يقول الكاتب والمفكر الجزائري ، الدكتور نور الدين بولحية ، لم يدع الاسلام للهجوم على الاخرين بسبب كفرهم او شركهم ، وكل الحروب التي خاضها واوصى بها القران الكريم كانت دفاعية .
وخلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين الافتراضي للوحدة الاسلامية والمنعقد في طهران بعنوان “الاتحاد الاسلامي ، السلام واجتناب الفرقة والتنازع في العالم الاسلامي” ، اشار هذا الاستاذ الجامعي الى الاتهامات التي يوجهها الغرب المستعمر الى الاسلام لتشويه حقيقته الناصعة خاصة في موضوع الجهاد واتهامه بالتشدد ونشر الارهاب .
وقال ان الحرب الناعمة الغربية ضد المفاهيم والثوابت الاسلامية اثرت الى حد ما على نشر الالحاد والتفلت من الدين ومعارضة الحكم الاسلامي بين الشعوب الاسلامية .
وهل القران دعا الى الحرب ضد المشركين والكفار ، يؤكد الكاتب الجزائري الدكتور نورالدين بولحية ، انه لم نجد في القران اية تدعو المسلمين الى محاربة المشركين بسبب شركهم ، وانما كل ايات الحرب ومواجهة الكفار والمشركين جاءت بعنوان الدفاع عن النفس والعقيدة ومواجهة المعتدي وهذا امر طبيعي ، كالاية الكريمة “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” او الاية القرانية “الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ “.
وشدد المفكر الجزائري على ان المقاومة والجهاد في عصرنا الحاضر هو نوع من الدفاع ، لان المقاوميين يدافعون عن ارضهم او اخراج المحتل من ارضهم التي غصبها كالذي يحدث في الاراضي الفلسطينية .
واوضح ان الرؤية الاسلامية عن الحرب والجهاد تختلف تماما عن الرؤية الوضعية الغربية بسبب ما ارتكبوه من مجازر وجرائم بحق سائر الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية باسم الاستعمار والتحضر .
ويؤكد ان الاسلام لم ينتشر بالقوة والارهاب وانما بالموعظة الحسنة ، و”لا اكراه في الدين” ،” وما عليك الا البلاغ المبين ” ، كلها تبين الرؤية الاسلامية الصحيحة في موضوع كيفية انتشار الاسلام والقاعدة التي تبناها في هذا المجال ، مشيرا الى ان الغرب يحاول تشويه هذه الحقيقة لكي يتصدى للمد الاسلامي الاخذ بالتوسع في العالم خاصة في الغرب .
فما الحروب الصليبية الا مثال على هدف لغرب لمنع وصول الاسلام الى اوروبا .
وقال ان هناك نوع اخر من الحرب الدفاعية اجازها الاسلام الا وهي نصرة الشعوب المستضعفة والتي تنادي العالم لنصرتهم ونجاتهم وتحريرهم من الاجنبي التي احتل اراضيهم او خلاصهم من سيطرة العصابات الارهابية وجرائمهم .
وفي هذا السياق استشهد بما قامت به الجمهورية الاسلامية باداء واجبها الانساني تجاه الهجمة العالمية على سوريا لتحرير ارضه من المحتل الغربي بطلب من الحكومة السورية ، وكذلك تحرير العراق من سيطرة الجماعات الارهابية التكفيرية الضالة وجرائمه الوحشية وتقديم افضل قياديها العسكريين من الحرس الثوري ، شهداء في هذا السبيل كالشهيد الجنرال قاسم سليماني .