قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿54﴾ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿55﴾ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ) (سورة الزخرف المباركة).
آسفونا :
يخبر سبحانه وتعالى عن انتقامه من فرعون وقومه، ويقول جل شأنه: (فلمّا آسفونا) أي أغضبونا، وذلك بالاِفراط في المعاصي والتجاوز عن الحد، فاستوجبوا العذاب، كما قال سبحانه: (انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) ثمّ بين كيفية الانتقام، وقال: (فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) فما نجا منهم أحد (فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ) أي جعلناهم عبرة وموعظة لمن يأتي من بعدهم حتى يتّعظوا بهم.
ويشبّه الله تعالى مشركي مكة وكفّارهم بقوم فرعون واستئصالهم، فليأخذوا حال المتقدمين نموذجاً متقدماً لمصيرهم.
مقتبس من كتاب الأمثال في القرآن الكريم ص241.