قصيدة في ذكرى الميلاد الأغر للإمام «محمد بن علي الباقر» عليه السلام والذي كان يلقَّبُ بالشبيه لشبهِهِ من جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خَلقاً وخُلُقاً .
فَخْرَاً اَزُفُّ مِنَ البيانِ الزاهرِ **** كَلِماتِ وُدٍّ لِلإمامِ الباقرِ
في يَومِ مَولِدهِ الغزيرِ مَباهِجاً **** للسائِرينَ إلى السَبيلٍ الظافِرِ
للطالبينَ عُلُومَ آلِ محمدٍ **** والراغبينَ الى العليِّ القادرِ
أهلاً بميلادٍ يُؤَسِسُ مَنهجَاً **** في كُلِّ علمٍ بالدليلِ الحاضِرِ
ويكونُ نبراسَ الهِدايةِ مُفرِزَاً **** صِدْقَاً تميَّزَ عن سقِيمٍ خاسِرِ
دِرْعُ العقيدةِ في نظامِ نِكايةٍ **** بالدِّينِ عبرَ مُنافقٍ ومُخاتِرِ
ومُبدِّدُ المُتَقوِّلِينَ على النُّهى **** وعلىَ الشريعةِ بانتهاكٍ سافرِ
فهوَ ابنُ طه والوصيِّ وفاطمٍ **** ووَليدُ زينِ العابدينَ الطاهرِ
وفَمُ الحقيقةِ إنْ أرَدْتَ حقيقةً **** وصدىَ الزمانِ لثَورةِ المُتَصابِرِ
وأمينُ دِينِ اللهِ يَنطِقُ صادِقاً **** ووريثُ أحمدَ كابِراً عَنْ كابِرِ
وشهيدُ ملحمةِ المآثِرِ مَرَّةً **** في كربلاءَ ومرَّةً بتآمُرِ
وحدِيثُ عاشُوراءَ صوتاً خالداً **** وأَخُو الشهيدِ البَرِّ زيدِ الثائرِ
هوَ خامِسُ الأطهارِ ذُخْرُ نُبُوَّةٍ **** سَمَّاهُ أحمدُ في الحديثِ لجابرِ
مَنْ مِثلُهُ نَسَباً ومَجداً عالِياً **** جَدَّينِ جادا بالربيعِ الناضِرِ
وأَبٌ هو السجَّادُ آيةُ رحمةٍ **** وابنُ الحسينِ أبي الفداءِ الباهرِ
والاُمُّ جَوهَرةُ الإمامِ المُجتبى **** وكريمَةٌ هي بنتُ جُودٍ زاخِرِ
فَ(مُحمدُ بنُ عليِّ) كنزُ إمامةٍ **** أعطى بهِ {الحَسَنانِ} نَسْلَ أَكابِرِ
بَقرَ العلومَ على اقتدارٍ كامِلٍ **** وأزاحَ أوهاماً بِعقلٍ نائِرِ
مَحَقَ الطغاةَ بَني اُميَّةَ زُمرةً **** أَلقَوا بِدين اللهِ فتنةَ ناكرِ
قومٌ أشاعُوا كُلَّ شكٍّ باطِلٍ **** ليَدومَ سلطانُ الطَّليقِ الجائرِ
لولا صُمُودُ مَحمدٍ ونفيرُهُ **** وعلُومٌ انتصرَتْ لدينِ الغافِرِ
لأعادَ أهلُ الجاهليةِ “لاتَهُمْ” **** وغزا ديارَ الوَحي دينُ الكافرِ
قد كنتَ يا مولايَ هبَّةَ صادقٍ **** ودليلَ إيمانٍ ونهضةَ ثائرِ
وحليفَ ذِكْرِ اللهِ تطلُبُ وَجهَهُ **** ومُديمَ نهجٍ خَيِّرٍ مُتَواتِرِ
ورَفدْتَ مِعواناً بُطولةَ ماجدٍ **** ومجاهِدٍ يَمضي لفجرٍ زاهرِ
كلَّتْ حُروفيَ عن مديحِكَ قائدّاً **** فلأنتَ يا مَولايَ فخرُ الناظِر
طوبى لكلِّ مُثابرٍ مُستَبصِرٍ **** ميلادُكَ الآتي بِطُهْرٍ غامِرِ
___
بقلم : حميد حلمي زادة