قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (سورة التغابن المباركة، آية 17).
الله سبحانه يستقرضنا
“كم هو رائع هذا التعبير الذي تكرر مرات عديدة في القرآن الكريم، فاللّٰه الخالق الواهب للنعم الذي له كل شيء، يستقرض منا ثم يعِدنا بأنه سيعوضنا أضعاف ذلك، إنه لطف ما بعده لطف!
وغير بعيد أن يكون ذلك إشارة إلى أهمية الإنفاق من جهة، وإلى اللطف اللامحدود لله تعالى الذي يغمر به عباده من جهة أخرى.
(القرض) في الأصل بمعنى القطع، ولأنها اقترنت بكلمة (حسن) فإنها تعني فصل المال عن النفس وإنفاقه في الخير.
(يُضَاعِفْهُ) تشتمل على عدة أضعاف وليس ضعفًا واحدًا، كما جاء في سورة البقرة آية [161] .
وعبارة {يَغْفِرْ لَكُمْ} للإشارة إلى أن الإنفاق أحد عوامل غفران الذنوب.
{شَكُورٌ} هو أحد صفات اللّٰه تعالى الذي يشكر عباده بمجازاتهم أفضل الجزاء وأجزل الجزاء.
وكونه {حَلِيمٌ} أي: يغفر الذنوب ولا يتعجل العقوبة”.
المصدر/ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل