سواء كانت ذكرى ميلاد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الثاني عشر من شهر ربيع الأول أو في السابع عشر منه فإن إحياء هذه الذكرى وإظهار الفرح و السرور والسعي إلى رصّ صفوف المسلمين في أسبوع الوحدة الإسلامية يعتبر من أروع المعطيات وأفضل القرارات التي اتخذتها الثورة الإسلامية والحركة الإسلامية في أنحاء العالم.
فمنهج التفكير الرسالي ونمط النهج الوحدوي بين شعوب الأمة الإسلامية هو الصائب في ضوء التطورات المعاصرة والتحديات القائمة في وجه العالم الإسلامي والعربي. وهذا ما أدركه مبكراً الإمام الراحل روح الله الخميني (قدس) فقرر إعلان أسبوع الوحدة الإسلامية بين أتباع خاتم المرسلين من سواحل المحيط الأطلسي حتى اقاصي إندونيسيا وماليزيا؛ والتي تضم أمة المليار ونصف المليار مسلم.
وهناك نقطة مهمة تتعلق بحلية واستحباب الفرح بمولد النبي الأكرم الذي بُعث رحمة للعالمين و القرآن الكريم يصدع بالقول: [قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا].
أليس من فضل الله ورحمته ميلاد النبي ومبعثه (صلى الله عليه وآله وسلم) رحمة للعالمين [وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين] ؟.
وما الضير على دين الله في أحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وانشداد المسلمين له وتمسكهم بأخلاقه وسيرته وأهل بيته؟.
ألم يقل الله تعالى: [وذكّرهم بأيام الله] ؟، أليست الآية الكريمة تؤكد: [وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين] ؟.
فالفرح جائز بل ومستحب شرعاً وخاصة لو لم يقترن به منكر ومعصية وبالخصوص في المناسبات الاسلامية كميلاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومبعثه وهجرته والاسراء و المعراج وانتصاره في بدر والأعياد وغيرها.
وكمثال على مانقول؛ فرحة أهل المدينة بهجرة نبي الرحمة و قدومه إلى يثرب و استقباله باهازيجٍ خلّدها التاريخ وكتبها إخواننا مورخوا أهل السنة كالطبري وابن هشام و… حيث أنشد الناس:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
مادعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمرالمطاع
جئت شرّفتَ المدينة
مرحباً ياخير داع
ولم ينهَ النبي الأكرم (ص) المحتفلين عن إبداء فرحتهم به.فلماذا ينزعج البعض من ذلك؟.
ختاماً؛ لابد من القول إن الوحدة الإسلامية هي الخیار الوحید لانتصار الأمة الإسلامية وصون دين الله من شياطين الجن والإنس.
بقلم؛ رعد جبارة
مؤلف وباحث اجتماعي