باقة من عشر قصائد في مدح رسول الله المصطفى محمد وآل بيته الاطهار عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام. وتعرض القصائد بمناسبة مولد الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ مكانته وآل بيته الكرام الأطهار وتضحياتهم العظيمة ومآثرهم الخالدة في سبيل الحفاظ على الوحدة الإسلامية ومكافحة الظلم والاستعباد والانحراف:
(القصيدة الأولى)
فسلامٌ عليكَ يا خيرَ داعٍ
…………………………..
سيدي أيها النبيُّ الجَميلُ
أنت خيرُ الورى ونِعمَ الرّسولُ
أيها المُصطفى من الخَلْقِ طُرّاً
جِئْتَ بالحقِّ صادِقٌ ما تقُولُ
يومَ أنْ جُدْتَ وانطلَقْتَ بشيراً
ونذيراً ومَنْ سِواكَ الدَّليلُ
عابدٌ مُذْ عُرِفْتَ ثَمَّ أمينٌ
ورؤوفٌ وقائدٌ مأمولُ
يا سليلَ الأبرارِ طُهْراً جميعاً
فالجُدُودُ الكِرامُ أصلٌ نبيلٌ
من أبٍ طاهرٍ واُمٍّ مَصُونٍ
حنفاءٌ كما استقامَ الخليلُ
وحباكَ اﻹلهُ من كلِّ مجدٍ
يَنْحني عندهُ المُلُوكُ اﻻُصُولُ
جئتَ بالوحي والأنامُ حيارى
فتعالى التكبيرُ والتهليلُ
وتوالتْ آيُ الكتابِ لِتهْدي
في بيانٍ أفضى بهِ التنزيلُ
يا رجانا وأُنسَ قلبِ اليتامى
طالَ عهدٌ بهِ السَّلامُ قليلُ
واناختْ بنا الدَّواهِي تِباعاً
تتلظّى وَقودُها التقتيلُ
وثرى القدسِ مُثقلٌ بقُيودٍ
شَدَّها الغاصبُ العدُوُّ الغَلُولُ
صارَ إسلامُنا رهينَ مُرُوقٍ
أفزعَ الخَلْقَ فالبلادُ ذُبُولُ
وشعوبٌ تقاذفَتْها الشَّواطِي
تنشدُ الأمنَ والقواربُ غُولُ
ليسَ هذا ممّا أمَرْتَ رحيماً
أنتَ دِفءٌ ورحمةٌ ووَصِيلُ
وسبيلٌ الى الإخاءِ دواءً
يتعافَى بِهِ السقيمُ العليلُ
فسلامٌ عليكَ يا خيرَ داعٍ
لَهُداكَ النقاءُ والتسهيلُ
وعلى أهلِكِ الكِرامِ سلامٌ
مَظهرُ الحقِّ عنهُ لا لم يَمِيلُوا
سُؤْلُنا مُنقِذٌ نتوقُ إليهِ
مِن بَني أحمدٍ وَدودٌ جليلُ
يأخذُ الخَلْقَ بالمُرُوءةِ حُكماً
ودُعانا ياحبّذا التعجيلُ
(القصيدة الثانية)
هَدانا النبيُّ بأخلاقه
… ………………………
ألا يا صِحابَ النُّهى هلِّلُوا
وصلُّوا على خيرِ مَنْ يُؤمَلُ
محمدٍ المُصطفى سيدٌ
شفيعٌ لكلِّ امرئٍ يبُذُلُ
وساقي الأحبَّةِ يوم الظَّمَا
وحيثُ يُعَزُّ بهِ المُوصِلُ
هنالِكَ تَحيا الجُموعُ التي
سَمتْ بالتُقى لم تكنْ تكسَلُ
وكانَ رَجاها رِضا أحمدٍ
رسولِ الإلهِ الذي يُمْهِلُ
ولكنّهُ في خِضمِّ الخطُوبِ
لظُلمِ المُعاندِ لا يُهمِلُ
لغدرِ الذينَ عصَوا أحمداً
وسنُّوا الضلالَةَ واستغفَلُوا
وراحُوا يَحِيدونَ عن أمرِهِ
فضاعَ هُدىً نبْعُهُ المَنْهَلُ
الى اليومَ تَحصدُنا فِتنةٌ
تُشيعُ لظىً والورَى تقتُلُ
وتُؤذي نَبيّاً بَنَى أُمَّةً
لتنشُرَ عَدْلاً هو الأعْدَلُ
هَدانا الرسولُ بأخلاقهِ
فسُنَّتُهُ المَذْهبُ الأنبَلُ
وَأوصى بعِترتهِ مَوئِلاً
فهُمْ حُجَجُ اللهِ والفيصَلُ
فصلِّ وسلِّمْ على المصطفى
صلاةً تُبارِكُ مَنْ يَعقِلُ
وَصلِّ وسَلِّمْ على آلهِ
بِلاهُمْ صلاتُكَ لا تُقبَلُ
(القصيدة الثالثة)
رسولَ اللهِ يا حُلْوَ المعاني
…………………………..
رسولَ اللهِ يا حُلْوَ المعاني
أتيتُكَ هارباً مما اعتراني
ذنوبٌ أثقلتْ أوزارَ ظهري
وتوبةُ بائسٍ يحكي لِساني
وذا زمنٌ يُبشِّرُ بانعتاقٍ
منَ العادي على صدقِ المعانِي
وأهلُ الخيرِ مِبذالون جُوداً
على حُبِّ الكريمِ المُستَعانِ
حبيبي يا رسولَ اللهِ إني
أعُوذُ بخالقي مِنْ كلِّ جانِ
ومِنْ فِتَنٍ أزاحَتْ كُلَّ وُدٍّ
ومن طاغٍ يُهدِّدُ بالهَوانِ
فأنت وليُّنا ياخيرَ داعٍ
بوجهكَ يستضيءُ الفرقدانِ
وانت ملاذُ إخوانٍ إذا هُمْ
أحاطَ بساحِهم غدْرُ الجَبانِ
فثمَّةَ حملةٌ سَعَرَتْ لَظاها
تريدُ المسلمِينَ على امتهانِ
تكالبَ ظالمُونَ قُساةُ قلبٍ
لهُم في الدّينِ لقلقةُ اللّسانِ
أشاعوا في الأقاليمِ الرزايا
وقتلَ الأبرياءِ على العَيانِ
وواعظُهُم يُسوّغُ كلَّ فِسقٍ
إذا طلبَ “الأميرُ” وفي ثَوانِ
إليكَ نسوقُ شكوانا نبيّاً
بنَي إيمانَنا يا خيرَ بانِ
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ
غليلَ ظِماءِ صاديةِ الحَنانِ
وانت مغيثُ مَن فقدوا سَحاباً
أعاقَ غِياثَهِ الشَرِهُ الأنانِي
رسولَ اللهِ جِئتُكَ والخطايا
تَنوءُ بِكاهلي وتحُطُّ شاني
ومعذرتي إليكَ بيانُ حُبٍّ
جثا لعُلاكَ يا أجلى بيانِ
وإنّي طالبٌ غفرانَ ربِّي
بوجهِكَ بل أتُوقُ إلى الجِنانِ
أﻻ يا ريحُ صِلْ طه بِوُدِّي
وأبلغْ روحَهُ السبْعَ المَثاني
وأنفاساً من الصلواتِ تجري
عليه وآلِهِ في كلِّ آنِ
رسولَ اللهِ هاكَ مِدادَ حُبِّي
قصائدَ أدمُعٍ مِنْ قلبِ حانِ
يُضمِّخُها بأشواقِ انتظارٍ
الى شمسِ الإمامَةِ والزَّمانِ
إلى السِّبطِ المؤمَّلِ لانطلاقٍ
يسيرُ بِنا بأوْجِ العُنفوانِ
يجدِّدُ شِرعةَ الهادي نقاءً
ويهدي المؤمنينَ الى التدَاني
بِآلِكَ يا رسولَ اللهِ فخري
ومُنقلبي فهمْ سُفُنُ الأمانِ
ومَرضَاةُ الإلهِ ونهجُ حقٍّ
يسدِّدُ مَن أطاعَ إلى اتِّزانِ
(القصيدة الرابعة)
فلست أطيعُ غير هدى محمد
………………………
اُحبكَ يا رسولَ الله أحمدْ
