Search
Close this search box.

فواتح السور

فواتح السور

فواتح السور

1- ﴿ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ – البقرة – مدنية

2- ﴿ألم * اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ – آل عمران – مدنية

3- ﴿المص * ِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ﴾ – الأعراف – مكية

4- ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ – يونس – مكية

5- ﴿الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ – هود – مكية

6- ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ – يوسف – مكية

7- ﴿المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ﴾ – الرعد – مدنية

8- ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ – إبراهيم – مكية

9- ﴿الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ﴾ – الحجر – مكية

10- ﴿كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾ – مريم – مكية

11- ﴿طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾ – طه – مكية

12- ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ – الشعراء – مكية

13- ﴿طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ – النمل – مكية

14- ﴿طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ – القصص – مكية

15- ﴿ألم *أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ – العنكبوت – مكية

16- ﴿ألم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾ – الروم – مكية

17- ﴿ألم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ – لقمان – مكية

18- ﴿ألم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ – السجدة – مكية

19- ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ – يس – مكية

20- ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ﴾ – ص – مكية

21- ﴿حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ – غافر – مكية

22- ﴿حم * تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ – فصلت – مكية

23- ﴿حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ – الشورى – مكية

24- ﴿حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ – الزخرف – مكية

25- ﴿حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾ – الدخان – مكية

26- ﴿حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ – الجاثية – مكية

27- ﴿حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ – الأحقاف – مكية

28- ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾ – ق – مكية

29- ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ – ن – مكية

فالمجموع 29 سورة فيها الحروف المقطعة.

المقدمة
لاشك أن القرآن الكريم يحتوي على المتشابهات، وقد صرح القرآن الكريم بذلك، وبين بشكل صريح أيضا أنه لا يعلم أمر تأويل كل المتشابهات سوى الله تعالى والراسخين في العلم.

والمسألة التي تثار هنا هي: ما المعنى المقصود من المتشابه ؟ وهذا هو موضع الاختلاف بين العلماء، وسنتناول ذلك في بحوثنا القادمة إن شاء الله تعالى.

لقد قلنا آنفا إن المتشابهات – على خلاف المحكمات – ألفاظ إما لا تدل ظواهرها على مضامينها أصلا مثل فواتح السور، وعلى هذا الأساس لا تعد هذه الفواتح إلا رموزا بين الله سبحانه ونبيه، أما الآخرون فليس بمقدورهم الانتفاع منها.

أو أن تكون لها دلالات معينة ولكنها ليست هي المقصودة من الآية كما في قوله تعالى ?الرحمن على العرش استوى?1، فظاهر هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه جسم كباقي الأجسام استقر على عرش أو سرير، وهذا طبعا ليس المعنى المقصود من هذه الآية، أو أن تكون لها معان متعددة ولكن لا توجد ثمة قرينة تصرف الذهن إلى أحد هذه المعاني، كما هو الحال في الألفاظ المشتركة، ولقد ذكرنا ذلك من قبل بأنه تفسير للألفاظ المتشابهة، وهو محل تأييد روائي وعرفي ولغوي.

وعلى أية حال يبرز تساؤل أورده البعض بصدد وجود المتشابه في القرآن الكريم مع أنه كتاب هداية وبيان، وقد أجبنا عليه سابقا.

الروايات وفواتح السور يتبين لنا من آراء علمائنا رضوان الله تعالى عليهم المختلفة في تفسير معاني فواتح السور أن تلك الآراء غير صادرة عن الروايات المعتبرة بلا معارضة، بل إن الروايات تشير إلى دلالات متعددة تبعا لتباين ما تعرضه تلك الروايات.

ولقد وجدنا تعددا لهذه الدلالات نذكر على سبيل المثال حديثا واحدا من كل مجموعة منتخبة.

1- روى المحدث البحراني عن محمد بن قيس عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: جاء حي بن أخطب وأبو ياسر ابن أخطب ونفر من يهود نجران إلى النبي صلى الله عليه وآله وسألوا: هل هناك وجود لكلمة (ألم) في الآيات المنزلة عليك ؟ فأجابهم الرسول: بلى، ثم قالوا: وهل أن جبرئيل هو الذي أتاك بها من عند الله ؟ قال: بلى، حينئذ قالوا: ما من نبي عينت مدة ملكه إلا مدة ملكك وأمتك، ثم التفت حي بن أخطب إلى أصحابه وقال: الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون، ومجموعها بحساب الأبجد (71) عاما، ثم عقب بالقول: عجبا لرجل يأتي أمة فيكون عمره ومدة ملكه (71) عاما! (المراد بالعمر هنا هو عمر الأمة وليس عمر رسول الله صلى الله عليه وآله) ثم تساءل وهل هناك كلمة أخرى ؟ وقرأ عليه النبي صلى الله عليه وآله تلك الحروف وقال: لقد اشتبه عليكم الأمر واختلط2.

وقد نقل السيوطي في الدر المنثور هذا الحديث عن ابن إسحاق والبخاري وابن جرير بإسناد ضعيف عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب3.

2- ينقل الشيخ الصدوق رحمه الله عن سفيان بن السعيد الثوري قوله للإمام الصادق عليه السلام: يا بن رسول الله ما معنى قول الله عز وجل “ألم” و “المص” و “الر” و “المر”…؟ قال عليه السلام: أما ” ألم ” في أول البقرة فمعناه: أنا الله الملك، وأما ” ألم ” في أول آل عمران فمعناه: أنا الله المجيد، و “المص” فمعناه: أنا الله المقتدر الصادق…الخ4.

3- ويروي الشيخ الصدوق أيضا عن محمد بن زياد ومحمد بن سيار عن الإمام العسكري عليه السلام عن قوله تعالى ” ألم * ذلك الكتاب “: أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها “ألف، لام، ميم” وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فائتوا بمثله إن كنتم صادقين…الخ5.

4- وينقل أيضا عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال: “ألم” هو حرف من حروف اسم الله الأعظم، المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه وآله والإمام، فإذا دعا به أجيب…الخ6.

وينقل السيوطي عن السدي الحديث الوارد إليه عن ابن عباس ومضمونه: “ألم” هي اسم من أسماء الله العظمى7.

وجاء في الإتقان أيضا أن هذه الحروف هي حروف اسم الله الأعظم على ما قيل ولكن نجهل تركيبها.

وعن ابن عطية نقل أيضا هذا المعنى.

5- نقل السيوطي عن ابن عباس أن “ألم” و “طسم” و “ص” هي أقسام أقسم بها الله تعالى، وهي أسماء من أسمائه تعالى8.

كانت تلك مجموعة أحاديث أوردنا فيها حديثا عن كل مجموعة، وعلى فرض أن تلك الأحاديث لم تكن تواجه إشكالا من حيث صحة السند فهي من جهة الدلالة لا يمكنها أن تتوالف، إذ لا يمكن الجمع بين الأحاديث التي تفسر هذه الحروف بأنها إشارة لأوصاف الله تعالى، وتفسرها في الوقت نفسه بأنها حروف أبجدية (بحساب الجمل) تشير إلى تاريخ الدين والأمة الإسلامية وغير ذلك، أو ما قيل عنها من أنها أساس القرآن من حيث التركيب اللفظي.

إذا لو كنتم في ريب منه فائتوا بمثله.

آراء المفسرين: ذكر شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله9 أن العلماء اختلفوا في تفسيرهم لمعاني فواتح السور، وقد ذكروا أقوالا متعددة نجمل منها ما يلي

1- أنها أسماء للقرآن

2- أنها جئ بها في أوائل السور ليتحدد موضع بداية السورة وموضع انتهاء السورة السابقة.

3- أنها جاءت لكي تسمى السورة بها، وقد استحسن الشيخ الطوسي هذا المعنى وقال بأنه أحسن الوجوه.

4-أنها أقسام أقسم بها الله تعالى.

5- أنها اسم الله الأعظم.

6- أنها حروف مرموزة لبداية الكلمات التي يعلم المقصود منها نبي الإسلام صلى الله عليه وآله على نحو قول الشاعر: قلنا لها قفي فقالت ق، أي أننا قلنا للمرأة توقفي فقالت مجيبة ” ق ” أي وقفت.

7- أنها حروف هجاء قد وضعت لأجل أن تتركب وتتشكل منها العبارات.

8- أنها حروف ترمز إلى إشارات ومعان معينة.

9- أنها حروف من حساب الجمل.

10- أنها من أسرار القرآن، كما أن لكل كتاب سرا.

أقوال اللغويين
أما آراء أهل اللغة حول معاني هذه الحروف حسب ما ذكرها الشيخ الطوسي فهي كما يلي:

1- أنها حروف المعجم، وأننا بذكرنا لها يمكننا الاستغناء عن ذكر سائر الحروف الأخرى10.

2- أنها حروف جئ بها لأجل جلب انتباه المشركين باعتبارهم صمموا على عدم الإصغاء للقرآن، وما إن يسمعوا هذه الحروف العجيبة حتى لا يجدوا بدا من الإصغاء لها11.

3- أنها حروف قد شرع الله سبحانه مفتتحا كلامه بها، ويقول أبو مسلم: المراد بذلك أن هذا القرآن الذي عجزتم عن معارضته ولم تقدروا على الإتيان بمثله هو من جنس هذه الحروف التي تتحاورون بها في كلامكم وخطابكم، فحيث لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من فعل الله12.

وينقل السيوطي في كتاب الإتقان عن القاضي أبي بكر ابن العربي في كتاب ” فوائد الرحلة ” أن في تفسير معاني هذه الحروف قد وجدت أكثر من عشرين قولا، ومع ذلك فأنا لا أعرف أحدا يحكم عليها بعلم ولا يصل منها إلى فهم13.

وتوجد أقوال أخرى للمتأخرين، وربما سنشير إليها في المستقبل إن شاء الله تعالى.

اختيارنا في البحث: إذا لم يكن لدينا دلالات لتبيين القصد من هذه الحروف ولم يكن إجماع عليها لتعيين مفهومها وكذلك لم يدرك شيئا من هذه الحروف لا العرف ولا اللغة فيوجب ذلك القول بأن هذه الحروف من متشابهات القرآن المجيد التي لم يفهم أحد تأويلها سوى الله سبحانه والراسخين في العلم.

وتوجد شواهد ومؤيدات لما قلناه
1- التعريف الذي عرفوا به المتشابه.

2- ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره ” التبيان ” أن هذه الحروف هي من المتشابهات كما روي في الأخبار.
وذكر الشيخ الطبرسي رحمه الله في مجمع البيان ذات القول وأضاف قائلا: روت العامة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي.

3- هذا، وأننا لم نجد أحدا أحاط بهذا البحث بالدليل القاطع والجازم (مع إيرادنا له) فمن رأى أو قال بأن ظاهر هذه الآيات المسبوقة بهذه الحروف نحو كلمة “تلك” الواردة في قوله تعالى ﴿ألم *تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾14 أنها إشارة إلى ” ألم ” ويعني أن الألف واللام والميم هي آيات إلهية وقد تشكلت منها آيات القرآن الكريم بعباراتها، فإن لم تؤمنوا بذلك فائتوا بمثله.

أو الأحاديث التي استدلوا بها فهي من حيث سندها ضعيفة أو ما اعتمدوا عليه من بعض الروايات الأخرى من حيث الدلالة وثبتت أنها متعارضة، وفي هذه الحال لا يمكن التمسك بأحد طرفي التعارض، ولعل السر في قول القاضي أبي بكر ابن العربي بأنه لم يجد من استدل بدليل قاطع وحاسم على الموضوع هو هذا الأمر.

كلام العلامة الطباطبائي وعدة من العلماء: قال العلامة الطباطبائي رحمه الله: أما الأقوال العشرة الآخر فإنما هي تصويرات لا تتعدى حد الاحتمال ولا دليل يدل على شئ منها.

ثم قال رحمه الله بعد ذلك: إن هذه الحروف رموز بين الله سبحانه وبين رسوله صلى الله عليه وآله خفية عنا لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلا بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطا خاصا15.

ويقول السيوطي بهذا الصدد أيضا: إن هذه الحروف التي تفتتح بعض السور هي من جملة المتشابهات في القرآن، وقولنا فيها أنها من أسرار الله التي لا يمكن لسواه أن يأتي على تأويلها وكشف معالمها 16.

ويقول صبحي الصالح (وهو من العلماء المعاصرين): إن هذه الحروف تعد من المتشابهات.

ويعقب بقوله: إن الورع لا يسمح أن يكون لنا رأي صريح بشأن هذه الحروف لأنها من متشابهات القرآن الكريم التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

ونقل أصحاب الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الراشدين أن هذه الحروف هي من الأسرار التي اختص بعلمها الله تعالى وحده.

الخرافات
وبخصوص هذا البحث شوهدت أيضا تأويلات وخرافات ابتدعها أصحاب الهوى وزج بها في خضم التأويل، ولم تحدهم في ذلك حدود توقفهم، بل إنهم ضربوا تخمينات وأحداس بمقتضى رغباتهم وميولهم وأهوائهم بشأن ذلك الأمر، بحيث إنهم آلموا مشاعر وأحاسيس كل مسلم، ونذكر من جملة هذه التأويلات ما يلي:

1- ما نقل من قول الشيخ محي الدين ابن عربي في كتاب “الفتوحات المكية” بما مضمونه: إعلم أن بدايات هذه السورة مجهولة لغير أصحاب السور المعقولة الذين توصلوا إلى حقائقها، والله سبحانه افتتح تسعا وعشرين سورة بهذه الحروف.

وكمال هذه الصورة تكمن في قوله تعالى ?والقمر قدرناه منازل? حيث عدد المنازل هو 29 منزلا.

إذا المهم هو القطب الذي هو قوام الفلك وعلته، وهذا القطب هو الحروف ا لثمانية الواردة في سورة آل عمران ” ألم، الله “.

ولو لم تكن هذه لما تحققت الـ‍ 28، وتكرار هذه (28 حرفا) يؤدي بالضرورة إلى تحقق تلك العبارات.

