قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَی الْخاشِعِينَ) (سورة البقرة المباركة: آية ٤٥).
الإتكاء على الركن الذي لا ينهدِم، والسبب الذي لا ينفصِم، قوله تعالی: ( وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ(.
1- الاستعانة وهي طلب العون إنما يتم فيما لا يقوی الإنسان عليه وحده من المهمات والنوازل، وإذ لا معين في الحقيقة إلا الله سبحانه فالعون علی المهمات مقاومة الإنسان لها بالثبات والاستقامة والاتصال به تعالی بالانصراف إليه والإقبال عليه بنفسه.
2- الصبر والصلاة هما أحسن سبب علی الاستعانة، فالصبر يصغر كل عظيمة نازلة، و بالإقبال علی الله و الالتجاء إليه تستيقظ روح الإيمان.
3- وتتنبه: أن الإنسان متكٍ علی رُكنٍ لا ينهدم، و سببٍ لا ينفصم.
4- قوله تعالی: (وَ إِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِينَ)، الضمير راجع إلی الصلاة، و أما إرجاعه إلی الاستعانة لتضمن قوله: اسْتَعِينُوا ذلك فينافيه ظاهراً قوله: إِلَّا عَلَی الْخاشِعِينَ، فإن الخشوع لا يلائم الصبر كثير ملائمة.
5- والفرق بين الخشوع والخضوع مع أن في كليهما معنی التذلل والانكسار، أن الخضوع مختص بالجوارح، و الخشوع بالقلب