أحيا موكبُ أهالي كربلاء الموحّد بالتعاون مع قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة، التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية مساء يوم السبت (23 ربيع الأوّل 1443هـ) الموافق لـ(30 تشرين الأوّل 2021م)، ذكرى شهادة التابعيّ سعيد بن جبير(رضوان الله عليه)، وذلك عند مرقده الواقع في قضاء الحيّ جنوب محافظة واسط.
وقال رئيسُ القسم الذي كان ضمن المتواجدين في هذا الموكب، إنّ: “إحياء هذه الذكرى يأتي من باب أنّها تُعدّ من المناسبات التي دأب على إقامتها هذا الموكب، حيث تكفّلت العتبتان المقدّستان بتوفير العجلات لنقل الموكب، الذي يتكوّن من أطراف وهيئات محافظة كربلاء المقدّسة إضافةً إلى عددٍ من أبنائها”.
وأضاف: “مسيرةُ الموكب وكما جرت العادة العزائيّة كانت على شكل مجموعات، وخلال مسيرته صدحت حناجرُ المشاركين فيه بالهتافات والردّات الحسينيّة التي جسّدت هذه الذكرى، وعند دخولهم إلى صحنه (رضي الله عنه) عُقد مجلسٌ للعزاء، تضمّن إلقاء عددٍ من القصائد والمرثيّات التي قام بإلقائها الرادود حسين الكربلائيّ، مجسّدةً ما لحق بأتباع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وما جرى عليهم، ومنهم الصحابيّ وكبير التابعين سعيد بن جبير(عليه رضوان الله)”.
يُشار إلى أنّ مرقد التابعيّ سعيد بن جبير(رضوان الله عليه) قد شهد توافد عددٍ من المواكب المعزّية والمواسية بهذه الذكرى، ومن تلك المواكب التي كان لها حضورٌ لافت وسُجّلت لها بصمةٌ عزائيّة واضحة موكبُ أهالي كربلاء، وقد عمل القسمُ على تهيئة كافّة الأمور التنظيميّة والتنسيقيّة الخاصّة بتأدية مراسيمه، وهذه ليست المرّة الأولى التي يُحيي هذه المناسبة قرب مرقده بل بصورةٍ مستمرّة كلّ عام، فهو عرفٌ اعتاد عليه أهالي المحافظة وتوارثوه.
ويُذكر أنّ التابعيّ سعيد بن جبير(رضوان الله عليه) من خواصّ أصحاب الإمام زين العابدين(عليه السلام)، وكان من كبار العلماء مشهوراً بالفقه وعلم التفسير، وكان ابن عبّاس إذا أتاه أهلُ الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أمّ الدهماء؟ يعني سعيدَ بن جبير، وكان يسمّى جِهبذ العلماء أي النَّقَّاد الخبير ويعقد حلقات العلم في المسجد، ويقصّ على أصحابه بعد الفجر وبعد العصر، وقد قتله الحجّاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أميّة.