وأفخَرُ بالصلاة على محمّدْ
واُتمِمُ بالصلاة على عبادٍ
بهم عُرف التّقى وبهم تأكّدْ
هما سبطا محمدَ سيدانِ
هما الحَسَنانِ من طه الممجّدْ
وأُمّهُما البتول الطهرُ فاطمْ
اُضيء بنورها الكونُ المُمدّدْ
وخيرُهُمُ عميدُ الدّارِ صغراً
ومولَى الأوصيا وأخو المؤيّدْ
عليٌّ واسمُهُ أغنَى المعالي
خَشُوعٌ حيثما صلّى ووحّدْ
فليس يضيرني من لامَ حُباً
بهِ عُصم الفؤادُ وباتَ أسعدْ
فهذا الحُبُّ يؤنِسُني وحيداً
إذا حَلَّ المماتُ وحينَ أُلحَدْ
ألا فليسمعِ الثقلَينِ قَولِي
ومَنْ لَزِمَ الصلاة وَمن تهجَّدْ
ألا إنَّ التشيّعَ كُنهُ دينيِ
قِوامُ الدينِ بالرأيِ المؤكّدْ
فمنْ طلبَ الرشادَ سعى إليهِ
وليسَ هناك غيرُ هدُى محمدْ
وقد أوصى بنفسي أفتديهِ
أنِ أسلُكْ نَهجَ من أوفى وأرشَدْ
هما الثقلانِ دَوماً في تلاقٍ
كتابُ اللهِ والآلُ المُسدَّدْ
فلا يُحزِنْك مَن ركبَ العمايا
اذا حضَرَ الهدُى بطًلَ المُعقّدْ
فإنُ رُمت الجوائز في يقينِ
فقُلْ ذكر الصلاة على محمدْ
( القصيدة الخامسة)
في يوم ميلاد الأمين المصطفى
_________
بِكَ يا إلهَ العالَمينَ صَوابي
وإليكَ يا باري النُّفوسِ مَآبي
فبِحُرمةِ الهادي البشيرِ محمدٍ
وبآلهِ حُجَجِ الهدى الأقطابِ
خُذْ بي الى حيثُ الثّباتِ مَحجَّةً
وانِرْ سبيلي عارِفاً أحبابِي
حُجَجُ الإلهِ على الخلائقِ كلِّها
هم مأمَني فَزِعاً بِيومِ حسابي
ناشدتُ ربّي في الدعاءِ بحقِّهم
كيما يُطيِّبَ خاطري وثوابي
في يوم ميلادِ الأمينِ المصطفى
أدعوكَ ربّي ساعياً لصوابي
أرجوكَ مُبتهِلاً وأسألُ خاضعاً
رُشدَاً وتوفيقاً وحُسنَ كتابِ
فأنا المتيمُّ بالنبيِّ وآلهِ
ولهم تَطِيبُ مَودَّتي وخِطابي
لن نرتقي إلا بِهَدْيِ محمدٍ
وأئمةٍ هم خِيرةُ الأَنجابِ
صلى الإلهُ على النبيِّ محمدٍ
وعلى الأماجدِ آلهِ الأطيابِ
(القصيدة السادسة)
سبيلُ الهدى الوحيُ الكريمُِ وسُنَّةٌ
……………………………………..
