التقى الإمام الخامنئي يوم الثلاثاء 12/4/2022 بمسؤولي البلاد في حسينيّة الإمام الخمينيّ (قده)، وخلال اللقاء وجّه قائد الثورة الإسلاميّة نصيحة إلى الحكام السعوديّين بالخروج من حرب اليمن التي لم يعد هناك احتمالٌ أيضاً بأن يحقّقوا النّصر فيها، وتحدّث قائد الثورة الإسلاميّة عن استيقاظ الشباب الفلسطينيّين في أراضي الـ48 التي تقع في مركز فلسطين المحتلّة مؤكّداً على أنّ فلسطين حيّة وتبرز يوماً بعد يوم خلافاً للإرادة الأمريكيّة بإيداعها غياهب النسيان وأنّ النّصر سيكون حليف شعبها طبق الوعد الإلهيّ.
رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع مسؤولي البلاد عصر اليوم الثلاثاء 12/4/2022 أن مشكلات البلاد كلّها «قابلة للحل»، قائلاً إن «منظومة القدرة لدى الجمهورية الإسلامية وإنجازاتها المتنوعة في المجالات المختلفة جعلت من إيران أنموذجاً جذاباً للشعوب».
وأشاد الإمام الخامنئي بصحوة الشباب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 وحركتهم وجهودهم، مضيفاً: «أثبتت هذه التحرّكات أن فلسطين حيّة بخلاف مساعي أمريكا وأتباعها، ولن تُنسى أبداً، ومع استمرار التحركات الجارية وبفضل الله، سيكون النصر النهائي حليف الشعب الفلسطيني».
كما أشاد سماحته بشجاعة الشعب اليمني المظلوم، وخاطب المسؤولين السعوديين بـ«نصيحة نابعة من نيّات خيّرة»، متسائلاً: «لماذا تستمرون في حربٍ تعلمون أنه ليس لديكم احتمال للانتصار فيها؟ ابحثوا عن سبيل وأخرِجوا أنفسكم من هذه الورطة».
مع ذلك، وصف قائد الثورة الإسلامية وقف النار الأخير في اليمن بأنه «جيد جداً»، واستدرك: «إذا تم تنفيذ هذه الاتفاقية بالمعنى الحقيقي للكلمة، يمكن أن تستمر… بلا شك سوف ينتصر الشعب اليمني ببركة جهودهم وشجاعتهم ومبادرتهم مع قادتهم، والله سيعين هؤلاء الناس المظلومين».
في إشارة إلى «التوجه الجيد لدبلوماسية البلاد»، أكد سماحته أن «على المسؤولين ألّا يظلوا منتظرين القضية النووية إطلاقاً، بل لا بد أن يخططوا ويبادروا إلى حل المشكلات بناءً على حقائق البلاد».
ووصف الإمام الخامنئي المفاوضين بـ«الثوريين والمتديّنين ومفعمين بالجد والاجتهاد»، قائلاً إن «الأمور تسير على ما يرام في المفاوضات النووية، إذ يطلع الفريق المفاوض رئيس الجمهورية و”المجلس الأعلى للأمن القومي” على المستجدات، فيتخذون القرارات ويمضون قدماً».
وأعرب سماحته عن سعادته بمقاومة الفريق المفاوض أمام الابتزاز والجشع، مضيفاً: «الطرف المقابل الذي أخلف العهد وخرج من الاتفاق يشعر الآن بالتخبّط والطريق المسدود، لكن النظام الإسلامي الذي اجتاز المشكلات الكثيرة بالاعتماد على الشعب سوف يجتاز هذه المرحلة أيضاً».
في جزء آخر من خطابه، تحدث قائد الثورة الإسلامية عن اقتصاد البلاد قائلاً إنه رغم الأمور السلبية في الاقتصاد، فإن هناك بوادر نجاح في هذا المجال، ومن أمثلتها «مرونة اقتصاد البلاد في مواجهة الحظر غير المسبوق».
كذلك، رأى سماحته أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض الحالات مثل إنتاج ستة أنواع من لقاحات كورونا، وقرب الدَّيْن الخارجي للدولة من الصفر، وأيضاً التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي في المجالات كافة، كلها «دلالات على النجاح». وقال: «مثال آخر هو التقدم السليم والسلس في إدارة البلاد، فعلى عكس بعض البلدان الأخرى ورغم كل الأعمال العدائية، تمت إدارة البلاد بقانونية ودون إجراءات خارج المعتاد».
وقال الإمام الخامنئي: «إن العدو بحكم الجشع ينطق بكلام مخيّب، وقد قيل من قبل مثل هذا الكلام لكن ثبت خطؤه كله في ما بعد… مثل كلام صدام في بداية الحرب المفروضة والوعد بفتح طهران في غضون أسبوع! أو كلام مهرج أمريكي قبل بضع سنوات حين قال سنحتفل بعيد الميلاد في طهران».
من هنا، رأى سماحته أن «اعتراف الأمريكيين المغرورين صراحةً بأن الضغوط القصوى على إيران قد أخفقت إخفاقاً مخزياً مسألة مهمة للغاية ولا ينبغي نسيانها».
في توصياته المعنوية للمسؤولين، قائد الثورة الإسلامية: «كثيرٌ منا نحن المسؤولين مبتلون بترك الفعل وأداء الواجبات لأسباب مختلفة، لكن الله يؤاخذ الإنسان بشدة في هذا الخصوص». كما رأى أن المسؤولية في النظام الإسلامي «موضع مساءلة»، مشدداً على أن المسؤولين في أنظمة العالم «محط مساءلة لدى الناس، ولكن في النظام الإسلامي بالإضافة إلى الناس إن المسؤولين عرضة للمساءلة والمؤاخذة الإلهية الأهم والأشد».