Search
Close this search box.

محمد الديباج ابن الإمام الصادق(ع)

محمد الديباج ابن الإمام الصادق(ع)

في ذوو النبي وأهل بيته

قرابته بالمعصوم(1)

ابن الإمام الصادق، وحفيد الإمام الباقر، وأخو الإمام الكاظم، وعمّ الإمام الرضا(عليهم السلام).
اسمه وكنيته ونسبه

أبو جعفر محمّد بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر(عليهما السلام) المعروف بالديباج.
أُمّه

جارية اسمها حَميدة بنت صائد البربرية المغربية المعروفة بحميدة المصفّاة.
ولادته

لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه كان من أعلام القرن الثاني الهجري، ومن المحتمل أنّه ولد في المدينة المنوّرة باعتباره مدنيّاً.
من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ شُجَاعاً سَخِيّاً، وَكَانَ يَصُومُ يَوْماً، وَيُفْطِرُ يَوْماً، وَيَرَى رَأْيَ الزَّيْدِيَّةِ فِي الخُرُوجِ بِالسَّيْفِ.

وَرُوِيَ عَنْ زَوْجَتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا مُحَمَّدٌ يَوْماً قَطُّ فِي ثَوْبٍ فَرَجَعَ حَتَّى يَكْسُوَهُ، وَكَانَ يَذْبَحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَبْشاً لِأَضْيَافِهِ»(2).

2ـ قال أبو الفرج الإصفهاني (ت: 356ﻫ): «وكان فاضلاً مقدّماً في أهله»(3).
ثورته على المأمون

قال الشيخ المفيد(قدس سره): «وَخَرَجَ عَلَى المَأْمُونِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ بِمَكَّةَ، وَاتَّبَعَتْهُ الزَّيْدِيَّةُ الْجَارُودِيَّةُ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِ عِيسَى الْجَلُودِيُّ فَفَرَّقَ جَمْعَهُ وَأَخَذَهُ، وَأَنْفَذَهُ إِلَى الْمَأْمُونِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ أَكْرَمَهُ المَأْمُونُ وَأَدْنَى مَجْلِسَهُ مِنْهُ، وَوَصَلَهُ وَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ، فَكَانَ مُقِيماً مَعَهُ بِخُرَاسَانَ يَرْكَبُ إِلَيْهِ فِي مَوْكِبٍ مِنْ بَنِي عَمِّهِ، وَكَانَ الْمَأْمُونُ يَحْتَمِلُ مِنْهُ مَا لَا يَحْتَمِلُهُ السُّلْطَانُ مِنْ رَعِيَّتِهِ»(4).
الإمام الرضا(ع) يردعه ويذمّه

1ـ روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن إسحاق ابن الإمام الكاظم(ع) أنّه قال: «لمَّا خَرَجَ عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بِمَكَّةَ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَدُعِيَ بِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَبُويِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ الرِّضَا(ع) وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَمِّ، لَا تُكَذِّبْ أَبَاكَ وَلَا أَخَاكَ، فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ لَا يَتِمُّ.

ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ إِلَى المَدِينَةِ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلاً حَتَّى أَتَى الْجَلُودِيُّ فَلَقِيَهُ فَهَزَمَهُ، ثُمَّ اسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ، فَلَبِسَ السَّوَادَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَلَعَ نَفْسَهُ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لِلْمَأْمُونِ، وَلَيْسَ لِي فِيهِ حَقٌّ، ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَى خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِجُرْجَان»(5).‏

2ـ روى الشيخ الصدوق(قدس سره) بسنده عن عمير بن يزيد أنّه قال: «كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(ع)، فَذُكِرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(ع)، فَقَالَ: إِنِّي جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا يُظِلَّنِي وَإِيَّاهُ سَقْفُ بَيْتٍ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا يَأْمُرُنَا بِالْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَيَقُولُ هَذَا لِعَمِّهِ! فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: هَذَا مِنَ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ، إِنَّهُ مَتَى يَأْتِينِي وَيَدْخُلُ عَلَيَّ فَيَقُولُ فِيَّ يُصَدِّقُهُ النَّاسُ، وَإِذَا لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ وَلَمْ أَدْخُلْ عَلَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ قَوْلُهُ إِذَا قَالَ»(6).‏
خروج المأمون لتشييعه ودفنه

قال الشيخ المفيد(قدس سره): «فَرَكِبَ المَأْمُونُ لِيَشْهَدَهُ، فَلَقِيَهُمْ وَقَدْ خَرَجُوا بِهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى السَّرِيرِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ، وَمَشَى حَتَّى دَخَلَ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ بَيْنَهُمَا حَتَّى وُضِعَ، فَتَقَدَّمَ وَصَلَّى، ثُمَّ حَمَلَهُ حَتَّى بَلَغَ بِهِ الْقَبْرَ، ثُمَّ دَخَلَ قَبْرَهُ فَلَمْ يَزَلْ فِيهِ حَتَّى بَنَى عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَامَ عَلَى الْقَبْرِ حَتَّى دُفِنَ.

فَقَالَ لَهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ وَدَعَا لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ قَدْ تَعِبْتَ الْيَوْمَ فَلَوْ رَكِبْتَ، فَقَالَ المَأْمُونُ: إِنَّ هَذِهِ رَحِمٌ قُطِعَتْ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ»(7).
زوجته

خديجة بنت عبد الله بن الحسين.
من أولاده

أحمد، إسماعيل، القاسم الشبيه، عبد الله، علي الخارص، موسى، يحيى، فاطمة، كلثوم.
وفاته

تُوفّي بخراسان، وصلّى على جثمانه المأمون العباسي، ودُفن فيها، وقيل: دُفن بجرجان.
ـــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: معجم رجال الحديث 16/ 172 رقم10410، بغية الحائر في أحوال أولاد الإمام الباقر: 108.
2ـ الإرشاد 2/ 211.
3ـ مقاتل الطالبيين: 358.
4ـ الإرشاد 2/ 212.
5ـ عيون أخبار الرضا 2/ 224 ح8.
6ـ المصدر السابق 2/ 221 ح1.
7ـ الإرشاد 2/ 213.

بقلم: محمد أمين نجف

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل