ولد الإمام السابع، موسي بن جعفر (سلام الله عليهما) فی سنة 128 من الهجرة القمرية فی منطقة ابواء. والده الشریف هو الإمام الصادق (سلام الله عليه) و أمه حميدة خاتون سلام الله عليها. استشهاد الإمام کان فی 25 من رجب المرجب سنة 183 من الهجرة القمریة فی بغداد. وسوف نتعرض الی شخصیة الإمام الكاظم (ع) علی سبیل الإختصار من منظر کتب و آراء علماء مدرسة الخلافة.
سوف نعرض رأي علماء مدرسة الخلافة بالامام موسى الكاظم (عليه السلام) ضمن اربع فصول :-
1ـ آراء علماء مدرسة الخلافة حول شخصية الإمام الکاظم سلام الله عليه
2ـ توسل علماء مدرسة الخلافة بموسي بن جعفر عليهماالسلام
3ـ کرامات الإمام عليه السلام
4ـ مواجهة الإمام الكاظم عليه السلام مع الأعداء
الفصل الأول: آراء علماء امدرسة الخلافة حول شخصية الإمام الکاظم عليه السلام
الإمام الکاظم عليه السلام له المکانة الخاصة عند علماء مدرسة الخلافة و یذکرونه بالتعظیم. فی هذا المجال نشیر الی آراء علماء مدرسة الخلافة:
ابن سمعون (المتوفى 387 هـ.ق):
يقول حول الإمام الکاظم (ع) : وتوفي موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وقيل سنة سبع وثمانين ومائة ببغداد مسموماً، وقيل إنه توفي في الحبس وكان الشافعي يقول قبر موسى الكاظم الترياق المجرب .
ابن سمعون ، أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس البغدادي ، أمالي ابن سمعون ، ج 1 ، ص125 .
الخطيب البغدادي (المتوفی 463 هـ.ق):
الخطيب البغداي، ابن خلکان، المزي و علماء آخرون من مدرسة الخلافة یقولون فی الإمام:
كان موسى الكاظم سخيا كريما وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى.
البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (المتوفى463هـ)، تاريخ بغداد، ج 13 ص 28 ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
المزي،ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفى742هـ)، تهذيب الكمال، ج 29 ص 44 ، تحقيق: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة: الأولى، 1400هـ – 1980م.
إبن خلكان، ابوالعباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (المتوفى681هـ)، وفيات الأعيان و انباء أبناء الزمان، ج 5 ص 308 ، تحقيق احسان عباس، الناشر: دار الثقافة – لبنان.
ابن الجوزي الحنبلي (المتوفى 597 هـ ق):
موسى بن جعفر بن محمد بن علي إبن الحسين بن علي أبو الحسن الهاشمي عليهم السلام. كان يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل وكان كريما حليما إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه بمال.
ابن الجوزي الحنبلي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفى 597 هـ)، صفة الصفوة، ج 2 ص 184 ، تحقيق: محمود فاخوري – د.محمد رواس قلعه جي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة: الثانية، 1399هـ – 1979م.
فخر الرازي (المتوفی 604 هـ.ق):
في تفسيره (التفسير الكبير) یشیر الی الأقوال المختلفة حول معنى الکوثر فی سورة الكوثر، ان الإمام الکاظم عليه السلام أحد مصاديق الکوثر فیقول:
والقول الثالث: الكوثر أولاده….الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)).
الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي، التفسير الكبير ج 32، ص 117، ناشر : دار الكتب العلمية – بيروت – 1421هـ – 2000م ، الطبعة الاولی.
محمد بن طلحة الشافعي (المتوفى652 هـ ق):
محمد بن طلحة من علماء الشافعية فی المذهب یقول فی الإمام:
أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) . . . هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد ، الجاد في الاجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهود له بالكرامات ، يبيت الليل ساجدا وقائما ، ويقطع النهار متصدقا وصائما ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعى كاظما، كان يجازى المسئ بإحسانه إليه ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح، ويعرف بالعراق باب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كرامته تحار منها العقول.
الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (المتوفى652هـ)، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع)، ص 447 ، تحقيق ماجد ابن أحمد العطية.
