قال الله العظيم في محكم كتابه الكريم: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (سورة غافر المباركة، آية:44)
بين (معرفة) الله تعالى و (تفويض) الامر اليه مسيرة فيها كل مراحل تكامل الانسان، ونقطة البداية هي أن يتعلم الانسان (أدب العبودية) وبدونه لا يمكن أن يتقدم على هذا الطريق اللاحب الطويل.
والمرحلة الأخيرة هي التفويض وهو أن يذوب الانسان في إرادة الله. واكبر عائق أمام هذه المسيرة التكاملية هو صنم « الذات » و « الأنا » ، وإذا تم للعبد افناء (الأنا) فقد وقع بالكامل في امتداد إرادة الله العزيز القهّار.
والغاء الانا ليس تعطيلا للارادة وإنما هو ارتفاع الانسان الى مستوى تسديد الله سبحانه لارادة هذا الانسان، وبين المعرفة والتفويض مراحل تكاملية متوسطة تشدّ العبد بالله تعالى بوثاق الحبّ والهيام والوجد.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): « أول العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض الأمر إليه » .
من كتاب
تأملات في السلوك والعرفان للشيخ محمد مهدي الاصفي (رض).