إذ العدد17 في هذه الحقيقة لا يمثل إلا جزء، حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله: الإيمان بضع وسبعون جزء، وهذه الحروف هي 78 حرفا، ولا يصل العبد إلى نيل كمال أسرار الإيمان حتى يعلم حقيقة هذه الحروف التي اشتملت عليها السورة18.

2- الكلام المنقول عن نصوح طاهر الفلسطيني يقول فيه: إن قيمة هذه الحروف هو ذلك المقدار الذي يحصل عندما تقع هذه الحروف في سورة ما فتبين عدد آيات تلك السورة.

ثم يقول: ولقد كان هذا التطابق موجودا حتى في عهد عثمان عندما كانت حروف هذه الفواتح تحسب بحساب الجمل، فتحدد آيات السورة التي وقعت فيها19.

واستنادا إلى ذلك فإن سورة البقرة التي تفتتحها ” ألم ” وهي بحساب حروف الجمل (71) عددا فتشتمل على (71) آية! بينما الواقع يؤكد أن عدد آياتها (286) آية.

وهكذا الحال في سورة آل عمران فهي تشتمل على (200) آية في حين أن الفرض يقتضي أن تشتمل على (71) آية لأن ” ألم ” قد وقعت في أولها، وهكذا أيضا بالنسبة إلى سورة العنكبوت المشتملة على (69) آية في حين كان المفترض بناء على هذا القول أن تشتمل على (71) آية لأن “ألم” وقعت في أولها، وهكذا في بقية السور الأخرى.

3- ما نقل من قول المستشرق الألماني (نولدكه) بأن كل حرف من حروف هذه الكلمات ما هو إلا إشارة إلى أحد الصحابة، مثلا (س) إشارة إلى سعد بن أبي وقاص، و (م) إلى المغيرة، و (ن) إلى عثمان بن عفان، و (ه‍) إلى أبي هريرة، وهكذا.

ولكن في النهاية تراجع هذا المستشرق عن قوله ذلك معربا عن خطئه.

ولكن بعض المستشرقين من أمثال (بهل) و (هرشفليد) نادوا بكل حماس بهذا الرأي وحاولوا إحياءه من جديد20.

بيد أنه يبدو أن مثل هؤلاء الأشخاص قد تأولوا متشابهات القرآن دون الاستعانة بالراسخين في العلم، ومن الطبيعي أنهم سيسقطون في وادي الخرافات والهذيان.

وكم أدت مثل هذه التأويلات إلى تخيل وجود التحريف في القرآن الكريم، واشتماله على الألغاز والأحاجي، أعاذنا الله من شرور أنفسنا.

الخلاصة
من كل ما سبق يتضح لنا وجود المتشابهات في القرآن الكريم، ولا يوجد هناك بحث يشتمل على الاتفاق والإجماع في توضيح تأويلاتها، بل إن موضوعها مورد خلاف عامة المسلمين وخاصتهم، سواء في الماضي أو في الحاضر، وأن الأخبار المروية والمتضمنة لمطالبها لا يمكن الاستناد إليها لعدم صلاحيتها، وأن التعريف اللغوي والعرفي للمتشابه يشتمل على هذه الحروف، ولكن بالنتيجة يتأكد أن هذه الحروف هي في حقيقتها من المتشابهات، وهذا ما يمكن القبول به.

*بحوث في تاريخ القرآن وعلومه، آية الله السيد أبو الفضل مير محمدي الزرندي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط1، ص16-26.

1- طه: 20.
2- تفسير البرهان: ج 2 أول سورة الأعراف.
3- الدر المنثور: ج 1 ص 23.
4- معاني الأخبار: ص 22 الحديث 1.
5- المصدر السابق: ص 24 الحديث 4.
6- المصدر السابق: ص 23 الحديث 2.
7- الدر المنثور: ج 1 ص 22.
8- الدر المنثور: ج 1 ص 22.
9- تفسير التبيان: ج 1 ص 352 في أوائل تفسير سورة البقرة.
10- تفسير التبيان: ج 1 ص 48 طبع النجف.
11- تفسير التبيان: ج 1 ص 48 طبع النجف.
12- تفسير التبيان: ج 1 ص 48 طبع النجف.
13- الإتقان: ج 2 ص 11.
14- لقمان: 1 و 2.
15- تفسير الميزان: ج 18 ص 8 و 9.
16- الإتقان: ج 2 ص 8.
17- مباحث في علوم القرآن: ص 238.
18- رسالة الإسلام: العدد الثاني السنة الحادية عشرة ، دار التقريب – القاهرة.
19- مباحث في علوم القرآن: ص 242.
20- هم إخواننا أهل السنة والجماعة.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل