نقدم مجموعة قصائد ومقاطع شعرية في ذكرى وليد الكعبة (عليه السلام):
(القصيدة الاولى)
أيها المرتضى المبجّلُ شأناً
—————————–
كَلَّ حرفي وقبلُ كلَّ لساني
عن مديحٍ يصوغُ حُلْوَ المعاني
في إمامٍ سمَا بكلِّ ائتلاقٍ
فتجلَّى على امتدادِ الزمانِ
واستُهيمتْ بهِ القلوبُ حبيباً
دامَ مستأثِراً بأعظمَ شانِ
وتعاطى حروفَهُ كلُّ فِكرٍ
دانَ للعلم والنهى والبيانِ
وتمنّى عبيرَهُ كلُّ حُرٍّ
يستقي مِن نقائهِ بامتنانِ
إنّه كوكبُ الخُلُودِ انتصاراً
لعذاباتِنا وغوثُ المُعاني
وهو اُعجُوبةُ الإلهِ فداءً
مستخفّاً بزمرةِ الشيطانِ
إيهِ يا أحرُفي أبيني هياماً
بإمامٍ يُجلُّهُ الثّقَلانِ
طِبتُ عهداً بهِ مُذ كنتُ غَضّاً
أحتسي مِنْ هَواهُ كأسَ الجِنانِ
سيدي الفذُّ أنتَ أعظَمُ قدراً
مِن قصيدي وما يَخُطُّ بَناني
يا إمامَ التقاةِ جئتُكَ أسعى
باشتياقٍ إلى مَعينِ الجَنانِ
يا قسيمَ الجِنانِ والنارِ طُرّاً
يا وليداً بكعبةِ الرّحمنِ
جُدْ على عَبدِك المُحبِّ بِوَصْلٍ
عَلويٍّ يضُوعُ بالريحانِ
فأنا المغرمُ الوَصيلُ انتهالاً
مِن غديرٍ سخا بأغلى الجُمانِ
يا ابنَ عمِّ الهادي كفاكَ اغتباطاً
أنَّ منكَ إنطلاقةَ الإنسانِ
أيها المُرتضى المبجّلُ شأناً
إنّ ذكراكَ مَبلَغٌ للأماني
نعُمَتْ أعيُنٌ رأتكَ اصطِحاباً
واستنارتْ بقِبلةِ الإيمانِ
ذا عليٌّ ميلادُهُ جاءَ بِشراً
وهو منهاجُ عزةٍ وتفانِ
كعبةَ اللهِ هلِّلي من بعيدٍ
يومَ جاءَ الوليدُ بِاستيقانِ
صلواتُ الإلهِ تغشاهُ طُهراً
ذابَ في اللهِ فارتقى بالمكانِ
……………………………
(القصيدة الثانية)
وليد الكعبة وإمام المتقين
—————————–
أهلاً بميلادِ الفَتى المَحمودِ
في كعبةٍ ثُنِيَتْ لِخَيرِ وليدِ
هو ذا الوَصيُّ الفذُّ جاءَ مُهَلِّلاً
في قلبِ بَيتٍ طابَ بالصِنديدِ
كانتْ ولادتُهُ تُجلجِلُ آيةً
وعلامَةً مِنْ ربِّنا المَعبُودِ
أكرِمْ بهِ سنَدَاً لدينِ محمدٍ
ومَعينَ تضحيةٍ وخيرَ عَضيدِ
وَلَوالِدَاهُ هما الأصالةُ مَنبَتاً
وكَفالةٌ تدعو الى التمجيدِ
فأبوهُ شيخُ الذائِدين مُدافِعاً
عن دَعوةِ الهادي إلى التوحيد
والاُمُّ راشِدةٌ أطاعَتْ ربَّها
قَبْلَ الرسالةِ زوجةً لرشيدِ
طافتَ ببَيتِ اللهَ تُكْبِرُ قدْرَهُ
رَبَّاً حَباها بالعَطا المَمدُودِ
فانشقَّ رُكنٌ قد تصدَّعَ سالماً
وأتى المخاضُ هناكَ بالمَوعُودِ
في مَعْلَمِ التوحيدِ صاحَ وليدُها
لبيكَ ربَّ العرشِ أنتَ مُعِيدِي
أعظَمْتُ طلعتَهُ البهيّةَ ساجِداً
للهِ في وَلَهٍ سُجُودَ مجيدِ
هو ذا الوَصِيُّ البَّرُ دامَ بَنَسلِهِ
نسْلُ النَبيِّ وذا أميرُ حُشُودِ
أنعِمْ بهِ شَأْناً ومظهرَ رِفعَةٍ
طُهْراً تقلَّبَ في هُدىً وسُجُودِ
في يوم مولدِكَ العجيبِ مكانُهُ
أُزجيكَ حُبَّاً من صميم وُجُودي
أذْ أنتَ في الأمجادِ شاغِلُ فِكرِنا
تمضي الدهورُ وأنتَ في تخليدِ
لكنَّنا وعُلاكَ تغبِطُهُ المُنى
خَجْلى عزائمَ صُنتَها بَسديدِ
وشهامةِ المتوسِّلينَ بِخالقٍ
مَحَصَ العبادَ بواعدٍ وشديدِ
مانحنُ في جنبِ الوصيِّ مكانةً
وهوُ المحَجَّةُ في التُّقى والجُّودِ
حاشا عَليّاً لا يُريدُ مُحامياً
يعلُو بصوتِ مُناصرٍ ومُرِيدِ
تاللهِ قد عَرِفَ الجُفاةُ بفضلِهِ
وحقيقةٍ حُجبَتْ غَداةَ جُحُودِ
لكنّه – روحي فِداهُ – يُريدُنا
آياتِ إيمانٍ وعزمَ اُسُودِ
نروي الحياةَ بكلِّ خيرٍ نافعٍ
ونُغِيثُ مَقهوراً طريدَ مُبيدِ
ونذودُ عن وطنٍ أُضِيعَ بخائنٍ
ونُبيرُ ظُلمَ مُدمِّرٍ وحَقُودِ
ونقدّمُ الإسلامَ عَدْلاً واضحاً
قِسطاً يباركُ بالقُرى والبِيدِ
هو ذا مَرامُ وليدِ كعبةِ ربِّنا
لا خيرَ في وُدٍّ بغيرِ جُهُودِ
يا اُمّةَ القُرآنِ تلكَ ربُوعُنا
بُلِيَتْ بويلاتٍ وجُرمِ لَدُودِ
فالمَسْجدُ الأقصى أسيرُ صهايِنٍ
واُخُوَّةُ الاسلامِ في تَبديدِ
ودواعشٍ جعلوا البلادَ حرائقاً
لِتفُوقَ سلطةُ فاسِدٍ ويَهُودِ
منّا السلامُ على حبيبِ محمدٍ
ووصيِّ أحمدَ بل وفَخْرِ شهيدِ
لو أنّهُ شَهِدَ المهانةَ وَصمةً
تعلُو الجِباهَ وغَطرساتِ عنيدِ
لأشاحَ بالوجهِ الكريمِ تعفُّفاً
عنْ قادةِ العَوراتِ والتقريدِ
عُبّادِ ضيعاتٍ لهُم ومصايفٍ
وقصورِ حفلاتٍ ولَذّةِ غِيدِ
هذا عليٌّ طلَّقَ الدُّنيا تُقىً
ما كانَ يَشبَعُ رحمةً بشريدِ
أو عائلٍ حُرِمَ الطعامَ لعُسْرةٍ
او مُفجَعٍ بِأعزَّةٍ وفقيدِ
صلى عليهِ اللهُ نهجَ نُبُوَّةٍ
جعلَ العدالةَ غايةَ المَقصُودِ
أعظِمْ بهِ رمزاً لكلِّ مُرُوءَةٍ
وبطولةٍ وشهامةٍ وصُمُودِ
بدأ الحياةَ بقلبِ مكةَ ساجِداً
ختَمَ الحياةَ شهادةً بسُجُودِ
…………….
( القصيدة الثالثة)
حُجّةُ اللهِ للبرايا عليٌّ
—————————–
يا عليَّ المَقامِ فخْرُكَ بادِ
والورَى شُهَّدٌ وربُّ العبادِ
يا وليدَ البيتِ العتيقِ مكاناً
لم يزَلْ ذِكرُهُ حديثَ المِدادِ
كبَّرَ الرُّكنُ والمَقامُ ابتهاجاً
بوليدٍ أتى بِخَيرِ المِهادِ
كعبةُ اللهِ يومَ ذاكَ استنارَتْ
واستطابتْ بطاهرٍ سَجَّادِ
فهُوَ نَفْسُ الأمينِ طه عَليَّاً
خَصَّهُ الله بالنُّهى والسَّدادِ
واجتباهُ الهُدى البَشيرُ وزيراً
وهو غَضٌّ مُؤَهَّلٌ للرِّيادِ
سنَّةُ اللهِ في البَرايا لِزَامٌ
أنَّ هذا الوليدَ رَمزُ الرَشادِ
مَن تَولّاهُ أدرَكَ الفَتْحَ حتماً
مَنْ تحاشَاهُ ضَلَّ نهْجَ الوِدادِ
سيدُّ المُتّقينَ نُبْلٌ عَميمٌ
وحليفُ الفِدا بكلِّ اجتهادِ
وأَخُو أحمدٍ بيومِ التآخي
وبليغُ البيانِ في كلِّ وادِ
وقرينُ البتولِ زهراءِ طهَ
وأميرُ (الغديرِ) يومَ السِّنادِ
أسندَ الله للوَصيِّ مَقاماً
باجتماعِ الرسولِ والأشهادِ
يومَ نادى محمدٌ وهو نورٌ
وعليٌّ بدا بجنبِ الهادي
أطرَقَ الجمعُ للأمينِ سَماعاً
فرسولُ الإلهِ نِعمَ المُنادي
: ذا عليٌّ لهُ الولايةُ بعدي
وبهِ الحقُّ يَقتدي بانشِدادِ
وأَبُو الأوصياءِ حصنُ البرايا
ومُبيرُ العِدى وأَهلِ العِنادِ
ربِّ والِ وَليَّهُ باصطبارٍ
ربِّ عادِ عدُوَّه المُتَمادي
أرهقَتْني الحُروفُ أَعْيَتْ ثناءً
في جَنابٍ يَفيضُ بالأمجادِ
فلَعَمْرُ الوَصيِّ إنّي جَريءٌ
بامتداحٍ يَكِلُّ فيه اجتهادي
حُجَّةُ اللهِ للبَرايا عليٌّ
وصَريخُ الوَفاءِ يومَ المَعادِ
وشَفيعُ المُستمسكِينَ بِصَبْرٍ
إذْ عَتى ظالِمٌ وجارَ مُعادِ
إخوتِي في الوَلاءِ هُبُّوا كِرامَاً
وبيومِ الوليدِ شُدُّوا الأيادي
ذا عليٌّ إمامُ عدْلٍ تجلَّى
كلُّ حقٍّ بهِْ بِفَخرِ امتدادِ
فسلامٌ على عليٍّ وليداً
وهُماماً مُجاهداً للأعادي
وسلامٌ على عليٍّ إماماً
ووَصيّاً لم يُعْيِهِ قطُّ عادِ
وسلامٌ على عليٍّ شهيداً
في خُشوع ِالسُّجُودِ والأورادِ
……………………………..
(القصيدة الرابعة)
أنت الحقيقة يا علي ونهجنا
—————————–
يا خالداً أبَدَ الزمانِ مقاما
لكَ يومَ سُدْتَ تحيةٌ تتنامى
لكَ في الغديرِ كرامةٌ موسومةٌ
في يومِ عيدٍ أبهجَ الإسلاما
يا حيدرُ الكرارُ جئتُ مُبايِعاً
بوَلاءِ حقٍّ يستفيضُ قَواما
هوَ طُهْرُكَ الزاهي ومُنقذُ أُمّةٍ
بِهُدى سبيلِكَ لن تُطأْطِئَ هاما
فأقبلْ مُبايعتي وصِدْقَ مودَّتي
يا سيداً قد حطّمَ الأصناما
وأَغِثْ أمينَ اللهِ عبدَكَ عاشقاً
فلقد عشقتُكَ حُجَّةً وإماما
يا بيرقَ الهادي الأمينِ محمدٍ
وأبا الأئمةِ طاهرينَ كِراما
يا أيها الكرّارُ في لُجَجِ العِدى
أشهِرْ ثباتَكَ واْمحَقِ الآثاما
بظهورِ منتظَرٍ يُوَحِّدُ صفَّنا
ويحقِّقُ الآمالَ والأحلاما
ويُزيلُ حُكمَ الظالمينَ وفتنةً
نشرَتْ بأرضِ المسلمينَ ظَلاما
فهمُ امتدادُ تواطُؤٍ رفضَ الهدى
وولايةَ المولى الأميرِ خِصاما
رَضعوا مكائدَهم وفاقُوهم أذىً
فاليومَ زادَ حريقُهم إضراما
أسعِفْ أمينَ الله اُمّةَ أحمدٍ
واجبُرْ خواطرَ صابرينَ عِظاما
يتصارعونَ مع النوائبِ شدةً
نزلَتْ بهم ويكافحونَ لِئاما
ويسدِّدونَ إلى الغزاةِ عقابَهم
ويطارِدونَ الحقدَ والإجراما
في عيدِكِ الميمونِ نطلُبُ اُلفَةً
للمسلمينَ ووحدةً وسلاما
وتعاضُداً يحمي البلادَ وأهلَها
وتراحُماً كي نستزيدَ ووئاما
عيدُ الغديرِ لنا بشيرُ تحرُّرٍ
ولِنهضةٍ تستدفِعُ الآلاما
هي نهضةٌ بِلِواءِ صاحبِ أمرِنا
سبطِ النبيِّ مُجاهِداً ظُلّاما
ربّاهُ أَسعِدْنا برؤيةِ وجهِهِ
فهو الغديرُ مُجدِّداً إسلاما
وهو الخَلاصُ لِمنْ توخّى عِزَّةً
عبر السنينَ وعدَّدَ الأيّاما
لكَ يا أميرَ المؤمنينَ تحيةٌ
وقلوبُنا بكَ تستنيرُ هَياما
ونفوسُنا بكَ تستطيبُ شغوفَةً
بعبيرِ نفسكِ مُكرماً مِنعاما
وعيونُنا ترنو إليكَ مُجاهداً
فذّاً نقيّاً لم تُرِدْ أصناما
للهِ درُّكَ مِنْ إمامٍ طاهرٍ
يا نفسَ أحمدَ قائداً مقداما
لن نستعيضَ بِذا (الغديرِ) ولايةً
أبداً ولنْ نتَتَبَّعَ الأوهاما
أنتُ الحقيقةُ يا عليُّ ونهجُنا
نهجٌ تعمَّدَ بالفداءِ وقاما
……………………..
مقاطع شعرية
————————
ميلادُكَ المَيمونُ طابَ مُعَطَرَّا
طُهْرَاً وأَسْمَتْكَ الجليلةُ حَيدرَا
فالمَهْدُ بالبيتِ العتيقِ كرامَةٌ
ودَليلُ إكبارٍ يَدُومُ تذكُّرا
ومَقامُكُ السّامي يُشَعْشِعُ آيةً
للمؤمنينَ ومَنْ لِقَدْرِكَ أبصَرَا
هوَ ذا وَليدُ البيتِ كعبةِ ربِّنا
وأبُو المُرُوءَةِ قد أهَلَّ مُطهَّرَا
سمّاهُ والدُهُ (عليّاً) فَرْحَةً
بوليدٍ افتَرَشَ العَلاءَ مُكبِّرا
في يومِ مولدهِ المجيدِ بشائرٌ
ملأتْ قلوبَ العارفينَ تبصُّرا
ولَنهجُ حيدرةَ اليقينُ مسيرةً
تُفضي لمكرمةٍ بها خيرُ الورى
_______
حبَّ التزوُّدُ مِن شذا كلِمِهْ
نهجاً يقرِّبُنا إلى هِمَمِهْ
صحِبَ الأمينَ وكانَ مؤنِسَهُ
والجهلُ معتكِفٌ على ظُلَمِهْ
فخرُ الورى فَذٌّ يجلِّلُهُ
طهْرٌ بَدا والنبلُ مِن شِيَمِهْ
هو أحمدٌ في كلِّ منقبةٍ
صلى عليه اللهُ في حرَمِهْ
بدأ الحياةَ موحّدا طَهِراً
ختم الحياةَ مضرّجاً بدمِهْ
_______
فيكِ يا كعبةُ الوصيُّ تَوَلَّدْ
مستعِدّاً أتى لينصُرَ احمدْ
ضمَّهُ البيتُ فاستبانَ بهاءاً
طالِبيَّاً يمتاحُ نورَ محمدْ
كعبةَ الخيرِ قد عَظُمْتِ مكاناً
خصّهُ اللهُ بالوليدِ المُؤيَّدْ
صاحبُ المجدِ والعدالةِ فذّاً
ذابَ في المصطفى وصلّى ووحَّدْ
مَن سِواهُ الذي يُحصِّنُ ديناً
باجتهادٍ وبالحسامِ المهنّدْ
يا وليداً حباهُ ربُّ البرايا
بمقامٍ حديثُهُ قد تخلّدْ
ليسَ يمحوُهُ مَن تنكّرَ بُغضاً
لعليٍّ أو مَن عليهِ تمرَّدْ
________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي