Search
Close this search box.

أرى الكون أضحى نوره يتوقد.. قصيدة السيد رضا الهندي في المولد النبوي الشريف

أرى الكون أضحى نوره يتوقد.. قصيدة السيد رضا الهندي في المولد النبوي الشريف

من غرر قصائد العالم الجليل والأديب الشهير السيد رضا الهندي في مدح سيد النبيين وخاتم المرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

قصيدة في مولد الرسول

 

أرَى الكَونَ أَضْحى نُورُهُ يَتَوَقَّدُ

لِأَمْرٍ بِهِ نِيرانُ فارِسَ تَخْمُدُ

 

وإيوانُ كِسْرى انْشَقَّ أَعلاهُ مُؤْذِناً

بِأَنَّ بِنَاءَ الدِّينِ عادَ يُشَيَّدُ

 

أَرَى أَنَّ أُمَّ الشِّرْكِ أَضْحَتْ عَقِيمَةً

فَهَل حَانَ مِن خَيْرِ النَّبِيّينَ مَوْلِدُ؟

 

نَعَم، كادَ يَسْتَوْلِي الضَّلالُ عَلى الوَرَى

فَأَقْبَلَ يَهْدِي العالَمِينَ مُحَمَّدُ

 

نَبِيٌّ بَراهُ اللهُ نُوراً بِعَرشِهِ

ومَا كانَ شَيءٌ في الخَلِيقَةِ يُوجَدُ

 

وَأَوْدَعَهُ مِنْ بَعدُ في صُلْبِ آدَمٍ

لِيَسْتَرْشِدَ الضُّلَّالُ فِيهِ ويَهْتَدُوا

 

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ في صُلْبِ آدَمَ مُودَعاً

لَمَا قالَ قِدْماً لِلمَلائِكَةِ: اسْجُدُوا

 

لَهُ الصَّدْرُ بَيْنَ الأَنبِياءِ وَقَبلَهُم

عَلَى رَأسِهِ تَاجُ النُّبُوَّةِ يُعْقَدُ

 

لَئِنْ سَبَقُوهُ بِالمَجِيءِ فَإِنَّمَا

أَتوا لِيَبُثُّوا أَمْرَهُ ويُمَهِّدُوا

 

رَسُولٌ لَهُ قَد سَخَّرَ الكَوْنَ رَبُّهُ

وَأَيَّدَهُ فَهُوَ الرَّسُولُ المُؤيَّدُ

 

وَوَحَّدَهُ بِالعِزِّ بَينَ عِبادِهِ

لِيَجرُوا على مِنْهاجِهِ ويُوَحِّدُوا

 

وقارنَ ما بَيْنَ اسمِهِ واسمِ أَحمَدٍ

فَجاحِدُه، لا شكَّ، للهِ يَجْحَدُ

 

وَمَنْ كانَ بِالتَّوحِيدِ للهِ شاهِداً

فَذاكَ لِطَهَ بِالرِّسالةِ يَشْهَدُ

 

وَلَوْلاهُ مَا قُلْنَا ولا قَالَ قائِلٌ

لِمالِكِ يَومِ الدِّينِ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ

 

ولا أَصبَحَتْ أَوْثانُهُم وَهِيَ الّتي

لَها سَجَدوا، تَهوي خُشُوعاً وتَسجدُ

 

لِآمنةَ البُشرى مَدَى الدَّهرِ إذْ غَدَتْ

وفِي حِجْرِها خَيْرُ النَّبِيِّينَ يُولَدُ

 

بِهِ بَشَّرَ الإِنجيلُ والصُّحفُ قَبْلَهُ

وَإِنْ حَاوَلَ الإخْفَاءَ لِلحَقِّ مُلْحِدُ

 

(بِسينَا) دَعَا مُوسى و(ساعيرُ) مَبعثٌ

لِعيسى وَمِن (فارانَ) جاءَ مُحَمَّدُ

 

فَسَلْ سِفْرَ شَعْيَا مَا هِتافُهُمُ الّذِي

بِهِ أُمِرُوا أَنْ يَهْتِفُوا وَيُمَجِّدُوا

 

وَمَنْ وَعَدَ الرّحمَنُ مُوسَى بِبَعْثِهِ

وَهَيْهاتَ للرَّحمَنِ يُخْلَفُ مَوْعِدُ

 

وَسَلْ مَنْ عَنَى عِيسى المَسيحُ بِقَوْلِهِ

(سَيَنْزِلُ) نَحْوَ الوَرَى حِينَ أُصْعَدُ

 

لَعمرُكَ إِنَّ الحَقَّ أبيَضُ نَاصِعٌ

ولَكِنَّما حَظُّ المُعانِدِ أَسْوَدُ

 

أَيَخلدُ نَحْوَ الأرْضِ مُتَّبِعُ الهَوَى

وعَمَّا قَلِيلٍ في جَهَنَّمَ يَخْلُدُ

 

وَلَوْلا الهَوَى المُغْوِي لَمَا مَالَ عاقِلٌ

عَنِ الحَقِّ يَوماً، كَيفَ والعَقلُ مُرشِدُ؟

 

ولا كان أصنافُ النَّصارى تَنَصّروا

حديثاً ولا كان اليهودُ تَهَوَّدوا

 

أبا القاسم أصدع بالرسالةِ مُنذراً

فسيفُك عن هامِ العِدى ليس يُغمَد

 

ولا تخشَ من كيدِ الأعادي وبأسِهم

فإنَّ عَلياً بالحُسام مُقَلّدُ

 

وهل يخشى مِن كيدِ المُضِلِّين مَن له

أبو طالب حامٍ وحيدر مُسعِدُ

 

عليٌ يدُ الهادي يصولُ بها وكم

لوالده الزاكي على أحمدَ يَدُ

 

وهاجر أبا الزهراء عن أرضِ مكة

وخلِّ علياً في فراشِك يَرقُد

 

عَلَيكَ سَلامُ اللهِ يا خَيْرَ مُرْسَلٍ

إِلَيهِ حَدِيثُ العِزِّ والمَجْدِ يُسْنَدُ

 

حَباكَ إِلَهُ العَرْشِ مِنْهُ بِمُعْجِزٍ

تَبِيدُ اللَّيالِي وَهُوَ بَاقٍ مُؤبَّدُ

 

دَعَوْتَ قُريشاً أَنْ يَجِيئُوا بِمِثْلِهِ

فَمَا نَطَقُوا والصَّمْتُ بالعَيِّ يَشهَدُ

 

وكَمْ قَدْ وَعَاهُ مِنْهُمُ ذُو بَلاغَةٍ

فَأَصْبَحَ مَبْهُوتاً يَقومُ وَيَقعدُ

 

وَجِئْتَ إِلى أَهْلِ الحِجَى بِشَريعَةٍ

صَفَا لَهُم مِن مائِها العَذْبِ مَوْرِدُ

 

شَريعَةُ حَقٍّ إِنْ تَقادَمَ عَهْدُها

فمَا زالَ فِينا حُسْنُها يَتَجَدَّدُ

 

عَلَيكَ سَلامُ اللهِ مَا قَامَ عابِدٌ

بِجُنْحِ الدُّجَى يَدْعُو ومَا دامَ معبدُ

للمشاركة:

الأكثر قراءة

اشترك ليصلك كل جديد

اكتب ايميلك في الأسفل