Search
Close this search box.

الإمام قدوة

الإمام قدوة

* الحياة العائلية
تزوج الإمام سنة 1348هـ.ق. ابنة آية الله الميرزا محمد ثقفي طهراني ولديه من هذا الزواج ذكران وثلاث بنات.
وحسبما يروى وينقل أن الإمام كان لديه علاقة خاصة بزوجته فهو كان يحترمها كثيراً حتى أنها تنقل أن الإمام لم يقل لها ولا مرة واحدة أنت لا تفهمين بل كان يقول لها: أنت غير ملتفتة.
وهذه الروحية عظيمة جداً بحيث أننا نرى في حقوق الزوجة على الزوج أن عليه أن لا يقبح لزوجته وجهاً ويقابلها ببشاشة وخلق حسن.

وتروي زوجة الإمام أيضاً:
أن الإمام لم يتكلم معها بصورة الأمر، فذات مرة سقط زر قميصه فقال لها: أيمكن أن تأخذي هذا الثوب ليخيطوه؟ ولم يقل لها: أنت خيطيه. وإذا ما مر يوم ولم يكن قد خيط الزر لم يكن ليقول لها: لماذا لم تخيطيه؟ بل كان يقول: ألم يأت أحدٌ ويخيطه؟
وحتى آخر حياته لم يقل لزوجته أعطني كوب ماء بل كان يفعل ذلك بنفسه لأنه كان يعلم أن زوجته تنسى فقد كان يأتي بقرص الدواء ويشربه بنفسه.

إن الإمام إلى آخر حياته كان لا يمد يده إلى الطعام قبل أن تحضر زوجته إلى المائدة وإذا ما بدأ أحدٌ بالطعام قبل ذلك لم يكن يقول لهم لماذا لم تصبروا بل: السيدة لم تأتِ بعد؟!
وتروي ابنته السيدة زهراء مصطفوي: كان والدي يكن احتراماً عظيماً وخاصاً لوالدتي فعندما كنا نزوره كان يسألنا كيف حال والدتكم…؟ ماذا تصنع؟ كان يريد أن يتأكد من ذهابنا لزيارة والدتنا وكان يقول: زوروا والدتكم أولاً ثم تعالوا لزيارتي..
فمن هي زوجة الإمام ولماذا هذا المدح الدائم من الإمام لها؟

زوجة الإمام بعد زواجها تابعت دراستها عند الإمام قدس سره لمدة 12 سنة.
وتروي حفيدة الإمام قدس سره:
ذات يوم وعندما كانت زوجة الإمام مسافرةً وكان الإمام متضايقاً فمازحته حفيدته قائلة: عندما تكون السيدة موجودة فالسيد يضحك ويكون مسروراً وإذا لم تكن موجودةً نراه غير مرتاح ومقطب الجبين ثم قالت له: طوبى للسيدة حيث أنكم تحبونها بهذا المقدار…
فقال الإمام قدس سره: طوبى لي أنا حيث أنه لدي هكذا زوجة.. إن التضحية التي بذلتها في حياتنا لم يبذلها أحد.. فكوني أنت أيضاً مثل السيدة وسيحبك زوجك بهذا المقدار.

هذه هي العلاقة الأسروية السعيدة التي جسدها الإمام في بيته وأعطى بذلك النموذج الرائع والراقي للعائلة المسلمة التي يسودها نظام الوحي وهذا ما كان يوصي به الإمام قدس سره عندما كان يعقد القران لأي اثنين: فكان ينصح الزوج والزوجة:
اسعوا بأن تكونوا رفقاء مع بعضكما. إذا كنت رجلاً وكان عندك في خارج البيت آلاف المشاكل.. فعندما تأتي إلى البيت ضع المتاعب خارج البيت (الباب) واسع أن تكون لطيفاً وحنوناً داخل البيت.

وكان يوصي المرأة ويقول:
أنت أيضاً خلال البيت يمكن أن تكوني قد عملت كثيراً بالأعمال المنزلية وتعبت ولكن لا ينبغي أن تنقلي تعبك إلى زوجك فاستقبليه.. واصنعي حياةً طيبةً لكما.
وهذا ما يجب أن يطبقه المسلمون عموماً والسائرون في خط الإمام خصوصاً ليكون عندهم اللياقة للسير خلف هذا الرجل الإلهي فلا بدّ للرجل والمرأة أن يتعاونا في هذه المسيرة الإنسانية وفي تربية الجيل الصالح وإيجاد المجتمع الإسلامي الراقي.

