﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾1.
لتجهيز الميت آدابٌ كثيرة، بدأً من غسله ومروراً بالحنوط، ومن ثم الكفن، والجنازة والصلاة عليه وأخيراً الدفن، ولكل من هذه الأعمال آداب وسنن، سنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
غُسَلَ الميت المسلم من الواجبات الكفائية2 ، فما هي الآداب الواردة في هذا الشأن؟
1- وضعه على المغتسل
فلا يوضع على الأرض مباشرةً، فقد ورد في الرواية عنهم عليه السلام: إذا أردت غسل الميت فضعه على المغتسل مستقبل القبلة3.ويقول الإمام الخميني قدس سره : القول في آداب الغسل وهي أمور: وضعه على ساجة أو سرير4.
2- وضعه تحت الظلال
فلا يغسل تحت السماء مباشرة، بل يوضع تحت سقف، فعن الإمام الكاظم عليه السلام: قال:سألته عن الميت هل يغسل في الفضاء؟ قال: لا بأس، وإن ستر فهو أحب إلي.وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام إن أباه كان يستحب أن يجعل بين الميت وبين السماء الستر يعني إذا غسل5.
3- نزع قميصه
وقد أشارت بعض الروايات أنه يلقى على عورة الميت ما ينزع عنه من قميصه، إلا أن النزع للقميص ينبغي أن يكون من جهة الرجلين، فعن الإمام الصادق عليه السلام: …ثمَّ يخرق القميص إذا غسل، وينزع من رجليه 6.
4- غسل رأسه ويديه
فقد ورد في الرواية سألت أبا عبد الله عليه السلام عن غسل الميت؟، قال:… ثم يغسل رأسه بالسدر والأشنان، ثم بالماء والكافور، ثم بالماء القراح يطرح فيه سبع ورقات صحاح من ورق السدر في الماء 7.
5- تثليث الغسلات
ويقول الإمام الخميني قدس سره : وتثليث غسل اليدين والفرجين، وتثليث غسل كل عضوٍ من كل غسلٍ، فيصير مجموع الغسلات سبعاً وعشرين8.
6- الدعاء له بالمأثور
ويكون ذلك حال الغسل وأثناء تقليب الميت، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: أيّما مؤمنٍ غسل مؤمناً فقال إذا قلبه: اللهُمَّ هَذَا بَدَنُ عَبْدِكَ المُؤمِنِ قَدْ أخْرَجْتَ رُوحَهُ مِنْهُ وَفَرَّقْتَ بَيَْنهُمَا فَعَفْوَكَ عَفْوَكَ، إلا غفر الله له ذنوب سنة إلا الكبائر9.
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ما من مؤمن يغسل مؤمناً ويقول وهو يغسله: يا رب عفوك عفوك إلا عفا الله عنه10.
7- الرفق به
بأن يتعامل معه باحترام، ولا يتصرف بجسده بقسوة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: إذا غسلتم الميِّت منكم فارفقوا به ولا تعصروه ولا تغمزوا له مفصلاً11.
وفي رواية عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : الرفق يمن، والخرق شوم 12.
8- عدم تغسيله بالماء الساخن
إلا في حالة البرد التي يخاف بها الإنسان على نفسه فقد استثنت الرواية هذا الأمر، فحينئذ يواسي المغسل الميت بنفسه حين يغسله بالماء الساخن، عن الإمام الباقر عليه السلام: لا يسخن الماء للميت إلا أن يكون شتاءاً بارداً فتوقي الميت مما توقي منه نفسك13.
9-عدم إرسال ماء الغسل للكنيف
بل إرساله لبالوعة غير الكنيف، كما في بالوعات المطابخ التي تكون منفصلة عن حفر الكنيف، ففي الرواية سئل الإمام العسكري عليه السلام: يجوز أن يغسل الميت وماؤه الذي يصب عليه يدخل إلى بئر كنيف؟ أو الرجل يتوضأ وضوء الصلاة أن ينصب ماء وضوئه في كنيف؟ فوقع عليه السلام: يكون ذلك في بلاليع 14.
10- تنشيفه
يقول الإمام الخميني قدس سره : وتنشيف بدنه بعد الفراغ بثوب نظيف15.
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: … ثم اغسله بماء بحت غسلة أخرى، حتى إذا فرغت من ثلاث غسلات جعلته في ثوب نظيف ثم جففته16.
*اداب تجهيز الميت ، سلسلة الاداب والسنن، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
1- الأحزاب 35
2- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1 ص 65
3- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- مؤسسة أهل البيت- الطبعة الثانية 1414 ه.ق- ج 2- ص 480.
4- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1 ص 72
5- الجواهري- محمد حسن النجفي- جواهر الكلام- دار الكتب الإسلامية- طهران- ج 4 ص 146
6- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- مؤسسة أهل البيت- الطبعة الثانية 1414 ه.ق- ج 3- ص 8
7- م.ن. ج 2- ص 492
8- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1 ص 72
9- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- مؤسسة أهل البيت- الطبعة الثانية 1414 ه.ق- ج 2- ص 494
10- م.ن. ج 2- ص 494- 495
11- م.ن. ج 2- ص 497
12- م.ن. ج 2- ص 498
13- م.ن. ج 2- ص 499
14- م.ن. ج 2- ص 538
15- الخميني- روح الله الموسوي- تحرير الوسيلة- دار الكتب العلمية- اسماعيليان- قم- ج 1 ص 72
16- الحر العاملي- محمد بن الحسن- وسائل الشيعة- مؤسسة أهل البيت- الطبعة الثانية 1414 ه.ق- ج 2 ص 480