شـدَدْتُ الى طه رِحالَ قَصائدي
وأعلَـمُ عِـلماَ أنَّ أحمدَ رافِـدي
بيانُ كَـلامِ ليسَ يعرِفُ قَـدرَهُ
سِوى عابدٍ طُهْرِ المُرُوءَةِ ماجِدِ
مَحمّدٌ المُختارُ سيدُ كُلِّ مَـنْ
تكلَّـمَ بالضادِ الهُدى نُطْقَ واعِدِ
وآلُ رسولِ اللهِ أزكَى خليقَة
أُريدَ لَـها أنْ تسْـتَنيرَ برائِدِ
وإنَّ كلامـاَ فاضَ منْ ثَغْـرِ أحمدٍ
لَـنهْـجٌ لَنـا مَـنْ عافَهُ غَيرُ راشِـدِ
وإنَّ بَنيِ بِنتِ النبيِّ ونَفسَـهُ
لَـهُمْ خَيرُ مَنْ أهدى بَيانَ المُعاضِدِ
أحاديثُهمْ نورُ الكتابِ وفَخْرُهُ
وأفعالُـهُم نبـراسُ فِـعْلِ المُآوِدِ
وإنَّ هُدىً لَـم يأتِ من نبْعِ أحمد
وعِترتهِ الغُـرِّ الكرامِ الأماجِـدِ
لخُسرانُ والعُقبى ضلالَةُ مقصدٍ
وما الفوزُ إلاّ في سبيلِ مُشاهَـدِ
سبيلُ هدى الوحيُ الكريمُِ وسُنَّةٌ
ومِصداقُهُ آلُ الرسولِ المُجاهِدِ
على المصطفى الهادي البشيرِ وآلهِ
صلاةٌ وتسليمٌ أريجُ المسـاجِدِ
(القصيدة السابعة)
إلى غايةِ الوُدِّ نمضي هُدىً
…………………………
مدَدْتُ إليكَ إلهَ الأنامْ
يدَيَّ فقيراً فهَبْنِي المَرامْ
وهبْ إخوةَ الدينِ إشراقةً
تكونُ بها نهضةٌ للوِئامْ
كفى أهلُنا أدمُعاً تكتوي
بِها أعيُنٌ رامَتِ الإبتسامْ
فأُمةُ فخُرِ الورى أحمدٍ
همُ الخَيرُ لايرتضُونَ الصِّدامْ
إليهِمْ قضى اللهُ أحكامَهُ
وبالمصطفى أرسلَ المُستدَامْ
وصانَ الرسالَةَ بالمُرتضى
وصيّاً إماماً يُحِبُّ الأنامْ
ليحْكمَ عدْلاً ولا ينثني
عنِ الحقِّ مهما أعاقَ الطغامْ
سلامٌ على كلِّ من زانَنا
وليسَ على الناكثينَ السلامْ
مذاهِبُنا كلُّها رَحْمةٌ
ومنْ شَذَّ فهو فَحيحُ اللِئامْ
فيا حبّذا وَحدَةٌ يَشتَفي
بأنسامِها كلُّ داءٍ جُذامْ
يشوِّهُ إسلامَنا جَهرةً
ويرمي علَينا الأذى والخِصامْ
الى غايةِ الوُدِّ نمضي هُدىً
وباللِّينِ يُستَدْرَكُ الإنسِجامْ
وإنَّ محمدَ نبراسُنا
وآلَ محمدَ نعمَ الإمامْ
(القصيدة الثامنة)
إليك أيا رسول الله نشكو
ــــــــــــــــــــــ
فتحتُ الى رسولِ اللهِ بابا
لأغترفَ المواهبَ والثوابا
قَصدْتُ دِيارَ أحمدَ باشتياقٍ
ففي أفيائها ألِجُ السَّحابا
مقامٌ شامِخٌ ومنارٌ لُطفٍ
حِمىً للمُخبتينَ ومن أَهابا
أَتيتُ وفي يميني مُثقَلاتٌ
كتابٌ سالَ بالدمعِ اكتئابا
وجئتُ الى الضَريحِ وقلتُ حَسبي
بأنَّ محمداً خيرٌ مَـآبا
جوادٌ أزهرَ الدنيا بعطفٍ
ثرىً عَطِراً وروضاَ مُستطاباً
نبيٌّ بارحَ الدنيا هِلالاً
فصارَ مـزارُهُ بَدراً مَثـاباً
قضى بالحُزنِ من أهلِ الخطايا
فـآذَوا طاهراً أوعَى الكتابا
صلاةُ الله تترى تحتويهِ
نبياً حاطَ بالدنيا مُهابـا
فليس لِجُـودهِ حدٌّ عطاءً
وليسَ عطاؤهُ ذهباً سَرابا
هو القلبُ الكبيرُ لِمن دَعاهُ
ومضيافُ المُنيبِ لمن أنابا
وَأدعُو الله بالقسَمِ بالمُعلَّى
شفاعَةَ أحمدٍ يومـاً عَذابا
وأسْالُهُ السّلامَـةَ في حَياةٍ
إذا لم أخَشَ غائلَها أصابا
ألا شُلّتْ أيادي الحِقدِ طُرّاً
ومَنْ ظلموا محمدَ والقُرابَا
وكادُوا الدّينَ والمَولى عُصاةً
وعاثوا في الاقاليمِ اضطرابا
فلا أمنٌ هناك ولا ذمارٌ
وصارَ القتلُ ديدنُهم طِرابا
إليكَ أيا رسولَ اللهِ نشكو
مُسوخَ أوادمٍ مرَقُوا اكتسابا
أشاعُوا المُوبقاتِ وهم بُغاةٌ
وأفتوا بـ”الجهادِ” على القُرابى
مُعلّمُهم أبالسة وِزاغٌ
وقائدهُـم لـِ “اسرائيلَ” حابَى
وباعَ القدسَ والأقصى ببَخْسٍ
وعانقَ غاصباً وجثا رِكابا
أيا طه الأمينُ وأنت تدعو
لوحدةِ اُمةٍ حسُنـتْ خِطابا
أنِـرْ قـلبـاً أضَـرَّ به ظلامٌ
وإظلاماً أحّلَّ بنا المُصابا
(القصيدة التاسعة)
في يومِ مولدهِ الشريفِ تحيةً
…………………………………
بُعِثَ الأمينُ الى الخلائِقِ نُورا
وهُدىً أتى للعالَمينَ بَشيرا
أهلاً بهِ أملاً أضاءَ قُلوبَنا
لولا محمدُ أظلمَتْ دَيجُورا
بالوَحْيِ جاءَ وبِالمُنيرِ مَحَجَّةً
وفمٍ يَضُوعُ مدى الزمانِ عبيرا
بالمَكْرُماتِ مَناقباً يُصْلِحْنَنا
وبكلِّ آياتِ الحِسابِ نذيرا
هي بِعثةُ فيها معاجِزُ جَمَّةٌ
سطَعَتْ بِخَيْرِ المُرسَلينَ ظُهُورا
سجدتْ جوارُحُهُ جميعا عابداً
للهِ ربّاً خالقاً وخبيرا
مِنْ قبلِ أنْ تَرِدَ الرسالةُ دعوَةً
للعالمين أتَتْ لتنشُرَ نُورا
هُوَ للبريّةِ ترجُمانُ مَكارمٍ
تَهَبُ المُصابِرَ جَنّةً وسُرورا
وُلدَ النبيُّ محمدٌ علَمُ الهدى
فهوُ السبيلُ الى الجِنانِ مَصِيرا
وهو الحَريصُ على العبادِ رعايةً
رُوحِي فِداهُ مُحققاً تحريرا
لم يسترحْ طولَ الحياةِ مُجاهِداً
رَغَمَ النّوائبَ بِغْضَةً ونُفُورا
حتى علا صوتُ المؤذِّنِ هاتِفاً
بالمُؤمنينَ ألا اشكُرُوا تكبيرا
طوفوا ببيتِ اللهِ بَيتا آمِناً
مُستبْشِرينَ مُهلِّلينَ حُبُورا
حطَّمتُمُ الاصنامَ دينَ تِجارةِ
واُطيحَ بالطلقاءِ قوماَ زُورا
وتخلَّدَ الممحبوبُ وهو مُراقِبٌ
أعْمالَ مَنْ نَسَجُوا الحَياةَ بُدُورا
مَنْ يجعلونَ المُسلمينَ اُخُوَّةً
يتراحمونَ تَسامُراً ونفيرا
يتعاهدَونَ المُعْدَمينَ مَعيشةً
لايبتغونَ لأجلِ ذاكَ اُجُورا
ويقاوِمُونَ الغاصبينَ ديارَنا
والظالمينَ القاتِلينَ قَرِيرا
