Search
Close this search box.

تفاصيل تاريخية تثبت وجود الإمام المهدي (ع)

تفاصيل تاريخية تثبت وجود الإمام المهدي (ع)

هذه ناحية واسعة تظافرت عليها أرقام تاريخية كثيرة جداً نصنفها في عدّة نقاط:

1 ـ شهادة الإمام الحسن العسكري (ع) بولادة ابنه الإمام المهدي(ع)

وفي ذلك أحاديث كثيرة نقلها اثبات الشيعة ورواتهم، ننقل منها:

الحديث المروي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن اسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: «قلت لأبي محمد (ع): جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: سَلْ. قلت: يا سيدي هل لك ولد فقال: نعم».

وفي هذا الحديث الكفاية سنداً ودلالة، فهذه كتب الرجال تشهد بجلالة محمد بن يحيى أبي جعفر العطار القمّي الذي لا زال قبره الى الآن معروفاً ومشهوراً يزار، وتشهد لعلو مكانة أحمد بن اسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري أبي علي القمّي، عند الإمام الحسن العسكري (ع)، وتشهد أيضاً لمنزلة داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أبي هاشم الجعفري. ثمّ انظر قلّة الوسائط في إسناد هذا الحديث، الذي يُعبر عن أمثاله بقرب الإسناد الذي يعتبر من الشواهد المؤيدة للحديث.

2 ـ شهادة القابلة

وهي اُخت إمام، وعمة إمام، وبنت إمام، العلوية الطاهرة حكيمة بنت محمد الجواد (ع)، واُخت الإمام الهادي(ع)، وعمة الإمام العسكري (ع)، حيث صرّحت بمشاهدة ولادة الإمام الحجة(ع) ليلة مولده، وهي التي تولّت أمر نرجس والدة الإمام الحجة (ع)، وبإذن من أبيه الحسن العسكري (ع).

3 ـ عشرات الشهادات برؤية الإمام (ع)

وهنا قائمة طويلة من الاسماء، ممن رأى الإمام المهدي واتّصل به وشهد برؤيته إياه، سجلتها المصادر التاريخية وجمعها بعض المصنفين في مصنفات خاصة مثل: «كتاب تبصرة الولي فيمن رأى القائم المهدي» للسيد هاشم البحراني ذكر فيه (79) شخصاً شهد برؤية الإمام(ع) في طفولته أو في غيبته الصغرى، وذكر اسماء المصادر التي اعتمد عليها في ذلك، وأحصى الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي زهاء (304) أشخاص ممن رأى الإمام(ع) وشهد به.(1)

وأحصى الشيخ الصدوق المتوفى سنة ( 381 هـ ) وعهده بغيبة الإمام المهدي(ع) قريب جداً (64) شخصاً شهد برؤية الإمام (ع)وكان كثير منهم وكلاءاً له،(2) وهم من مدن شتى.

فمن وكلاءه:

من أهل اذربيجان: القاسم بن العلاء.

ومن الأهواز: محمد بن إبراهيم بن مهزيار.

ومن بغداد: حاجز البلالي، وعثمان بن سعيد العمري، ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري، والعطار.

ومن الكوفة: العاصمي.

ومن قم: أحمد بن إسحاق.

ومن نيسابور: محمد بن شاذان.

ومن همدان: البسامي، ومحمد بن أبي عبدالله الكوفي الأسدي، ومحمد بن صالح.

أمّا من رآه (ع) من غير الوكلاء، منهم:

من أهل اصفهان: ابن باشاذاله.

ومن الأهواز: الحصيني.

ومن بغداد: أحمد بن الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نوبخت، وأبو عبدالله الخيبري، وأبو عبدالله بن فروخ، وأبو عبدالله الكندي، وأبو القاسم بن أبي حليس، وأبو القاسم بن دبيس، ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن(ع)، والنيلي، وهارون الفزاري.

ومن الدينور: أحمد ابن أخي الحسن بن هارون، وعمه الحسن بن هارون.

ومن الري: أبو جعفر الرفّاء، وعليّ بن محمد، والقاسم بن موسى، وابن القاسم بن موسى، وأبو محمد بن هارون، ومحمد بن محمد الكليني.

ومن قزوين: عليّ بن أحمد، ومرداس.

ومن قم: الحسن بن النضر، والحسين بن يعقوب، وعليّ بن محمد بن إسحاق، ومحمد ابن إسحاق، ومحمد بن محمد.

ومن مصر: أبو رجاء.

ومن نصيبين: أبو محمد بن الوجناء النصيبي.

ومن همدان: جعفر بن حمدان، ومحمد بن كشمرد، ومحمد بن هارون.

ومن اليمن: ابن الأعجمي، والجعفري، والحسن بن الفضل بن يزيد، وأبوه الفضل بن يزيد، والشمشاطي.

كما ذكر أيضاً من رآه من أهل شهرزور، والصيمرة، وفارس، وقابس ومرو.

ولم يكن المعتمد العباسي وحده قد عرف هذه الحقيقة، وإنّما عرفها من كان قبله كالمعتز، والمهتدي، ولهذا كان الإمام الحسن العسكري(ع) حريصاً على أن لا ينتشر خبر ولادة الإمام المهدي إلاّ بين أفراد منتخبين من شيعته ومواليه.

لقد كان تصرُّف السلطة كاشفاً عن أنّها وسائر الناس قد أدركوا تماماً أنّ حديث جابر بن سمرة لا ينطبق عليهم ولا على من سبقهم من الاُمويين، وإنّما مصداقه الوحيد هم أهل بيت النبوّة، ومهبط الوحي والتنزيل.

وإلاّ فأيّ خطر يهدد كيانهم في طفل لم يتجاوز خمس سنين؟! لو لم يعتقدوا أنّه هو المهدي المنتظر الذي تحدثت عنه الأحاديث المتواترة.

يقول أحد الباحثين: ولو لم يكن مولوداً حقاً فما معنى حبس الجواري وبث القابلات لتفتيش من بهنّ حمل، ومراقبتهنّ مدة لا تصدّق، إذ بقيت إحداهنّ تحت المراقبة لمدة سنتين! كلّ هذا مع مطاردة أصحاب الإمام العسكري(ع) والتشنيع عليهم، مع بث العيون للتجسّس عن خبر المهدي (ع)، وكبس داره بين حين وآخر.

ثم ما بال السلطة لم تقتنع بما زعمه جعفر من أنّ أخاه (ع) مات ولم يخلّف؟

أما كان بوسعها أن تعطيه حقّه من الميراث وينتهي كلّ شيء من غير هذا التصرُّف الأحمق الذي يدلّ على ذعرها وخوفها من ابن الحسن (عج)؟!

نعم، قد يقال بأنّ حرص السلطة على إعطاء كل ذي حقٍّ حقه هو الذي دفعها الى التحري عن وجود فنقول: ليس من شأن السلطة الحاكمة آنذاك أن تتحرّى عن هذا الأمر بمثل هذا التصرُّف المريب، بل كان على الخليفة العباسي أن يحيل دعوى جعفر الكذاب الى أحد القضاة، لا سيّما وأنّ القضية من قضايا الميراث التي يحصل مثلها كلّ يوم مرات، وعندها سيكون بوسع القاضي أن يفتح محضراً تحقيقياً، فيستدعي مثلاً عمة الإمام الحسن العسكري (ع)، واُمه، وجواري الإمام، والمقربين الى الإمام الحسن العسكري من بني هاشم، ثمّ يستمع الى أقوالهم، ويثبت شهاداتهم، ثمّ ينهي كل شيء، ولكن وصول هذه القضية الى أعلى رجل في السلطة، وبهذه السرعة ولمّا يدفن الإمام الحسن العسكري (ع)، وخروج القضية عن دائرة القضاء مع أ نّها من اختصاصاته، ومن ثم تصرف السلطة الغاشمة على نحو ما مرّ، كل ذلك يقطع بأنّ السلطة كانت على يقين بأن المهدي الموعود هو الحلقة الأخيرة من حلقات السلسلة المطهّرة التي لا يمكن أن تنقطع بموت الإمام الحادي عشر (ع)، خصوصاً بعد أن تواتر لدى الجميع قوله (ص): «وإنّهما ـ أي: الكتاب، والعترة ـ لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» ومعنى عدم ولادة المهدي(ع)، أو عدم استمرار وجوده، انقراض العترة، وهذا ما لا يقوله أحد ممّن تسمى (بإمرة المؤمنين) من العباسيين; لأنّه تكذيب لنبيّنا الأعظم (ص)، بل لا يقوله أحد من المسلمين إلاّ من هان عليه أمر هذا التكذيب، أو من خدع نفسه بتأويل حديث الثقلين وصرف دلالته الى ما لم يأت به سلطان مبين».

الهوامش:

1 ـ من هو المهدي/ أبو طالب تجليل التبريزي: 460 ـ 506.

2 ـ كمال الدين: 2 / 442 باب 43، وبحار الأنوار: 52 / 30 باب 26.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل