ما هو الفرقُ بين اللَّوحِ المحفوظ ولوح المَحوِ والإثبات؟
اللوح المحفوظ:
كما في بعض التَّفسيرات هو ما عبَّر عنه القرآن الكريم بأم الكتاب، وهو ما كُتبَ فيه كُلُّ شيءٍ ممّا يُصيب الإنسان من خيرٍ وشرٍّ وبلايا ونِعَم وما إلى ذلك، وما كُتبَ فيه حتميُّ الوقوع ولا يتخلَّف قَيدَ شعرة، ولعلَّ ذلك الكتاب هو ما أشارت إليه الآيةُ المباركة من سورة الحديد: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾(1).
وأما لوح المحو والإثبات:
فهو الذي أشارت إليه الآيةُ المباركة من سورة الرَّعد: ﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾(2)، فالمُقَدَّرات في الكتاب على الإنسان وغيره من المخلوقات مُعلَّقة على شروطٍ متى ما وقعت ترتَّبت تلك المُقَدَّرات وإلاَّ فإنَّها لا تقع أو مُعلَّقة على عدم تحقُّق بعض الموانع، بمعنى أنَّ هذه المُقَدَّرات لا يُكتب لها الوقوعُ لو تحقَّقت بعضُ هذه الموانع.
ومثال الأوَّل أنَّه قد يُكتب في لوح المحو والإثبات أنَّ هذا الإنسان يبقى في الحياة خمسين سنة إذا كان يَصِلُ رحمَه أو يواظب على الدُّعاء، فصِلَةُ الرَّحم شرطٌ في بلوغ عمر هذا الإنسان خمسين سنة.
ومثال الثَّاني أنَّه قد يُكتب على الإنسان أن يُرزَقَ خمسة أولاد ما لم يَعُقَّ والديه، فالعقوقُ مانعٌ مِن أن يُرزقَ خمسة أولاد.
فالتَّقديرُ في لوح المحو والإثبات تقديران يتحقَّق أحدُهما ويُمحَى الآخر وفق الشُّروط والموانع مع علم الله تعالى أيُّ التَّقديرين هو الذي سيقع.
والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور