ضرورة البحث عن الدين
إنّ علم “معرفة الله” هو من أعظم العلوم شرفاً وأكثرها قيمة، بل إن التكامل الحقيقي للإنسان لا يتيسر من دون المعرفة الإلهية؛ لأن الكمال الحقيقي للإنسان يتحقق في ظل القرب لله تعالى، ومن البديهي أنّه لا يمكن القرب إلى الله تعالى من دون معرفته، ومن هنا طرح التساؤل حول ضرورة البحث عن الدين، واستدل على وجوب معرفة الله تعالى بعدة أدلة نذكر فيما يلي أهمها.
• الدليل الأوّل: الدوافع الفطرية
قد يتساءل البعض عن الدافع الذي يدعو للبحث عن وجود الله تعالى، وإذا أدركنا مدى التأثير الإيجابي الذي يتركه الإيمان بالله على حياة الإنسان وسلوكه، والفرق الكبير بينه وبين سلوك الذين لا يؤمنون بالله، لم يعد لهذا التساؤل من مبرّر، ومع ذلك فإنّ الدوافع الفطرية في الإنسان تدعو بوضوح للبحث عن الدين،وتتجلّى هذه الدوافع بعدّة أشكال، وهي:
الدافع الأوّل: غريزة حب الاستطلاع
من الخصائص النفسية للإنسان، وجود الدافع الفطري والغريزي لديه لمعرفة الحقائق، والإطلاع على الواقعيات، وهو المعبّر عنه “بحبّ الاستطلاع” الذي يدفع الإنسان إلى التفكير والتأمل وطرح التساؤلات في محاولة البحث عن الحقائق بما فيها الدين الحقّ.
ومن هذه التساؤلات: هل هناك وجود لموجود غير محسوس وغير ماديّ (الغيب)؟ وإذا كان له وجود فهل هناك علاقة بين عالم الغيب والعالم المادي المحسوس؟ وإذا كانت هناك علاقة، فهل هناك موجود غير محسوس خالق للعالم المادي؟ هل ينحصر وجود الإنسان بهذا البدن المادي؟ وهل تتحدّد حياته بهذه الحياة الدنيوية؟ أم هناك حياة أخرى؟ وإذا كانت هناك حياة أخرى، فهل هناك علاقة وارتباط بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة؟ وإذا وجدت العلاقة، فما هي الظواهر الدنيوية التي لها تأثير في الأمور الأخروية؟ وما هو السبيل لمعرفة النظام الأكمل للحياة؛ النظام الذي يكفل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؟ وما هي طبيعة هذا النظام؟.
إذن فغريزة حبّ الاستطلاع تمثّل الدافع الأوّل الذي يدفع الإنسان للبحث عن إجابات لهذه الأسئلة وغيرها من المسائل الدينية، ومعرفة الدين الحق.
الدافع الثاني: غريزة البحث عن المنفعة والأمن من الضرر
ممّا يشدّد من رغبة الإنسان في معرفة الحقائق، أن إرضاء الحاجات الطبيعية وإشباع الدوافع الفطرية لديه لا يتحقّق إلا من خلال الإلمام ببعض المعارف الخاصة التي تجلب له النفع وتدفع عنه الضرر. فإذا أمكن للمعارف الدينية خاصة أن تساعد الإنسان على إشباع حاجاته، وتوفير المنافع التي ينشدها، والأمن المضار والأخطار التي تتهدّده، فسيكون الدين من المجالات التي ينشدها الإنسان بفطرته، وبذلك تكون غريزة البحث عن المنفعة والأمن من الضرر والخطر دافعا آخر للبحث عن الدين.
ومن هنا نحتاج إلى إثبات أهميّة البحث عن الدين ولو بنحو الإشارة، وبيان كيف أن المسائل الدينية تحظى بأهمية خاصة على مستوى حياة الإنسان ومصيره الأخروي، وأن البحث عن أي موضوع آخر لا يملك القيمة والأهمية التي يملكها البحث عن المواضيع الدينية.
وعلى ضوء ذلك نقول: حين يعلم شخص ما بوجود أفراد على امتداد التاريخ ادّعوا بأنهم مبعوثون من قِبل خالق الكون لهداية البشر لما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وقد بذلوا أقصى جهودهم في سبيل إبلاغ رسالاتهم، وهداية البشرية، وتحمّلوا كل ألوان المتاعب والتحدّيات، بل ضحّوا بأرواحهم في سبيل هذا الهدف، فإن هذا الشخص وبتأثير من الدافع الفطري فيه الذي يدعوه لجلب المنفعة ودفع الضرر، يتحرّك للبحث عن الدين ليرى مدى صحة دعوى الأنبياء، وهل يمتلكون الأدلة المنطقية الكافية على صحّة دعاواهم، وخاصّة حين يعلم بأنّ دعوتهم ورسالتهم تتضمّن البشرى بالسعادة والنعمة الخالدة، والإنذار بالشقاء والعذاب الأبدي، أي أن الإيمان بدعوتهم يتضمّن المنافع المحتملة اللانهائية، وأن عصيانهم تتعقّبه الأضرار والأخطار المحتملة اللانهائية، فلا يبقى أي مبرّر لمثل هذا الشخص في عدم الاهتمام بالدين، وفي اتّخاذ موقف اللامبالاة والتغافل عن محاولة البحث عن الدين.
ولهذا اعتبر القرآن الكريم أمثال هؤلاء الغافلين غير المبالين أضلّ من الأنعام ﴿أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾(الأعراف:179)، وفي آية أخرى يقول ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾(الأنفال:22).
شبهة وجوابها
قد يدعي البعض بأن الدافع للبحث عن شيء ما إنما يكون محرّكاً وفاعلاً فيما إذا كان إحتمال الوصول إلى نتيجة قوياً وعالياً، أما وإن احتمال الوصول إلى نتيجة في البحث عن الدين ضعيف جداً فلا يكون مثل هذا الاحتمال محركاً ولا يعبأ به أو يلتفت إليه، وعليه فمن الأفضل بذل الجهد في البحث عن مسائل تكون درجة الاحتمال فيها قوية ومؤثرة كما هو الحال في المسائل العلمية المعتمدة على التجربة.
والجواب: يقع من جهتين:
الجهة الأولى: إن الأمل في معالجة المسائل الدينية وإحتمالها ليس ضعيفاً كما توهم، بل إن الأمل فيها ليس بأقل من المسائل التجريبية، خاصة وأن بعض المسائل العلمية التجريبية تحتاج إلى سنوات من الجهود المضنية والأمل فيها ضعيف جداً، ومع ذلك تبذل الجهود دون تردد ولا ملل، وهذا يفتح الباب للجهة الثانية من الجواب.
الجهة الثانية: إن الدافع والمحرك للبحث لا يعتمد فقط على درجة الإحتمال قوة وضعفاً فقط، بل لا بد من مراعاة درجة المحتمل أيضاً، وذلك لأن المحتمل يزود الإحتمال بقوة الدفع والتحريك باتجاه البحث، وهذا ما تجده في كثير من المسائل والقضايا، فلو احتملت قوياً 80% مثلاً أنك أضعت مبلغاً بسيطاً من المال لا يعتدّ به أثناء سيرك ليلاً، فإنك لن تبحث عنه، وما ذلك إلا لضعف المحتمل مع أن الإحتمال كان قوياً وكبيراً، بخلاف ما لو احتملت 20% أنك فقدت مبلغاً كبيراً من المال أثناء سيرك ليلاً، ففي مثل هذه الحال ستجد في نفسك دافعاً قوياً للبحث عنه وستبدأ بالبحث مباشرة، وما ذلك إلا لأن المحتمل كان قوياً وكبيراً مهما كانت درجة الإحتمال ضعيفة وبسيطة.
والمحصل: إن لكلٍ من الإحتمال والمحتمل دوره في التحريك والدفع نحو البحث، وقصر النظر على قيمة الإحتمال مخالف للعقل والعقلاء.
وبما أن المنفعة المحتملة المترتبة على البحث عن الدين لا حدّ لها وهي كبيرة وقوية جداً بحيث تكفي لدفع الإنسان وتحريكه للبحث عنها فيجب على العامل في مثل هذه الحال أن يبحث عن مسائل الدين ويبذل الجهد في سبيل تحصيلها لأهميتها التي تفوق بدرجات قيمة المحتمل في أي مسألة علمية تجريبية. هذا كله لو سلمنا أن درجة الاحتمال ضعيفة، فكيف لو كان هذا الاحتمال قوياً.
الدافع الثالث: فطرية الشعور الديني نفسه
إن بعض علماء النفس واستناداً إلى شواهد التاريخ وعلم الآثار يقرّون بأن لعبادة الله والتديّن دافعاً فطرياً مستقلاً في الإنسان مصدره الشعور الديني، ويعتبرون حسّ التديّن هذا بعداً رابعاً للروح الإنسانية بالإضافة إلى حب الاستطلاع، والشعور بالخير، والشعور بالجمال. ومن هنا يرون أن التديّن وعبادة الله ظاهرة ثابتة بشكل من الأشكال في كل الأجيال البشرية على إمتداد التاريخ، وهذا الثبات الدائم لهذه الظاهرة دليل على فطريتها.
ولكن لا يلزم من القول بشمولية الدافع الفطري أن يوجد دائماً بشكل حي ويقظ في الأفراد، بحيث يدفع الإنسان شعوريّاً لأهدافه المنشودة، بل من الممكن أن يختفي هذا الشعور الفطري في أعماق الفرد نتيجة لعوامل المحيط والتربية غير السليمة، كما قد تنحرف الميول والغرائز عن مسارها الطبيعي للسبب نفسه. وعلى ضوء ذلك فإن للبحث عن الدين دافعه الفطري المستقل ولا نحتاج لإثبات ضرورته إلى دليل.
الدافع الرابع: لزوم شكر المنعم
وهذا الدافع هو من الدوافع العقلية الفطرية، وهو أنّ النعم التي تواكب الحياة الإنسانية والتي لا يسع أحد إنكارها هي من الكثرة بحيث لا تبلغ حدّ الإحصاء، ومن جانب آخر فإن العقل الفطري يحكم بلزوم شكر المنعم على نعمه ﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُُ﴾(الرحمن:60)، ولا يتحقق شكر المنعم الحقيقي وهو الله تعالى إلا بمعرفته، ولا تتحقق المعرفة إلا بالبحث عنه والإستدلال على وجوده تعالى.
• الدليل الثاني: الشرط المقوّم للحياة
وهذا الدليل على ضرورة البحث عن الدين، والسعي لمعرفة الدين الحق، ينبع من الفطرة الإنسانية أيضا وهو في الحقيقة عبارة عن صياغة فنيّة دقيقة للدليل الفطري. ومفاده هو أن كل إنسان لو لم يبحث عن الدين، ولم يحصل له العلم والمعرفة بالله تعالى، فإنه لن يصل إلى كماله الإنساني المطلوب، بل لا يمكن أن يعدّ إنسانا على الحقيقة. وإثبات هذه الحقيقة يعتمد على ثلاث مقدمات:
1- الإنسان موجود باحث عن الكمال بفطرته.
2- الكمال الإنساني إنما يتحقّق في ظل الأفعال الاختيارية المنبثقة من حكم العقل.
3- الأحكام العملية للعقل إنما تتكوّن على ضوء معرفة مبدأ الوجود (التوحيد)، ومصير الحياة (المعاد)، والسبيل الذي يكفل الحصول على النظام الذي يوفر السعادة (النبوة)، أي معرفة الوجود، ومعرفة الإنسان، ومعرفة السبيل.
أولاً: الإنسان باحث عن الكمال
لو تأمل كل واحد منا في دوافعه الداخلية، وميوله النفسية، للاحظ أن الدافع الأساسي للكثير منها هو الرغبة في الكمال، ولن نجد إنساناً يرغب في النقص في وجوده، ولهذا يسعى جاهداً وبحسب وسعه لإزالة كل النقائص والعيوب عن نفسه، ليبلغ كماله المنشود، وقبل إزالتها يحاول إخفاءها عن الآخرين. وإذا وقع هذا الدافع الفطري في مساره السليم فسيؤدي إلى رقيّه وتكامله المادي والمعنوي، ولكن لو وقع في مسار منحرف نتيجةً لبعض العوامل والظروف، فإنه سيؤدي إلى الكثير من العواقب السيئة كالاستعلاء والتكبّر والرياء والتهالك على السمعة والظهور.. إذن فالرغبة في الكمال عامل فطري قويّ كامن في عمق الروح الإنسانية.
ثانياً: كمال الإنسان في إطاعة العقل
إنّ عملية النمو والتكامل في النباتات تحصل بصورة حتمية، وتخضع لتوفر العوامل والظروف الخارجية الملائمة، فلا تنمو الشجرة بإرادتها، ولا تثمر الثمرة التي تختارها، ذلك لأن النبات لا يملك الشعور الإرادة. أما الحيوانات فيمكن أن يكون لها نصيب من الإرادة والاختيار في تكاملها، ولكنها إرادة منبثقة من الغرائز الحيوانية التي يتحدّد عملها ونشاطها في حدود تلبية الحاجات الطبيعية المحدودة.
أما الإنسان فبالإضافة إلى ما يملكه من الخصائص النباتية والحيوانية إلاّ أنه يختص بميزتين روحيتين: فهو من جهة لا تتحدّد رغباته الفطرية بحدود الحاجات الطبيعية، ومن جهة أخرى يملك قوة العقل، حيث يمكنه من خلالها أن يوسّع في معارفه إلى ما لا نهاية، وبسبب هاتين الميّزتين تتجاوز إرادته حدود الطبيعة الضيّقة، وتتجه بإتجاه اللانهاية.
وكما أن الكمالات المختصّة بالنبات إنما تنشأ بواسطة القوى النباتية المعيّنة، والكمالات الحيوانية إنما تحصل من إرادتها المنبثقة من الغرائز والإدراكات الحسيّة، فكذلك الكمالات المختصّة بالإنسان التي تتمثّل في الواقع بكمالاته الروحية، إنما يتوصّل إليها من خلال إرادته الشعورية وعلى ضوء توجيهات العقل وإرشاداته، العقل الذي يتعرّف على مختلف الإتجاهات والمستويات المطلوبة، وحينما تتصادم وتتزاحم فإنه يختار الأفضل منها.
وعليه، فإن إنسانية الفعل إنما تتحقّق بالإرادة المنبثقة من الميول والرغبات التي يختص بها الإنسان، وعلى ضوء هداية العقل وتوجيهه، وأما الفعل الذي يصدر من دافع حيواني محض، فهو عمل حيواني، كما أن الحركة التي تنشأ من القوى الميكانيكية البحتة للبدن، هي حركة فيزيائية.
ثالثاً: الأحكام العملية للعقل تحتاج إلى الأسس النظرية
إن الفعل الإختياري هو وسيلة الإنسان التي يتوصّل من خلالها إلى الهدف المنشود، وبالتالي يخضع في قيمته لدرجة الهدف الذي ينشده، ولمدى تأثيره في تكامل الروح، كما أن الفعل الإختياري لو أدّى إلى فقدان كمال روحي فستكون له قيمة سلبيّة معكوسة.
إذن فالعقل إنما يمكنه الحكم على الأفعال الاختياريّة وتقويمها، فيما لو كان مطّلعا على كمالات الإنسان ومستوياتها، وكان عالما بواقع الإنسان، وبأبعاد حياته، والكمال الذي يمكن له بلوغه.
ومن هنا فالتوصّل إلى النظام الخلقي والقيمي الحاكم على الأفعال الإختيارية لا يتمّ إلا برؤية صحيحة شاملة للكون والحياة، وعلاج مسائلها ومواضيعها، وإذا لم يعالج هذه المسائل، فلا يمكنه الحكم اليقيني بقيمة الأفعال، كما أنه لو لم يعرف الهدف، فلا يمكنه أن يحدّد المسار الذي يؤدي إلى هذا الهدف، إذن فهذه المعارف النظرية التي تشكّل المسائل الرئيسية للرؤية الكونية، هي في واقعها الأساس للنظام الخلقي والأحكام العملية للعقل.
النتيجة
على ضوء هذه المقدمات يمكن لنا أن نثبت ضرورة السعي والبحث عن الدين، ففي الإنسان يوجد نزوع فطري إلى كماله، ويستهدف من خلال ممارسته لبعض الأفعال التوصّل إلى كماله الحقيقي، ومن أجل التعرّف على الممارسات التي توصله إلى هدفه المنشود، لا بد له أن يعرف أوّلاً كماله النهائي، ومعرفته إنما تتمّ فيما لو تعرّف على حقيقة وجوده، وبدايته ونهايته، ثم عليه أن يحدّد العلاقة الإيجابية أو السّلبيّة بين أفعاله المختلفة والمراحل والمستويات المختلفة لكماله، حتى يتمكّن من الوصول إلى المسار الصحيح المؤدّي إلى كماله الإنساني، وإذا لم يتوصّل إلى هذه المعارف النظرية فلا يمكنه أن يتقبّل نظاماً عملياً صحيحاً.
إذن، فمن الضروري البحث والسعي لمعرفة الدين الحق، وإلا فإنه لا يمكنه التوصّل إلى الكمال الإنساني، والأفعال التي تنبثق من مثل هذه القيم والمعارف لن تكون أفعالاً إنسانية، وأولئك الذين عرفوه ولكن كفروا به وانحرفوا عنه عناداً وخضعوا تماماً لنزواتهم ورغباتهم الحيوانية، والملذّات المادية العابرة، لم يرتقوا إلى مستوى الإنسانية في واقعهم كما يقول القرآن الكريم: ﴿يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَام﴾(محمد:12)، وبما أنهم أضاعوا الاستعدادات الإنسانية فسوف يكون جزاؤهم رهيبا وعسيرا، لما أضاعوه من طاقات ومواهب إنسانية زاخرة ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُون﴾(الحجر:3)
*دروس في العقيدة الاسلامية . إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية ،ط1،ص 13-22