في يومِ مولدهِ الشريفِ تحيةٌ
مِلءَ الوجودِ تحفُّهُ مَشكُورا
لولا نضالُ محمدٍ وفِداؤُهُ
سعياً لوحدتنِا لَكُنّا بُورا
صلى على طه الحبيبِ كرامةً
ربُّ الخلائِقِ باعِثاً ونصيرا
صلى عليهِ مُهلّلٌ ومُكبِّرٌ
ومُجاهدٌ نصرَ الأِلهَ صبورا
(القصيدة العاشرة)
هداك يا سيد الثقَلين ملهمنا
_______
في يومِ ميلادِكَ الميمونِ أنتهِلُ
خيرَ العطاءِ ويا مولايَ أبتهلُ
أرجو إلهَ الورى للرُشدِ مُنقلَباً
في عالمٍ زادَ فيه الغيُّ والزلَلُ
يا سيدَ النُّبْلِ والأفلاكِ قاطبةً
اُزجيكَ حُبِّي فعيني مِنكَ تكتحِلُ
يا فائقَ الحُسنِ والأنوارِ ساطعةً
يا منبعَ الطُّهرِ طهِّرْنا بما تصِلُ
مَنْ في نقائكَ يا مولايَ مَرتَبةً
وفي سجاياكَ حارَ السَّهلُ والجبَلُ
يا سيدَ الخلقِ يا مصباحَ عزَِّتنا
باللهِ صِلْ راغباً يا خيرَ مَن يَصِلُ
أَضِئْ مَضامينَنا أنتَ الملاذُ لنا
لولا هُداكَ لكانتْ ضاقتِ السُبُلُ
ميلادُكَ الخيرُ يا طه يُذكِّرُنا
بالمكرماتِ أتتْ مِن حيثُ تَكتمِلُ
أصفاكَ ربُّ العُلا بالوَحيِ مُشتمِلاً
كلَّ المعالي وقد تاقَتْ لَكَ الرُّسُلُ
تاقَتْ لمُستودَعِ الأخلاقِ في شَغَفٍ
فأنتَ يا صاحبَ المعراجِ مُكتمِلُ
حباكَ ما طابَ ربُّ العرش مُؤتَمَناً
على المُنيبينَ فالأرجاءُ تبتهِلُ
والأرضُ تستذكرُ المحبوبَ راجيَةً
بِمولدِ النورِ أنْ تستنهضَ الدّوَلُ
والراصدونَ طلُوعَ الفجرِ في ولَهٍ
أن سوف يأتي الهُدى والصدقُ والأمَلُ
ميلادُكَ الطُّهْرُ يا مولايَ يُؤنِسُنا
في مشهدِ غابَ عنهُ القائدُ البطَلُ
معاقِلُ الظُلمِ تفري لحمَ مَن صدَقُوا
والسامريُّونَ صاروا خيرَ مَن عَدَلُوا
جارُوا على الأهلِ والأحبابِ في وطنٍ
سطا عليه العدِى والذئبُ والنَّغِلُ
وتلكَ أمريكيا تغتالُ اُمَّتَنا
ومن كواليسِها الإرهابُ يَنتقِلُ
فيا إمامَ الهدى سدِّدْ مسيرتَنا
فهذه أُمةُ الاسلام تقتَتِلُ
والصابرونَ على الظلماءِ يُؤلِمُهم
جَمُّ المُعانِينَ مَن عاشوا ومَن رَحلوا
لكَ الرياحينُ يا طه مُعَبِّرةً
عنِ الولاءِ لِهادٍ منهُ ننتَهِلُ
هُداكَ يا سيدَ الثَّقَلَينِ مُلهِمُنا
وآلُكَ الغُرُّ مصباحٌ وهمْ اُوَلُ
صلّى عليكَ الإلهُ الفَرْدُ مَكرُمةً
يا رحمةٌ أنتَ معطاءٌ لمنْ سألُوا
فمنْ مَعينِكَ يأتي الخيْرُ مُجتمِعاً
واليُسْرُ واللّطفُ والإحسانُ والرِّفَلُ (*)
…………………………………….
(*) الرِّفَلُ = العيشُ الواسعُ السابغ
———————————–
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي