فقد جاء في خطبة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “يا أيّها النّاس من حسّن منكم في هذا الشّهر خُلقه كان له جواز على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام”1.
ولا شكّ أنّ كلمة (حسّن) تعني الانتقال من حالة إلى حالةٍ أحسن منها، وهذا الانتقال يحتاج لمراقبة ودراية بأهمّ الجوانب التي يجب مراقبتها سواء التي كان عليها أو التي انتقل إليها حتى ينتقل المرء من حالٍ إلى حالٍ أحسن وأفضل.
وقد عرّف الإمام الصادق عليه السلام حينما سئل عن حسن الخُلُق فقال: “تليّن جناحك، وتطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشرٍ حسن”2. وفي روايةٍ عن أمير المؤمنين عليه السلام يبين فيها جوانب الخُلق العظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبالتالي فهذه الرواية تبيّن لنا الجوانب التي يجب مراقبتها في هذا الشهر وتحسينها فيقول عليه السلام: “كان أجود الناس كفّاً، وأرحب الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمّة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله”3.
وإذا كان حسن الخُلق في غير شهر رمضان ثقيلاً في الميزان ويميت الخطيئة ويرفع صاحبه في الناس فإنّ تحسين الخُلق في هذا الشهر يرقى بصاحبه ليجوز به على الصراط يوم تزلّ الأقدام.
* كتاب وتزودوا في شهر الله، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- الأمالي، الشيخ الصدوق، ص154.
2- الكافي، ج2، ص103.
3- مكارم الاخلاق، ص 18.