وجوب مراقبة المنتجات الثقافية والحؤول دون المضر منها
ضرورة مراقبة المنتجات الثقافية
إن أهمية المنتجات الثقافية لا تقلّ عن البضائع الاستهلاكية الجسدية، بل هي أهم منها. وعلى سبيل المثال، يكرّرون التحذير من أكل رقائق البطاطس المقلية لضررها، ولكن كم هو ضررها، وما هو هذا الضرر، وما هي نسبته، وكم بالمئة من الناس يتضررون به؟ هذا ما يكرّرونه دوماً، ولكن لا أحد يجرؤ على التحذير من ضرر الفيلم الفلاني، أو الكتاب الفلاني، أو اللعبة الكمبيوترية الفلانية، وأمثال ذلك، لئلّا يُتهم بالوقوف أمام حرية المعلومات وحرية تداولها. صدّقوا أن أولئك الذين يُعتبرون هم الأساس في هذه الأمور، يتشدّدون أكثر منا في هذه القضايا. فإن أكثر مناطق العالم حرية في تداول المعلومات، افرضوا مثلًا: الدول الغربية ومنها أمريكا، ومع هذا فإن الأخبار الدقيقة والواضحة التي تصل من أمريكا في السيطرة على معلومات الأشخاص وتوجيه الأصابع إلى الأمور التي يتحسّس منها النظام، تثير تعجّب الإنسان حقاً؛ ونحن لم ولا نمارس هذا الضبط على المعلومات بمقدار عُشر ما هم يمارسونه. ورغم هذا، بمجرّد أن يُمنع بث فيلم هنا أو يتم تحديد أو إغلاق إحدى الشبكات الكمبيوترية، يعلو ضجيجهم وصراخهم، ونحن أيضاً نصدّق بأننا حقاً قد أخطأنا!
كلا، أيها السيد، يجب مراقبة هذه الأمور. إن واجبنا هو إنتاج الإصدارات الثقافية المفيدة النافعة، والحؤول دون المنتجات الثقافية المضرة. وإني أشعر بنوع من التسيّب واللامبالاة في هذا المجال، وهذا ما يجب عليكم أنتم أن تأخذوه بنظر الاعتبار، وأن تولوه الأهمية اللازمة.
* من كلمة الإمام الخامنئي لدی لقائه رئيس وأعضاء مجلس الشوری الإسلامي بمناسبة بدء أعمال الدورة العاشرة لمجلس الشورى الإسلامي ــ ٠٥/٠٦/٢٠١٦ .