صدى الولاية – العدد 231 – رجب 1443 هـ
1- أراد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن يجعل من جناب حمزة قدوةً منذ اللحظة الأولى التي استُشهد فيها، حين أعطاه لقب «سيّد الشهداء».
2- إذا بذل خواصّ المجتمع الهمّة لإنتاج مثل هذه الشخصيّات، فسيكون كلّ واحد منهم قادراً على إنقاذ المجتمع في المواقف الحسّاسة.
3- إنّ الخدمة الاجتماعيّة للناس في ظروفٍ يسعى فيها العدوّ إلى وضعهم في وجه النظام الإسلاميّ عبر ضغط اقتصاديّ، جهاد قيّم.
خطاب القائد
بسم الله الرحمن الرحيم
* غربة حمزة (عليه السلام) وشخصيّته المؤثّرة في الوقت نفسه
إنّه -حقّاً- أحد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغريبين، خاصّةً مع ذلك الدور الذي أدّاه. عندما يؤمن -تلك الطريقة لإيمان هذا الرجل العظيم حين يصرخ علانية: «لقد أسلمت»- ويعلن إسلامه، بعدما ضرب أبا جهل ضرباً مبرّحاً، وَفق قول ابن الأثير في (أُسد الغابة)، ثمّ موضوع الهجرة، ودخول المدينة المنوّرة، وتأثيرات شخصيّته في بناء هذه العمارة الإسلاميّة العظيمة التي يريدها الرسول (صلى الله عليه وآله) في تلك البيئة الصغيرة. ثمّ -وَفق رواية- كانت أوّل سَريّة أرسلها الرسول (صلى الله عليه وآله) هي سَريّة جناب حمزة (عليه السلام)؛ إذْ شدّ له راية، وأرسله إلى الحرب. ثمّ في معركة بدر، وتلك الحركة العظيمة التي فعلها مع الشخصين العظيمَين الآخرَين، ثمّ في معركة أُحُد. وعندما كان جناب حمزة يقاتل، كانت معه علامة؛ أي كان على ملابسه ومظهره علامة -على ما يبدو في معركة بدر- وأحد الأسرى يقول: مَن كان صاحب تلك العلامة؟ قالوا: لقد كان الحمزة بن عبد المطلب (عليه السلام). قال: كلّ ما حلّ بنا كان على يدَيه. هو الذي لوّع جيش الكفار في بدر! لقد كان مثل هذه الشخصيّة.
على الرغم من هذه الحال، فهذا الرجل العظيم ما زال مجهولاً، واسمه غير مطروح، وشرح حاله غير مطروح، وخصوصيّاته غير مطروحة. إنّه غريبٌ فعلاً.
* عظمة الشّخصيّة لجناب حمزة (عليه السلام) في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)
إنّ كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وتلك الرواية حول جناب حمزة (عليه السلام)، التي ينقلها (نور الثقلين) عن (الخصال) هي رواية مهمّة. ينقل الإمام الباقر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا [القول]، و[طبعاً] الرواية مفصّلة، وهذا جزء منها: «لقد كنتُ عاهدتُ الله -تعالى- ورسولَه أنا وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمي عُبيدة». وهو نفسه عبيدة ابن الحارث… ولا أحد يعرف هذا العظيم إطلاقاً. كان من بين أولئك الثلاثة الذين ذهبوا إلى النزال في معركة بدر، واستشهد في ما بعد. في الأساس لا أحد لديه خبر به. يذكر الأمير (عليه السلام) اسمه [ويقول]: أنا وعمّي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمّي عبيدة «على أمرٍ وفّينا به لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)»؛ أي اتّفقنا على موضوع ما، وعاهدنا الله ورسوله؛ أي جلسوا وتعاهدوا. جلس أمير المؤمنين (عليه السلام) الشابّ مع عمه المُسنّ، جناب حمزة (عليه السلام) الذي كان عمره أكبر بسنتين أو وفق روايةٍ أكبر بأربع سنوات من عمر النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وللعلم أيضاً هو أخو النبيّ (صلى الله عليه وآله) في الرضاعة، جلس مع ذلك الأخ وابن العمّ وتعاهدوا على أمر، وهو بطبيعة الحال «الجهاد حتّى الشهادة»؛ أي سنمضي في هذا الطريق، وفي هذه الحركة بلا هوادة حتّى لحظة الشهادة. ثمّ يقول الإمام (عليه السلام): «فَتَقَدَّمَني أصحابي» هؤلاء الرفاق الثلاثة سبقوني. «وَتَخَلَّفتُ بَعدهُمُ لِمَا أَرادَ الله -عَزَّ وَجلّ- فَأنَزَلَ الله فِينَا: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب، 23). ثمّ يقول: «حَمَزةُ وَجَعفَرٌ وعُبَیدَة»، هؤلاء الثلاثة هم مَن ﴿مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ﴾، «وَأَنا وَاللهِ المُنتَظِر».
إذاً، تمجيد هذه الشخصيّات، وتعظيمها، والتفاخر بها على هذا النحو بلسان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدلّ على عظمة هذه الشخصيّة.
* إبراز الرسول (صلى الله عليه وآله) شخصيّة حمزة وجعله قدوةً
يبدو أنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) نفسه أراد أن يجعل من جناب حمزة قدوةً منذ اللحظة الأولى التي استُشهد فيها، حين أعطاه لقب «سيّد الشهداء». وبعد ذلك، عندما دخلوا المدينة، ورأوا نساء الأنصار يبكين، ويحزنّ -لأنّه قد استشهد في معركة أُحُد سبعون شخصاً، أربعة منهم من المهاجرين و66 من الأنصار-، استمع الرسول (صلى الله عليه وآله) حيناً، ثمّ قال: لكنّ حمزة لا بواكي له! وصل هذا الخبر إلى نساء المدينة، وقالت كلّ واحدة إنّنا سنبكي على حمزة (عليه السلام) قبل أن نبكي على شهيدنا. لقد حثّهنّ الرسول (صلى الله عليه وآله)؛ أي جعل المدينة كلّها تبكي عليه. أحدث النبيّ (صلى الله عليه وآله) ضجّة في أنحاء المدينة كافّة من أجل حمزة (عليه السلام). ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يريد إبراز حمزة (عليه السلام). إنّه سيّد الشهداء (عليه السلام)، وهو الشخص الذي يجب أن يبكيه الجميع. هذه هي صناعة الأنموذج، ليس لذلك اليوم فقط، وإنّما إلى الأبد ولجميع المسلمين.
* «العزم الرّاسخ» و«قدرة المعرفة» عنصران مهمّان في شخصيّة حمزة
من المهمّ تحديد العناصر المكوّنة لشخصيّة حمزة (عليه السلام)؛ أي أحد الأعمال العظيمة هو أن نعرف ما الذي حدث حتّى صارت هذه الشخصيّة عظيمةً إلى هذا الحدّ، وما خصائصها. عندها، تصبح الخصائص أنموذجاً لنا لنستفيد منها.
في رأيي، اثنان من هذه العناصر المهمّة التي تشكّل شخصيّته هما: «العزم الراسخ»، و«قدرة المعرفة»، التي علينا ترويجها قدر الإمكان. العزم الراسخ! أحياناً يكون الإنسان على علم بشيء ما، أو يقبل شيئاً ما أيضاً، فيؤمن به، لكنّه لا يتصرّف وَفقاً لذلك؛ بسبب ضعف النفس. الإرادة القويّة والعزم الراسخ هنا عنصر مُحدّد أنَّ هذا الشخصَ يتصرّف بعزم راسخ.
ذلك الوقت الذي اعتنق حمزة (عليه السلام) فيه الإسلام -أسلم حمزة في السنة الثامنة للبعثة، وهذا موثّق في مصادر معروفة- كان من أصعب أوقات النبيّ (صلى الله عليه وآله)؛ لأنّ الإسلام قد صار علنيّاً، فكانوا يهاجمون النبيّ (صلى الله عليه وآله) من كلّ حدبٍ وصوب، ويهاجمون أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله). بالطبع، كان حمزة (عليه السلام) يدافع بجدّيّة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل إسلامه، وكان يدافع عنه منذ البداية. على سبيل المثال، عندما واجهت أبا طالب (عليه السلام) المشاكل، وآمن أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنبيّ (صلى الله عليه وآله)، أحضر حمزةُ جعفراً (عليه السلام) إلى منزله منذ طفولته؛ أي هناك أشياء من هذا القبيل في حياة حمزة (عليه السلام) قبل الإسلام. تلك المصاعب التي سمعناها تعود إلى هذه السنوات، وفي مثل هذه الظروف حيث يعيش المسلمون في ضائقة شديدة، يصرخ هذا الشخص في المسجد الحرام بجوار الكعبة: لقد أسلمت، وليعلم الجميع أنّني مؤمنٌ بدينه!
* واجباتنا تجاه أخذ الأنموذج من المعايير المُبيَّنة
حسناً، هذه الأمور تدلّ على تلك الشجاعة، وذاك العزم الراسخ والتشخيص الصحيح، وهذا التشخيص الصحيح مهمّ جدّاً. فلنعلّم أنفسنا وشعبنا التفكير في القضايا بأسلوب صحيح، والتشخيص بطريقة صحيحة. ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ (الملك: 10-11). إذا لم نسمع ولم نفكّر ولم نتأمّل، فهذا ذنب. يذكر القرآن ذلك بصراحة. حسناً، إنّ هذا العظيم، وبناءً على كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، هو مصداق: ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾، كما ينقل الإمام الباقر (عليه السلام). إذاً، كيف تكون ﴿صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾؟ إنّ شكلها الكامل والتامّ هو أن يصنع الإنسان من نفسه مصداقاً للمعارف الإلهيّة والأوامر الإلهيّة، والطريق الذي حدّده الله المتعالي ووضعه أمامنا؛ أي يجعل من نفسه مصداقاً لذلك. لنتعلّم هذا، إن شاء الله.
* بذْل الخواصّ الهمّةَ لتربية الشخصيّات كمصاديق للمعارف الإلهيّة
إذا بذل خواصّ المجتمع الهمّة لإنتاج مثل هذه الشخصيّات، فسيكون كلّ واحد منهم قادراً على إنقاذ المجتمع في المواقف الحسّاسة. الأمر كذلك حقّاً. لا أن نكتفي بتربية بعض الأشخاص، وأن نعظهم، أو مثل هذه الأعمال؛ أي أن يقبلوا أمراً ما كيفما كان. كلّا! فليكن سعي المؤسّسات هو أن نصنع شخصيّات تكون في حدّ ذاتها مصداقاً للمعارف الإلهيّة والمعارف والأحكام الإسلاميّة. إذا تمّ إيجاد مثل هذه الشخصيّات، فسيكون بناء الحضارة الإسلاميّة أمراً قطعيّاً.
من توجيهات الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)
1- اعتمدوا على الشباب في الصناعات الكبيرة
في السنوات الأخيرة، أُنشئت آلاف الشركات الصغيرة والمتوسّطة القائمة على المعرفة، ولكن أُهمل جعل الصناعات الكبيرة قائمةً على المعرفة، مع أنّه ينبغي فيها الاستفادة من قدرة الشباب الموهوبين وعلمهم، كما في كلّ مجال؛ من لقاحات كورونا إلى الصواريخ الدقيقة؛ لأنّه في ذلك اعتُمِد على الشباب وطُلب منهم العمل، وقد تألّقوا حقاً.
2- شبابنا الموهوبون أنجزوا فأبدعوا
إنّ الشركات المحلّيّة الفعّالة والقائمة على المعرفة يمكنها تلبية احتياجاتنا في الصناعات الكبيرة مثل النفط، ولذلك لا ينبغي أن نتصوّر أنّ ارتقاء التكنولوجيا في الصناعات المختلفة أمر منوط بالشركات الأجنبيّة فقط، فقد أنجز شبابنا الموهوبون في مجال تكنولوجيا النانو والخلايا الجذعيّة والتكنولوجيا الحيوية أعمالاً بارزة، وأثبتوا أنّهم قادرون.
اعترافٌ أمريكي بهزيمة سياسة الضغوط القصوى
وصف الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) روّاد الأعمال والناشطين في الاقتصاد بالضبّاط، والعاملين بالجنود المخلصين والرائعين للدفاع المقدّس في الحرب الاقتصاديّة مع أمريكا، مشيراً إلى تصريحات واضحة للمسؤولين الأمريكيّين بشأن هزيمتهم المخزية في هذه المعركة الثقيلة.
ورأى سماحته أنّ الإنتاج جهاد، وأنّ «صمود المنتجين أمام الهجوم على الاقتصاد ومساعي العدوّ لمنع بيع النفط والغاز وقطع الموارد النقديّة الأجنبيّة، وللتخطيط لقطع الطريق أمام المبادلات النقديّة الأجنبية على إيران… هو في الواقع جهاد ومن أعظم العبادات». كما رأى سماحته أن خطط العدو لكسر متراس الإنتاج قد أخفقت، مستدركاً: «في هذا الهجوم الاقتصادي على البلاد، كانت هناك مشكلات في معيشة الناس، لكن الإنتاج لم يركع… لقد قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قبل بضعة أيّام صراحةً إنّ سياسة الضغوط القصوى على إيران أدّت إلى هزيمة مخزية لأمريكا». ووضّح ذلك قائلاً: «اعتبر الأمريكيّون الانهيار الاقتصاديّ أرضيّة لتحقيق مآرب سياسيّة خبيثة في غضون أشهر قليلة، لكن بعد عشر سنوات لا يزال متراس الإنتاج والاقتصاد في البلاد حيّاً وثابتاً بحمد الله…
وفي إشارة إلى الأهمّيّة والاستفادة القصوى لدى سماحته من نصائح الخبراء والمختصّين، قال: «على جميع المسؤولين الاستفادة من آراء الخبراء والتنفيذ الكامل للتوصيات بأن يبذلوا الهمّة من أجل توجيه الإنتاج ومراقبته ودعمه بدلاً من تدخّل الدولة». ومن جملة هذه التوصيات «تحسين بيئة الأعمال، والانضباط الماليّ، وإزالة موانع الإنتاج، وتسهيل منح تراخيص الأنشطة، وإنشاء نافذة واحدة لمنح التراخيص، والسياسات المحفّزة للأنشطة الإنتاجيّة، وجعل سلسلة الإنتاج قائمةً على المعرفة، ومكافحة الفساد، ودعم الصناعات المحلّيّة، ومكافحة التهريب بحزم ودون رحمة».
وكذلك، رأى سماحته دعم الصناعات التي توفّر فرص العمل قضيّة مهمّة أخرى في قطاع الإنتاج، وقال: «مضافاً إلى دعم الصناعات الرئيسة، لا بدّ من دعم حكوميّ ومصرفيّ للصناعات في المرتبات الأدنى، التي تخلق فرص العمل».
أهمّ ميادين الجهاد اليوم جهادُ التبيين والتنوير
إنّ مقام الطُّهر، والعمل في سبيل الله، والخدمة دون منّة، والموقع المتميّز في مواجهة جبهة الباطل في قضيّة المباهلة، كلّها من السمات الفريدة من نوعها للسيّدة الزهراء (عليها السلام). وهي السمات التي أشير إليها صراحة في القرآن الكريم.
وفي إشارة إلى آيات سورة الدهر (الإنسان)، وصف الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) الخدمة دون منّة، والعون المخلص للمحتاجين بأنّها «علامات مهمّة للمجتمع الفاطميّ». وقال: «بلطف الله، بعد انتصار الثورة الإسلاميّة، صار المجتمع الإيرانيّ فاطميّاً، وعلى مرّ 43 عاماً مضت، شهدنا الحركة الفاطميّة مرّات عدّة في مرحلة الدفاع المقدّس، ومرحلة الحركة العلميّة، وفي الحوادث الطبيعيّة، مثل الفيضانات والزلازل». كما استشهد سماحته بمرحلة تفشّي وباء كورونا والخدمات التي كانت تُقدَّم دون مقابل ومنّة، ولا تزال كمثال آخر على «الحركة المأخوذة من الأنموذج الفاطميّ»، وأضاف: «يجب أن تكون السيّدة فاطمة الزهراء (عليه السلام) أسوة وأنموذجاً يحتذى في الجوانب كافّة، خاصّة الحركات الاجتماعيّة والثوريّة».
هيئات العزاء والموالد محورها مودّةُ أهل البيت (عليه السلام)
إنّ هيئات العزاء والموالد كان محور تشكيلها بصفتها مراكز اجتماعيّة مودةُ أهل البيت (عليه السلام) والإحياءُ لنهج ومدرسة الأئمّة (عليه السلام)؛ ولذلك هي تشكّلت منذ زمن هؤلاء الأجلّاء.
ولهذه الهيئات دور كبيرة ومؤثّر للغاية في مختلف الأزمنة والمراحل، خاصّة خلال الثورة الإسلاميّة و«الدفاع المقدّس»، وهي -وفقاً للأئمّة الأطهار (عليه السلام)- مركزٌ لجهاد التبيين والتنوير العظيم.
* قوام الهيئة وأساسها «مقولة الجهاد»
ليس كلّ جهد جيّد، وفي محلّه، جهاداً. الجهاد يعني السعي إلى استهداف العدوّ، ويجب تشخيص ميدان الجهاد في كلّ زمان بصورة صحيحة. إنّ الخدمة الاجتماعيّة للناس في ظروفٍ يسعى فيها العدوّ إلى وضعهم في وجه النظام الإسلاميّ عبر ضغط اقتصاديّ، جهاد قيّم.
* في مواجهة الحركة الشيطانيّة
أمّا عن التحرّك الواسع لأعداء الشعب الإيرانيّ لقلب الأفكار وتدمير إيمان الناس ومعتقداتهم عبر وسائل الإعلام الكثيرة واستخدام آلاف خبراء الفن والإعلام والدعم المالي والأمني الضخم، فرأى قائد الثورة الإسلامية أنّ أهمّ ميادين الجهاد هو ميدان التبيين والتنوير، قائلاً: «في مواجهة هذه الحركة الشيطانيّة، يجب على الهيئات أن تسأل نفسها أين موقعها في حرب جبهة الحقّ والباطل والمواجهة بين رواية الباطل والحقيقة، وكيف تروّج للأهداف العليا والمبادئ الأساسيّة للثورة الإسلاميّة».