البشير النذير، السلام عليك أيها الداعي إلى الله والسراج المنير السلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.