* الإمام وتربية الأطفال
كان قدس سره رغم كل دراسته وتدريسه وأعماله وجهاده مهتماً بأمور منزله الخاصة ومواظباً على تربية أولاده وتنشئتهم:
تروي زوجة الإمام قائلة: عندما كان أولاد الإمام يبكون كثيراً في بعض الليالي ويبقون مستيقظين إلى الصباح كان الإمام يقسم الليل… مثلاً يبقى مستيقظاً ساعتين ثم استيقظ أنا ساعتين.
وبالنسبة إلى مرعبة الأطفال ومداعبتهم فقد كان رضوان الله تعالى عليه مهتماً بذلك جداً فنراه حتى آخر حياته لا سيما من خلال بعض الصور المنشورة وهو يداعب أحفاده ويتمشى معهم. وروت ابنته السيدة زهراء مصطفوي عن ذلك بقولها:
كان والدي الإمام يخصص بعضاً من الوقت للعب معنا نحن الأطفال من الساعة الحادية عشرة حتى الحادية عشرة وأربعين دقيقة حيث يسعد لصلاة الظهر فقد كان الإمام قدس سره يغطي عيني أحدنا ثم يختفي الباقون أو كان يخفينا تحت عباءته ثم يشير إلينا في الفترة المناسبة فنخرج.

إن الإمام يرى أن الطفل يجب أن يترك لشأنه يلعب ويلهو فإذا لم يلعب الطفل فإنه يعد مريضاً يجب عرضه على الطبيب…
وفي تعبير الإمام أن الطفل إذا أضر بنفسه أو كسر شيئاً أو عطل شيئاً آخر فإنه ينبغي معاقبة والديه لا معاقبة الطفل لأن من واجبهما إزالة الأخطار المحتملة من طريقه…
وما كان قدس سره لينزعج من ضجيج الأطفال ويتأفف من حركاتهم فإنه فيما يروى عنه بعد ذهابه إلى النجف كان يسكن في بيت صغير جداً وكان يقيم معه سبعة أطفال يلعبون ويلهون ومن الطبيعي أنهم يحدثون الكثير من الضوضاء ومع ذلك لا نتذكر يوماً أنه صدر من الإمام أية ردة فعل تجاه هؤلاء الأطفال.

وبالنسبة إلى معاقبة الطفل إذا ما أخطأ وكيف أن بعض الناس يفجرون غيظهم وغضبهم في ضربهم للطفل بقسوة وبدون أية رحمة كان الإمام يجسد المسألة بصورة أخرى مختلفة..
ويروى في هذا المجال أن زوجة الإمام نادت ابنتهما زهراء يوماً فلم تجبها فتألمت الأم لذلك وأخبرت الإمام الذي ما كان ليحتمل هذا التصرف فشمّر عن ساعديه وتحرك بهدوء نحو الطفلة وأثناء تحركه نحوها ببطء نزع جواربه.. فقد كان يريد أن يحفز الطفلة على الهروب.
فتقول السيدة زهراء: الآن عرفت أن والدي لم يكن يريد ضربي كان يريد أن أخاف وأهرب وبما أنني كنت طفلة لم أنتبه لهذه المسألة فعاقبني والدي.

* عاطفة الإمام الرائعة
المتتبع لتصرفات الإمام في هذا المجال حسبما يروى من أفراد عائلته يجد مدى متانة العلاقة بينه وبين أفراد عائلته فقد كان ملتزماً بأن يأكل معهم وأن يحترمهم بالشكل المطلوب.
وتروي حفيدة الإمام زهراء إشرافي: عندما كانت أختي مريضة في نفس الوقت الذي كان الإمام فيه في المستشفى وكان في حالة غيبوبة. كان عندما يفتح عينيه يسأل فوراً كيف حال فلانة؟ هل أصبحت جيدة؟

وتروي حفيدة الإمام أيضاً:
أنها حين سافرت للمشاركة في مراسم عزاء والد زوجها -آية الله خاتمي- كان الإمام دائماً يسأل عنها وعندما عادت من السفر طلب الإمام أن تأتي إليه مباشرة..

ويُروى أيضاً:
أن السيد أحمد ذهب يوماً لقراءة بيان الإمام والإمام قدس سره سمع ذلك من الراديو.. فقال السيد أحمد قبل تلاوة البيان: “حالتي اليوم لم تكن مساعدة…”.
فأرسل الإمام فوراً يسأل كيف حاله…؟ ولماذا هو مريض وما سبب ذلك؟
وكذلك نرى علاقته الرائعة بأقربائه لا سيما السيدة فاطمة طباطبائي زوجة ابنه أحمد ويكفي دليلاً على ذلك تلك الرسالة الرائعة التي كتبها لها.

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل