في اليوم الثالث عشر من محرم الحرام عام 61هـ أي بعد ثلاثة أيام من الملحمة الفاجعة، دُفنت الأجساد – الطاهرة للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته الأبرار وأصحابه الاوفياء.
(1) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الاول للهجرة :
ووفقاً للترتيبات والمواضع التي حددها الامام السجاد علي بن الحسين عليه السلام لعشيرة بني أسد – التي كانت تسكن في أطراف أرض ملحمة الطف – بل وبمعاونته، وقد بُني على القبور شواهد لأول مرة بأمر وتوجيه من الإمام السجاد عليه السلام، أذ بنوا للقبر علائم لا يُدرَسْ أثرها.
وذكر المؤرخون أنهم أقاموا على قبر الإمام الحسين عليه السلام أربعة جذوع من النخيل مسقفة بحصير من جريدها ولا يبعد أن يكون مثل ذلك أو شبيه به قد حصل لمرقد أبي الفضل العباس عليه السلام.
وقيل ان بني اسد حددوا له مسجدا وبنوا على قبره الشريف سقيفة وله باب شرقي وباب غيره، وانه لم يزل كذلك الى أيام الحاكم العباسي هارون السفيه (1).
في سنة 65 هـ قصد كربلاء المقدسة في عهد الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان، جماعة من التوابين من أهل الكوفة، يقارب عددهم أربعة الآف، بقيادة الصحابي الجليل “سليمان بن صرد الخزاعي”، يطالبون بثارات الإمام الحسين عليه السلام، فأزدحموا حول القبر كازدحام الناس عند لثم الحجر الأسود في الكعبة المشرفة، وكان القبر آنذاك ظاهراً معروفاً وأقاموا عليه بناءً (2).
في سنة 65 أو 66هـ أوعز حاكم العراق آنذاك المختار بن عبيد الثقفي (رض) (3) الى محمد بن إبراهيم الأشتر أن يسير الى كربلاء ويقوم ببناء مسجد وسرادق حول القبر وكان البناء من الآجر والطين، وبنيت قرية حول المرقدين(4).
————————————————-
الهوامش
1- تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط.
2- بتصرف عن: تاريخ الطبري / ج5 : ص96.
كان المختار قد خرج بالعراق لمدة أربع سنوات عن ولاية بني أمية في ثورته ضدهم وأخذ خلالها الثأر من الكثير ممن شاركوا بقتل الإمام الحسين عليه السلام واهل بيته وأصحابه عليهم السلام خلال ملحمة الطف الخالدة، فضلاً عن مقاتلته الأمويين في ثغور العراق.
3- بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط.
4- بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط.
(2) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الثاني للهجرة
يبدو ان العمارة التي شيدت في عهد المختار الثقفي ظلت قائمة حتى سقوط الدولة الاموية عام 132هـ وقد ازالها الحاكمان العباسيان (هارون السفيه والمتوكل على الشيطان)، وفي عام 198ه عندما استتب الأمر للمأمون – وهو سابع حكام العباسيين -، اقتضت سياسته – لتنفيذ غرائزه وأطماعه – مراعاة شعور الموالين لأهل البيت عليهم السلام لامتصاص النقمة المتزايدة عليه والمنافسة السياسية لحربه مع أخيه الأمين وقتله إياه، ففسح المجال لزيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام وتعميره، فبنى عليه قبة شامخة وحرماً فخماً، وبدأ الناس يسكنونه من جديد، ثم إن المأمون أراد التقرب إلى العلويين وأهل البيت عليهم السلام لاستحكام ملكه، فأصدر قراره بولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام في السابع من شهر رمضان عام 201ه وبتعمير مرقد الإمام الحسين عليه السلام ، فأمر عام 202هـ بإعادة البناء للمرة الثانية، وبذلك يكون قد عُمّر المرقد في عهد المأمون مرتين (1) وتم توسيع الحائر(2).
————————————————-
الهوامش
1- بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط.
2- موسوعة العتبات المقدسة – الجزء الثامن – قسم كربلاء/جعفر الخليلي: ص258.
(3) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الثالث للهجرة
في سنة 247هـ أعيد بناء المرقد المشرف وتوسيعه مع وضع ميلٍ عالٍ على القبر لارشاد الزوار، وذلك من قبل الحاكم العباسي المنتصر، ودعا في عهده إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام (1).
في سنة 250هـ أمر الحسن بن زيد العلوي “حاكم طبرستان” الملقب (بجالب الحجارة) أو الداعي الكبير بتعمير المراقد المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة (2).
في سنة 279هـ أمر المعتضد العباسي بتعمير المراقد المقدسة في كربلاء، فقام بتعمير المرقد وتطويره حاكم طبرستان محمد بن زيد الملقب بالداعي الصغير وهو اخو الحسن بن زيد المار ذكره، فقام محمد بإكمال بناء الروضتين في كربلاء المقدسة.
————————————————-
الهوامش
(1) بتصرف عن: تاريخ كربلاء وحائر الحسين/د.عبد الجواد الكليدار : 164.
(2) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط
4)) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الرابع للهجرة
في سنة 369ه وعندما قام عضد الدولة ابن ركن الدولة البويهي بزيارته التقليدية للمرقد المطهر للإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وأمر بتجديد بناء القبة الحسينية وروضتها المباركة، وشيد ضريح الإمام الحسين عليه السلام بالعاج وزينه بالحلل والديباج، وبنى الأروقة حول مرقده المقدس، وعمّر المدينة، واهتم بإيصال الماء، فأوصل المدينة بترعة فأحياها لسكانها ووفر الضياء للحائر المقدس وعصمها بالأسوار العالية، وأوقف عضد الدولة أراضٍ لاستثمارها لصالح إنارة الحرمين الشريفين أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وبالغ في تشييد الأبنية والأسواق حوله (1) وبلغ محيط الأسوار حوالي 2400 خطوة وقطره حوالي 2400 قدم، وفي سنة 371ه واصل عضد الدولة زيارته التقليدية السنوية للحائر المقدس، ويبدو أنه أشرف في هذه السنة على مراسيم الانتهاء من إعمار وبناء المرقد الحسيني المطهر(2) وذكر “السيد سلمان طعمة” أن أول بناء اقيم على قبر أبي الفضل العباس عليه السلام كان سنة 372هـ (983م) في عهد عضد الدولة البويهي الذي شيد في هذه الفترة بناء فوق القبر تعلوه قبة عالية من الطابوق (الآجر) والجص(3).
————————————————-
الهوامش
(1) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول – مخطوط: ص 171-172.
(2) دائرة المعارف الحسينية ـ تاريخ المراقد ـ ج 1/ الشيخ محمد صادق الكرباسي : ص 297 .
(3) بتصرف عن تراث كربلاء/ سلمان هادي طعمة: ص 62، عن تاريخ وجغرافيائي كربلاي معلى، عماد الدين الاصفهاني، ص: 182
(5) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الخامس للهجرة
في سنة 407هـ قام بالأعمار والتطوير الوزير الحسن بن الفضل بن سهلان الرامهرمزي، كما جدد بناء السور للحائر المقدس، وهذا هو السور الثاني لكربلاء (1).
————————————————-
الهوامش
1- بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول–الفصل الأول – مخطوط
(6) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن السادس للهجرة
في سنة 513هـ قام بتجديد وتطوير عمارة المرقد والحرم الأمير دبيس الأسدي أحد أمراء دولة بني مزيد الأسدية(1) والتي كانت الحلة عاصمتها.
قبل سنة 556هـ كان الوزير الفاطمي “طلائع بن رزيك” يحمل كل سنة حملاً كبيراً الى العلويين المجاورين الى الحرمين ومشاهد اهل البيت عليهم السلام والتي منها مرقدي سيد الشهداء الإمام الحسين وأخيه سيدنا أبي الفضل العباس عليهما السلام، وقد اوقف اوقافاً كثيرةً لاجل ذلك(2).
————————————————-
الهوامش
(1) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول–الفصل الأول – مخطوط -.
(2) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الامير القريشي: الباب الأول– الفصل الأول -مخطوط ، عن: تاريخ المراقد/الكرباسي – ج3: ص31.
(7) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن السابع للهجرة
في سنة 620هـ جرى تعمير المرقد بأمر من الحاكم العباسي احمد الناصر لدين الله بتكليف وزيره مؤيد الدين محمد المقدادي، وكان الناصر لدين الله يختلف عن آبائه في وده لأهل البيت عليهم السلام وعمارة قبورهم(1).
في عام 656هـ وبعد سقوط الدولة العباسية، عين السيد بن طاووس الحسني نقيباً للطالبيين، واوكلت إليه مهمة الاشراف على العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، فحفظها على اتم وجه وازدهرت في عهده(2).
في سنة 696 هـ قام الايلخان محمود غازان (حاكم مغولي مسلم) بتقديم عطايا سخية لبناء المراقد، وكذلك قام هو ووالده بإيصال المياه للمنطقة عن طريق فتح قناة، وتحويل مجرى المياه من الفرات اليها(3).
——————————————
الهوامش
(1) تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: 183-184.
(2) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط -.
(3) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط -.
(8) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن الثامن للهجرة
في سنة 707هـ جرت التعميرات من قبل السلطان اولجياتو محمد خدا بنده (حاكم مغولي مسلم) اخو السلطان غازان محمود بن ارغون الذي توفي عام 703 هـ (1).
من سنة740 إلى سنة 790هـ جرى التعمير والتطوير من قبل سلاطين الدولة الايلخانية الجلائرية – وهي من قبائل المغول – التي حكمت العراق والذين أسلموا بعد غزوه، وقد تم بناء الروضة العباسية المقدسة إبتداءً من مؤسس الدولة الشيخ حسن بن حسين بن أقبغا، ثم السلطان أويس، وثالثهم السلطان حسين ابن الشيخ حسن الكبير، ورابعهم السلطان احمد بهادر خان ابن أويس الذي تم على يده البناء الماثل للعيان الآن(2).
‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑‑
الهوامش
(1) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط -.
(2) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط ، عن تاريخ المراقد/ محمد صادق الكرباسي – ج2 :ص39-47، وعن تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: ص186، وقد ورد فيه أن السلطان أحمد هو ابن أويس وليس ابن ادريس.
(9) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن التاسع للهجرة
في سنة 836هـ جرى التعمير من قبل احد أمراء دولة الخروف الأسود، وهو ميرزا سبند المعروف بـ (اسبان)، الذي اعتنى بالمشهدين المقدسين في كربلاء واستبصر على يد الشيخ ابن فهد الحلي(1).
في سنة 859هـ امر حاكم شيراز، الأمير بوداق قائده سيدي علي بتعمير المرقدين في كربلاء المقدسة وإعادة ما دمره المشعشعون في غارتهم عليها(2).
———————————————–
الهوامش
(1) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط ، عن تاريخ المراقد/ محمد صادق الكرباسي – ج2 :ص39-47، وعن تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: ص186، وقد ورد فيه أن السلطان أحمد هو ابن أويس وليس ابن ادريس.
(2) نفس الهامش أعلاه.
(10) تاريخ بناء العتبة العباسية في القرن العاشر للهجرة
في سنة 914 وحتى سنة 930 هـ تم تعمير المرقد من قبل الملك إسماعيل الصفوي(1).
في سنة 941 هـ الموافق 1534م جرى تعمير المرقد من قبل السلطان العثماني سليمان القانوني (2)، كما أمر بتحرير وتسجيل الأوقاف الموجودة والمحافظة عليها(3).
في سنة 957هـ جرى التعمير من قبل السلطان نظام الدين شاه.
في سنة 982هـ قام الملك طهماسب بتزيين القبة بالقاشاني (الكاشي الكربلائي) (4).
في سنة 983هـ – 1575م قام بالتعمير الوندزادة علي باشا(5).
في سنة 991هـ – 1575م تم إعادة البناء وتوسيعه من قبل السلطان مراد الثالث العثماني(6).
———————————————
الهوامش
(1) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط ، عن تاريخ المراقد/ محمد صادق الكرباسي – ج2 :ص39-47، وعن تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: ص186، وقد ورد فيه أن السلطان أحمد هو ابن أويس وليس ابن ادريس.
(2) نفس الهامش أعلاه
(3) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط ، عن تاريخ المراقد/ محمد صادق الكرباسي – ج2 :ص39-47، وعن تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: ص186، وقد ورد فيه أن السلطان أحمد هو ابن أويس وليس ابن ادريس، عن: كربلاء في الارشيف العثماني/ دِيلَك قايا: ص94.
(4) بتصرف عن: تأريخ العتبة العباسية المقدسة/ الحاج عبد الأمير القريشي: الباب الأول – مخطوط ، عن تاريخ المراقد/ محمد صادق الكرباسي – ج2 :ص39-47، وعن تاريخ كربلاء وحائر الحسين عليه السلام/ د.عبد الجواد بن علي الكليدار: ص186، وقد ورد فيه أن السلطان أحمد هو ابن أويس وليس ابن ادريس.
(5) نفس الهامش أعلاه
(6) نفس الهامش أعلاه