ابن أبي الحديد المعتزلي (المتوفى655 هـ ق):
ابن ابي الحديد المعتزلي من علماء مدرسة الخلافة و شارح کتاب نهج البلاغة یقول فی الإمام:
موسى بن جعفر بن محمد – وهو العبد الصالح – جمع من الفقه والدين والنسك والحلم والصبر.
إبن أبيالحديد المدائني المعتزلي، ابوحامد عز الدين بن هبة الله بن محمد بن محمد (المتوفى655 هـ)، شرح نهج البلاغة، ج 15 ص 172 ، تحقيق محمد عبد الكريم النمري، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان، الطبعة: الأولى، 1418هـ – 1998م.
ابن خلكان (المتوفی 681 هـ.ق):
في كتاب «وفيات الأعيان» حول شخصية الإمام یقول:
موسى الكاظم . أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أحد الأئمة الاثني عشر رضي الله عنهم أجمعين .
أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة .
إبن خلكان، أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، ج 5 ، ص308 ، ناشر : دار الثقافة – لبنان ، تحقيق : احسان عباس .
نظام الدين النيسابوري (المتوفی 728 هـ.ق):
هو أيضا مثل فخر الرازي فی تفسير سورة الكوثر، بناء علی قول الثالث یبین ان الإمام الکاظم عليه السلام أحد مصاديق الکوثر:
والقول الثالث أن الكوثر أولاده … ثم العالم مملوء منهم … والعلماء الأكابر منهم لا حد ولا حصر لهم . منهم الباقر والصادق والكاظم والرضي والتقي والنقي والزكي وغيرهم.
تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، اسم المؤلف: نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري المتوفی: 728 هـ ، دار النشر : دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان – 1416هـ – 1996م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : الشيخ زكريا عميران تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج 6 ص 576
ابن تيمية الحراني (المتوفی 728 هـ.ق):
ابن تيمية الحراني ایضا حول شخصية الإمام الكاظم (ع) یقول :
وموسى بن جعفر مشهور بالعبادة والنسك.
ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفى 728 هـ)،منهاج السنة النبوية، ج 4ص 57،تحقيق: د.محمد رشاد سالم،ناشر:مؤسسة قرطبة،الطبعة:الأولى، 1406هـ..
ابو الفداء (المتوفى732هـ ق):
ابو الفداء یقول فی شخصية الإمام الکاظم عليه السلام:
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداد في حبس الرشيد، وحبسه عند السندي بن شاهك، وتولى خدمته في الحبس أخت السندي، وحكت عن موسى المذكور أنه كان إِذا صلى العتمة، حمد الله ومجده ودعاه إِلى أن يزول الليل، ثم يقوم يصلي حتى يطلع الصبح، فيصلي الصلح ثم يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إِلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر، ثم يذكر الله تعالى حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إِلى أن مات رحمة الله عليه، وكان يلقب الكاظم: لأنه كان يحسن إِلى من يسيء إِليه، … وقبره مشهور هناك، وعليه مشهد عظيم في الجانب الغربي من بغداد.
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (المتوفى732هـ)، المختصر في أخبار البشر، ج 1 ص 157-158 ، طبق برنامج الجامع الكبير.
شمس الدين الذهبي (المتوفی 748 هـ.ق):
شمس الدين الذهبي من علماء الکبار عند مدرسة الخلافة یقول فی الإمام الکاظم (ع):
وقد كان موسى من أجواد الحكماء ومن العباد الأتقياء وله مشهد معروف ببغداد.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 6 ، ص 539 ، تحقيق: الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود، ناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1995م.
هو أيضا فی کتابه الآخر یقول :
كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 6 ص 271 ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي ، ناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت ، الطبعة : التاسعة ، 1413هـ .
الذهبي ایضا فی تاريخ الإسلام یقول هکذا :
موسى الكاظم … وكان صالحاً ، عالماً ، عابداً ، متألهاً.
الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج 12 ص 417 ، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمرى، ناشر: دار الكتاب العربي – لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ – 1987م.
ابن الوردي (المتوفى749هـ ق):
ابن الوردي من علماء امدرسة الخلافة یقول فی الإمام الكاظم (ع):
سمي الكاظم : لإحسانه إلى من يسيء إليه … وقبره عليه مشهد عظيم بالجانب الغربي من بغداد .
ابن الوردي ، زين الدين عمر بن مظفر (المتوفى749هـ) ، تاريخ ابن الوردي ، ج 1 ص 198 ، ناشر : دار الكتب العلمية – لبنان / بيروت ، الطبعة : الأولى، 1417هـ – 1996م.
أبو محمد اليافعي (المتوفی 768 هـ.ق):
اليافعي یقول ایضا:
وفيها توفى السيد أبو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق كان صالحا عابدا جوادا حليما كبير القدر وهو أحد الائمة الاثنى عشر المعصومين في اعتقاد الامامية وكان يدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده وكان سخيا كريما .
اليافعي ، أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان ، مرآة الجنان وعبرة اليقظان ، ج 1 ، ص394 ، ناشر : دار الكتاب الإسلامي – القاهرة – 1413هـ – 1993م .
ابن صباغ المالکي (المتوفى855 هـ ق):
ابن صباغ فی کتاب الفصول المهمة یقول :
وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى اللَّه ، وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين ونيل مطالبهم وبلوغ مآربهم وحصول مقاصدهم.
ابن صباغ المالكي المكي، علي بن محمد بن أحمد (المتوفى855 هـ)، الفصول المهمة في معرفة الأئمة، ج 2 ص 932 ، تحقيق: سامي الغريري، ناشر : دار الحديث للطباعة والنشر ـ قم ، الطبعة : الأولى، 1422هـ .
ابن حجر الهيثمي (المتوفی 973 هـ.ق):
ابن حجر الهيثمي ایضا فی کتاب الصواعق المحرقة الذی کتبه فی الرد علی مذهب و مکتب التشيع ، یقول حول شخصية موسي بن جعفر سلام الله عليهما هکذا:
موسى الكاظم وهو وارثه علما ومعرفة وكمالا وفضلا سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم.
الهيتمي، ابوالعباس أحمد بن محمد بن علي ابن حجر (المتوفى973هـ)، الصواعق المحرقة علي أهل الرفض والضلال والزندقة، ج 2 ص 590 ، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي – كامل محمد الخراط، ناشر: مؤسسة الرسالة – لبنان، الطبعة: الأولى، 1417هـ – 1997م.
ابن يوسف القرماني (المتوفى 1019هـ ق):
احمد بن يوسف القرماني ایضا یقول :
هو الامام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمي لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين کاظما. هوالمعروف عند أهل العراق بباب الحوائج، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حجاة قط.
القرماني، أحمد بن يوسف، أخبار الدول و آثار الأول في التاريخ، ج 1 ص 337 ، (المتوفى: 1019هـ)، المحقق، الدکتور فهمي سعد، الدکتور أحمد حطيط، عالم الکتاب.
يوسف النبهاني ( المتوفي 1350 ه ق) :
يوسف بن اسماعيل النبهاني من علماء مدرسة الخلافة یقول ایضا:
موسي الكاظم أحد أعيان اکابر الائمة من ساداتنا آل البيت الکرام هداة الاسلام رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا ببرکاتهم و أماتنا على حبهم وحب جدهم الأعظم صلى الله عليه وآله.
النبهاني، يوسف بن اسماعيل، جامع کرامات الأولياء، ج 2 ص 495 ، مرکز أهل سنة برکات رضا فور بندر غجرات، هند، الطبعة الأولي، 2001 م.
خيرالدين الزرکلي (المتوفی 1410هـ):
هو یقول فی شخصية الإمام:
موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، أبو الحسن: سابع الأئمة الاثني عشر، عند الإمامية.كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.
الزركلي ، خير الدين (المتوفی 1410هـ)، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين ، ج 7 ص 321 ، ناشر: دار العلم للملايين ـ بيروت، الطبعة: الخامسة، 1980م.
محمد دياب الإتليدي (المتوفی 1425هـ ق):
هو يقول ایضا فی الإمام موسى الكاظم (ع):
وكان يتزيا بزي أعرابي زهداً في الدنيا وتباعداً عنها
الإتليدي، محمد دياب، إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس، ص 118 ، المحقق: محمد أحمد عبد العزيز سالم ، دار الكتب العلمية – بيروت / لبنان – 1425هـ – 2004 م.